موكب المومياوات الملكية يستعيد أجواء نقل «رمسيس الثاني»

يجوب شوارع القاهرة من المتحف المصري إلى «الحضارة»

TT

موكب المومياوات الملكية يستعيد أجواء نقل «رمسيس الثاني»

في حدث يوصف بأنه «عالمي»، وفي موكب كبير ومهيب، تستعد المومياوات الملكية لمغادرة المتحف المصري بالتحرير يوم 3 أبريل (نيسان) المقبل، لتستقر في مقرها الأخير بمتحف الحضارة بالفسطاط، بعد جولة في شوارع القاهرة في مهرجان فني يعيد للأذهان ذكرى نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس وسط القاهرة، إلى المتحف المصري الكبير بميدان الرماية عام 2006، والأجواء التي لازمت تلك المناسبة.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار أن «المومياوات الملكية ستنقل في موكب مهيب، على عربات صممت خصيصاً لهذا الغرض». وأوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة، في تصريحات تلفزيونية، أن «موكب المومياوات الملكية ستتقدمه مجموعة من الخيول والموتوسيكلات، كما سيتم إطلاق طلقات نارية تكريماً لملوك الفراعنة»، مشيراً إلى أن «الحدث سيتضمن استعراضات فنية، وسيشارك فيه فنانون مصريون، حتى تصل المومياوات إلى متحف الحضارة، حيث سيكون في استقبالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي».
ونقل المومياوات الملكية هو جزء من مشروع كبير لإعادة صياغة المتاحف المصرية، بدأ في عصر فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، عندما بدأ في إنشاء المتحف المصري الكبير عام 2002؛ بهدف تطوير سيناريو العرض المتحفي بعد تكدس الآثار بالمتحف المصري بالتحرير، حتى وصف بالمخزن، على حد تعبير الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الذي أوضح، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المتحف المصري بالتحرير الذي يعود تاريخه إلى عام 1902 كان قد تكدس بالآثار، لذلك كان من المهم أن يتم وضع تصور مختلف للمتاحف في مصر يتفق مع المتغيرات الحديثة، فتم إنشاء متحف الحضارة بالفسطاط، وهو المكان الذي سيضم المومياوات الملكية، والمتحف الكبير الذي سيكون بيت توت عنخ آمون الجديد»، واصفاً موكب نقل المومياوات الملكية بأنه «الخطوة قبل الأخيرة لافتتاح المتحف الكبير».
ويعود قرار نقل المومياوات الملكية إلى عام 2019، لكن تم تأجيل التنفيذ في البداية لتطوير الطرق والمسارات التي سيعبرها الموكب، وتطوير بحيرة عين الصيرة المجاورة لمتحف الحضارة، ثم تأجل الحدث مرة أخرى عام 2020 بسبب جائحة «كوفيد – 19».
ورغم استمرار الجائحة، فإن غنيم يرى أن «تنظيم حدث بهذا الحجم وبثه على تلفزيونات العالم، هو أحسن دعاية لمصر، حيث ستظل صورة الموكب عالقة في الأذهان، مؤكدة التزام مصر بالإجراءات الاحترازية»، مشيراً إلى أن «هذا هو المهرجان الأول من نوعه في مصر، فلم يحدث أن تم نقل آثار مهمة بهذا الشكل في مهرجان وموكب ملكي»، لافتاً إلى أن «رحلة المومياوات ستستغرق ساعة تقريباً وستبث على جميع القنوات، وتفاصيل المشهد ستكون مفاجأة للجمهور».
ويعيد موكب نقل المومياوات الملكية للأذهان ذكرى مهرجان شعبي مماثل عام 2006، عندما تم نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس الذي يحمل اسمه حتى الآن إلى المتحف المصري الكبير في موكب استمر طوال الليل، وسط حضور جماهيري وشعبي من المواطنين الذين رافقوا التمثال في رحلته الأخيرة، ولكن الإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة كورونا، قد تحول دون مرافقة المواطنين للموكب، وقال غنيم: «ليس هناك منع أو خطر لحركة المواطنين، لكن الأفضل متابعة الموكب من المنزل على شاشات التلفزيون، خصوصاً أنه موكب متحرك ومن الصعب متابعة سيره في كل مراحله، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا».
وفي محاولة للترويج لمتحف الحضارة، قرر وزير السياحة والآثار تخفيض سعر التذاكر بنسبة 50 في المائة لمدة أسبوعين ابتداءً من 4 إلى 17 أبريل 2021، لزيارة قاعة العرض المركزي، كما سيتم السماح بزيارة قاعة المومياوات الملكية ابتداءً من يوم 18 أبريل المقبل، الذي يوافق يوم التراث العالمي، بعد تجهيز القاعة ووضع المومياوات داخل فتارين العرض الخاصة بها خلال الأسبوعين التاليين لعملية النقل، وقال غنيم إن «المومياوات الملكية ستعرض بشكل مختلف عن الطريقة التي كانت تعرض بها في المتحف المصري بالتحرير، حيث ستعرض مع متعلقات الملوك وأفلام وثائقية تشرح قصصهم».
ويضم الموكب 22 مومياء من بينها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات، من بينها مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس - نفرتاري زوجة الملك أحمس.
ويعود تاريخ العثور على بعض هذه المومياوات إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما تم الكشف عن كل من خبيئة الدير البحري في عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك آمنحتب الثاني في عام 1898.
وسيسير الموكب في ميدان التحرير الذي سيتم افتتاح أعمال تطويره وإزاحة الستار عن المسلة التي تتوسطه بالتزامن مع نقل المومياوات الملكية، ثم ينطلق الموكب على كورنيش النيل وسور مجرى العيون، وصولاً إلى متحف الحضارة بالفسطاط، حيث تم رفع كفاءة كوبري المانسترلي ليضفي مظهراً جمالياً بخط السير، وتقليم الأشجار بالطريق، واستكمال تركيب الجرانيت أمام معهد الأورام بالسيدة زينب ورفع الإشغالات بجوار المسجد، ودهان بعض العقارات وأيضاً الأرصفة الواقعة بالمسار إلى جانب مراجعة النافورة التجميلية بميدان فُم الخليج ورفع كفاءتها.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».