شاشة الناقد

TT

شاشة الناقد

- بطلة بمواصفات ديزني
- الفيلم: Raya and the Last Dragon
- إخراج: دون هول
- الولايات المتحدة | أنيميشن (2021)
- تقييم: ★★
هناك مستويان للنظر إلى فيلم شركة ديزني الجديد «رايا أند ذا دراغون». الأول هو أنه ملهاة ترفيهية للعائلة، والثاني أنه حافل بالمضامين الجادة مُصاغة على شكل «فلاشات» إخبارية متكررة ومتعددة.
في المستوى الأول، الصنعة المكوّنة من التنفيذ الفني، كرسوم أنيميشن صُممت وعولجت ونُسجت ببرامج حاسوبية كاملة ومتطوّرة ومن ألوان ومواقع تصوير مفترضة يستحق النجاح الذي أدّى بالفيلم ليتبوأ الرقم الأول في إيرادات الأسبوعين الماضيين. إنه أول فيلم رئيسي تعرضه صالات السينما الأميركية (والعديد خارج الولايات المتحدة) إثر قرار إعادة فتح الصالات.
في الثاني، هي مضامين إيجابية في جانب منها، إذ تدعو للوئام والسلام والحب والإخاء وكل ما يمكن له أن يقود إلى تآلف البشر. كذلك تدعو لاحترام البيئة ومصادرها ومجابهة المتغيّرات المناخية. لكن من جوانب أخرى، هي أيضاً تحبيذ لوضع الأديان على الرف والانسجام مع فهم يمكن وصفه بالإلحاد.
هذه مستخلصات تمر تباعاً وسريعاً. والسرعة أساس في تمهيد الفيلم لما سيتداوله في أقل من ساعتين بقليل. مثل كثير من أفلام اليوم، لا يجد صانعو هذا الفيلم مبرراً لتمهيد يتجاوز الدقائق العشر الأولى: يبدأ بإيجاز تاريخي يعود لـ500 سنة ماضية ويصل إلى مشارف الحاضر في أربع دقائق، ثم ببطلته رايا التي عليها أن تستخرج من الكهف تلك الجوهرة التي ستعيد التلاحم بين البشر.
ليس أي بشر. هم خمس قبائل كانت متحدة تعيش في جنوب شرقي آسيا ككتلة واحدة إلى أن غزاها الطمع وفرّق بينها. لدى رايا المعرفة التامّة بقيمة الجوهرة لكن ذلك لا يمنع من إخفاقها في الحفاظ عليها عندما تدخل ناماري الحكاية بعد قليل وتتسبب في كسر الجوهرة إلى شظايا كل شظية منها هي نموذج لخلاف مستبد بين تلك القبائل يزداد وطيسه برغبة كل منها الحصول الجوهرة كاملة.
على عكس الأبطال الآخرين في أفلام المهمّات الإنقاذية لكوكب الأرض ولساكنيه، يعترف «رايا أند ذا لاست دراغون» أن اليد لا تصفق وحدها. المطلوب هو توافق كل البشر على إحلال السلام فيما بينهم وتأصيل حب البذل والارتقاء بعيداً عن الأنانيات والمصالح. رسالة مهمّة بالطبع (وأعلى من قدرة وربما رغبة المشاهدين دون الثالثة عشرة على فهم التفاصيل) لكنها اعتباطية وساذجة في نهاية أمرها. والأهم هو أنها أعلى من أن تُثير اهتمام الصغار وأبسط من أن تُثير اهتمام الكبار أيضاً.
إتكال رايا على معاونين لها لأجل ردم الهوّة بين القبائل الخمس التي تكوّن شعوب تلك المنطقة من العالم، جيد في فحواه. تختار من كل قبيلة شخصاً يساعدها في مهمّتها. يستفيد الفيلم مباشرة من هذا التعدد والتنوّع في الشخصيات بلا ريب.
لكن المشكلة تكمن في التفاصيل. في سرعة الانتقال من كتلة من الأحداث إلى كتلة أخرى بالقفز وليس بالسير فوق جسر يربط تلك الكتل. هذا إلى جانب عيني لارا اللتين من الكبر بحيث يحتلان نصف وجهها الصغير.

- الهديّة
- إخراج: فرح نابلسي
- فلسطين | دراما اجتماعية (2020)
- تقييم: ★★★★
زوج وابنته الصغيرة يخرجان من البيت في فلسطين وعليهما عبور الحاجز مرّتين ذهاباً وإياباً. في العودة يشتري الزوج هدية جديدة لكن الحاجز الإسرائيلي يريد استحواذها. على بعض هنّات في هذا الموقف، هناك إجادة في إيجاز المشكلة القائمة بين شعبين يمعن أحدهما في إذلال الآخر. الفيلم من بين تلك المرشّحة لأوسكار أفضل فيلم روائي قصير.

- بدين | Fatman
- إخراج: ‪إيشوم نلمز، إيان نلمز‬
- الولايات المتحدة | أكشن (2020)
- تقييم: ★★★
خطة لقتل الرجل الذي يدير مؤسسة تجهد في سبيل الإبقاء على تقاليد الكريسماس وبابا نويل. مل غيبسون في الدور وهو جيد الأداء هنا كما في معظم أدواره الأخرى. السيناريو فيه مشاكل من بينها عدم وجود مبررات كافية، لكن الإخراج يوظّف كل شيء في سبيل فيلم له نبرة عنيفة ومجنونة. بعد هجاء غيبسون للسود، نراه هنا متزوّجاً من واحدة (ماريان جين - بابتيست).

- ست دقائق قبل منتصف الليل | Six Minutes to Midnight
- إخراج: صمد سلطان خوزات
- بريطانيا | جاسوسي (2021)
- تقييم: ★★
من تلك الأفلام التي تُشير في صدارتها إلى أن الفيلم «مقتبس عن وقائع». هنا أستاذ مدرسة (إيدي إيزارد) يعلّم اللغة الألمانية في إحدى المدارس قبيل الحرب العالمية الثانية خلفاً لمدرّس آخر وُجد مقتولاً. هو بدوره عميل بريطاني متخف والأمور تفلت من يديه حين يبدأ مرحلة تفكيك خلية للعدو. الفيلم تقليدي في منهجه وتشويقه مفتعل غالباً.

★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

شاشة الناقد: جود سعيد يواصل سعيه لتقديم البيئة الرّيفية في سوريا

عبد اللطيف عبد الحميد وسُلاف فواخرجي في «سلمى» (المؤسسة العامة للسينما)
عبد اللطيف عبد الحميد وسُلاف فواخرجي في «سلمى» (المؤسسة العامة للسينما)
TT

شاشة الناقد: جود سعيد يواصل سعيه لتقديم البيئة الرّيفية في سوريا

عبد اللطيف عبد الحميد وسُلاف فواخرجي في «سلمى» (المؤسسة العامة للسينما)
عبد اللطيف عبد الحميد وسُلاف فواخرجي في «سلمى» (المؤسسة العامة للسينما)

سلمى التي تحارب وحدها

(جيد)

يواصل المخرج السوري جود سعيد سعيه لتقديم البيئة الرّيفية في سوريا من خلال أحداث معاصرة يختار فيها مواقف يمتزج فيها الرسم الجاد للموضوع مع نبرة كوميدية، بالإضافة إلى ما يطرحه من شخصيات ومواقف لافتة.

وهذا المزيج الذي سبق له أن تعامل معه في فيلمي «مسافرو الحرب» (2018)، و«نجمة الصباح» (2019) من بين أفلام أخرى تداولت أوضاع الحرب وما بعدها. في «سلمى» يترك ما حدث خلال تلك الفترة جانباً متناولاً مصائر شخصيات تعيش الحاضر، حيث التيار الكهربائي مقطوع، والفساد الإداري منتشرٌ، والناس تحاول سبر غور حياتها بأقلّ قدرٍ ممكن من التنازل عن قيمها وكرامتها.

هذا هو حال سلمى (سُلاف فواخرجي) التي نجت من الزلزال قبل سنوات وأنقذت حياة بعض أفراد عائلتها وعائلة شقيقتها وتعيش مع والد زوجها أبو ناصيف (عبد اللطيف عبد الحميد الذي رحل بعد الانتهاء من تصوير الفيلم). أما زوجها ناصيف فما زال سجيناً بتهمٍ سياسية.

هذه انتقادات لا تمرّ مخفّفة ولا ينتهي الفيلم بابتسامات رِضى وخطب عصماء. قيمة ذلك هي أن المخرج اختار معالجة مجمل أوضاعٍ تصبّ كلها في، كيف يعيش الناس من الطبقة الدنيا في أسرٍ واقعٍ تفرضه عليها طبقة أعلى. وكما الحال في معظم أفلام سعيد، يحمل هذا الفيلم شخصيات عدة يجول بينها بسهولة. سلمى تبقى المحور فهي امرأة عاملة ومحرومة من زوجها وعندما تشتكي أن المدرسة التي تُعلّم فيها بعيدة يجد لها زميل عملاً في منزل رجل من الأعيان ذوي النفوذ اسمه أبو عامر (باسم ياخور) مدرّسة لابنته. لاحقاً سيطلب هذا منها أن تظهر في فيديو ترويجي لأخيه المرّشح لانتخابات مجلس الشعب. سترفض وعليه ستزداد حدّة الأحداث الواردة مع نفحة نقدية لم تظهر بهذه الحدّة والإجادة في أي فيلمٍ أخرجه سعيد.

«سلمى» هو نشيدٌ لامرأة وعزفٌ حزين لوضع بلد. النبرة المستخدمة تراجي - كوميدية. التمثيل ناضج من الجميع، خصوصاً من فواخرجي وياخور. وكعادته يعني المخرج كثيراً بتأطير مشاهده وبالتصوير عموماً. كاميرا يحيى عز الدين بارعة في نقلاتها وكل ذلك يكتمل بتصاميم إنتاج وديكورٍ يُثري الفيلم من مطلعه حتى لقطاته الأخيرة. هذا أنضج فيلم حققه سعيد لليوم، وأكثر أفلامه طموحاً في تصوير الواقع والبيئة وحال البلد. ثمة ثغرات (بعض المشاهد ممطوطة لحساب شخصيات ثانوية تتكرّر أكثر مما ينبغي) لكنها ثغراتٌ محدودة التأثير.

لقطة من «غلادياتير 2» (باراماونت بيكتشرز)

Gladiator II

(جيد)

ريدلي سكوت: العودة إلى الحلبة

السبب الوحيد لعودة المخرج ريدلي سكوت إلى صراع العبيد ضد الرومان هو أن «غلاديايتر» الأول (سنة 2000) حقّق نجاحاً نقدياً وتجارياً و5 أوسكارات (بينها أفضل فيلم). الرغبة في تكرار النجاح ليس عيباً. الجميع يفعل ذلك، لكن المشكلة هنا هي أن السيناريو على زخم أحداثه لا يحمل التبرير الفعلي لما نراه وإخراج سكوت، على مكانته التنفيذية، يسرد الأحداث بلا غموض أو مفاجآت.

الواقع هو أن سكوت شهِد إخفاقات تجارية متعدّدة في السنوات العشر الماضية، لا على صعيد أفلام تاريخية فقط، بل في أفلام خيال علمي (مثل Alien ‪:‬ Covenant في 2017)، ودرامية (All the Money in the World في العام نفسه) وتاريخية (The Last Duel في 2021)؛ آخر تلك الإخفاقات كان «نابليون» (2023) الذي تعثّر على حسناته.

يتقدم الفيلم الجديد لوشيوس (بول ميسكال) الذي يقود الدفاع عن القلعة حيث تحصّن ضد الجيش الروماني بقيادة الجنرال ماركوس (بيدرو باسكال). لوشيوس هو الأحق بحكم الإمبراطورية الرومانية كونه ابن ماكسيموس (الذي أدّى دوره راسل كراو في الفيلم السابق)، وهو ابن سلالة حكمت سابقاً. يُؤسر لوشيوس ويُساق عبداً ليدافع عن حياته في ملاعب القتال الرومانية. يفعل ذلك ويفوز بثقة سيّده مكرينوس (دنزل واشنطن) الذي لديه خطط لاستخدام لوشيوس ومهارته القتالية لقلب نظام الحكم الذي يتولاه شقيقان ضعيفان وفاسدان.

هذا كلّه يرد في الساعة الأولى من أصل ساعتين ونصف الساعة، تزدحم بالشخصيات وبالمواقف البطولية والخادعة، خصوصاً، بالمعارك الكبيرة التي يستثمر فيها المخرج خبرته على أفضل وجه.

فيلم ريدلي سكوت الجديد لا يصل إلى كل ما حقّقه «غلاديايتر» الأول درامياً. هناك تساؤل يتسلّل في مشاهِد دون أخرى فيما إذا كان هناك سبب وجيه لهذا الفيلم. «غلاديايتر» السابق كان مفاجئاً. جسّد موضوعاً لافتاً ومثيراً. أفلام سكوت التاريخية الأخرى (مثل «مملكة السماء» و«روبِن هود») حملت ذلك السبب في مضامينها ومفاداتها المتعددة.

لكن قبضة المخرج مشدودة هنا طوال الوقت. مشاهدُ القتال رائعة، والدرامية متمكّنة من أداءات ممثليها (كوني نيلسن وبيدرو باسكال تحديداً). في ذلك، سكوت ما زال الوريث الشّرعي لسينما الملاحم التاريخية التي تمزج التاريخ بالخيال وكلاهما بسمات الإنتاجات الكبيرة.

عروض تجارية.