لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رفع فيلمَي «الفستان الأبيض» و«آل شنب» من الصالات لضعف الإيرادات

ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)
ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)
TT

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)
ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي يُعدّها نُقاد تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد عادة في دور العرض، ولا تستطيع المنافسة في شباك التذاكر عند طرحها للجمهور.

أحدث هذه التجارب فيلم «الفستان الأبيض» لياسمين رئيس وأسماء جلال، الذي عُرض في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي» ويُعرض ضمن فعاليات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي». وطُرح في دور العرض السينمائية الشهر الماضي، لكنه لم يستمر أكثر من 3 أسابيع في الصالات، محققاً إيرادات تجاوزت 1.5 مليون جنيه (الدولار يعادل 50.45 جنيه في البنوك).

الأمر نفسه تكرر مع فيلم «آل شنب»، الذي عُرض العام الماضي في مهرجان «الجونة السينمائي»، وحقّق إيرادات أقل من 4 ملايين جنيه عند طرحه في الصالات السينمائية الشهر الماضي. في حين حقق فيلم «رفعتُ عيني للسما»، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان «كان» بنسخته الماضية، إيرادات لم تتجاوز 110 آلاف جنيه، فرُفع من الصالات السينمائية بعد أسبوع واحد من بدء عرضه.

ولا تُعدّ هذه الأفلام استثناءً من الظاهرة اللافتة، إذ كان من بينها فيلم «19 ب» للمخرج أحمد عبد الله السيد، الذي لم يصمد في دور العرض عند طرحه عام 2023 أكثر من أسبوع، رغم حصوله على 3 جوائز في مهرجان «القاهرة السينمائي» وعرضه في كثير من المهرجانات السينمائية، ما يطرح تساؤلاً حول أسباب عدم صمود «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

الملصق الدعائي لفيلم «رفعت عيني للسما» (الشركة المنتجة)

وفقاً للناقد السينمائي أندرو محسن فإن «الأفلام التي تُشارك في المهرجانات تختلف نسبياً عن الأفلام الجماهيرية المعتادة»، ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «قد يتغير هذا الأمر تدريجياً مع الوقت، في ظل وجود أفلام جيدة استطاعت أن تحصد إيرادات رغم تقديمها بشكل مغاير عن السينما التجارية».

لكن الناقد المصري أحمد سعد الدين يشير إلى وجود مشكلة لدى صُنّاع السينما المستقلة، الذين يُركّزون على صناعة أفلام تُناسب أذواق لجانِ تحكيم المهرجانات وليس الجمهور. مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يجري إعلاء الجانب الفني على الجانب الجماهيري، مما يجعل هذه الأعمال لا تلقى رواجاً في شباك التذاكر». ويتابع: «إن تقديم فيلمٍ تجاري ليس عيباً ولا يجوز الخجل منه، كما هو الحال في السينما العالمية. لكن في المقابل، لا بدّ من صناعة أفلام تحقّق ما يُقبِل الجمهور على مشاهدته وتُعرض في المهرجانات». وأشار إلى أن صُنّاع الأفلام «المستقلة» يحصلون على تمويل مسبق لمشاريعهم مما يجعلهم لا يعوّلون كثيراً على الإيرادات، ومن ثمّ لا يلبّون ما يطلبه الجمهور في تجاربهم.

وهنا يشير أندرو محسن إلى «وجود بوادر لتغيير اهتمامات الجمهور في شباك التذاكر من خلال تقديم تجارب سينمائية مغايرة حقّقت إيرادات كبيرة، مثل فيلم (رحلة 404) لمنى زكي و(الهوى سلطان) لمنة شلبي». وأكّد أن «الأفلام التي تتمتّع بجودة فنية عالية أصبحت أكثر قبولاً جماهيرياً في شباك التذاكر».

فيما يلفت سعد الدين إلى أن «الأفلام التي تحصد عادة إشادات نقدية لا تلقى رواجاً في الصالات، وهو أمر عرفته السينما المصرية منذ عقود، على الرغم من تباين التكلفة المالية أحياناً في ميزانيات الأفلام»، مستذكراً تحقيق فيلم «إسماعيلية رايح جاي» إيرادات كبيرة في شباك التذاكر، في حين لم يصمد فيلم «المصير» أمامه في شباك التذاكر رغم جودته الفنية وعرضه في مهرجانات دولية عدة، منها «كان».

وكان فيلم «يوم الدين»، الذي اختارته مصر لتمثيلها في الترشح لجوائز «الأوسكار»، وعُرض عام 2018 في مهرجان «كان»، قد حقّق إيرادات أقل من 1.6 مليون جنيه، ولم يستمر في دور العرض أكثر من 3 أسابيع.


مقالات ذات صلة

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

يوميات الشرق المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد» المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود» الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها للفقراء

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )

صفة شخصية أساسية قد تدفع الأزواج إلى الطلاق... احذرها

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
TT

صفة شخصية أساسية قد تدفع الأزواج إلى الطلاق... احذرها

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)
العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج (رويترز)

من المفترض أن يكون الزواج الصحي مكاناً آمناً للشريكين. لا يعني ذلك بالطبع غياب الصراع أو أن تكون في حالة معنوية جيدة بجميع الأوقات، ولكن كيفية التعامل مع لحظات التوتر أو التجارب العاطفية اليومية أو الأحداث الحياتية الأكثر أهمية قد تؤثر على طول عمر العلاقة.

العصابية التي تتميز بعدم الاستقرار العاطفي والتفاعلية العالية، هي المحرك الرئيسي للطلاق لدى الكثير من الأزواج. في حين أن جميع العلاقات تشهد صعوداً وهبوطاً، فإن الأفراد الذين لديهم مستويات عالية من العصابية هم أكثر عرضة لتفسير تلك التغيرات بطرق سلبية ومدمرة، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

وهناك سببان لكون المستويات العالية من العصابية أداة لنهاية الزواج، وفقاً للأبحاث:

التحيز السلبي القوي يصعد الصراع

أحد الأسباب الرئيسية لكون العصابية العالية ضارة جداً بالزواج هو تحيزها السلبي القوي. غالباً ما يفسر الأفراد العصابيون الأحداث الغامضة أو المحايدة من خلال عدسة متشائمة، مما يؤدي إلى تصعيد الصراعات التي قد تكون طفيفة بخلاف ذلك.

وجدت دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة «BMC Psychology» أن الأزواج الذين لديهم مستويات أعلى من العصابية يعانون من مستويات أقل من الرضا الزوجي. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى أن هؤلاء الأفراد يميلون إلى التركيز بشكل أكبر على التجارب السلبية، وتفسير حتى التعليقات أو الأفعال الحميدة من شريكهم على أنها عدائية أو تهديدية.

يشرح الباحثون: «قد تظهر التأثيرات السلبية للعصابية على الرضا الزوجي من خلال خلق القلق والتوتر والبحث عن العداء والاندفاع والاكتئاب وانخفاض احترام الذات».

ويميل الأفراد الذين يعانون من عصبية شديدة إلى أن يكونوا أكثر حساسية للتوتر، وحتى المضايقات البسيطة قد تؤدي إلى ردود فعل عاطفية غير متناسبة. وفي سياق الزواج، يمكن لهذه الميول أن تخلق حقل ألغام عاطفي، مما يسبب صراعاً دائماً وسوء تفاهم وإرهاقاً لكلا الشريكين.

تفاعلات قد تضعف العلاقة

يواجه الأفراد الذين يعانون من تفاعلات عاطفية عالية صعوبة في إدارة مشاعرهم، وغالباً ما يتفاعلون بحساسية عالية، ونوبات غضب شديدة، وتعافي بطيء من المشاعر السلبية.

وجدت دراسة أجريت عام 2022 ونشرت في «Frontiers in Psychology» أن التفاعلات العاطفية العالية مرتبطة أيضاً بمستويات أقل من «استجابة الشريك المتصورة»، التي تشير إلى مدى شعور الزوج بالفهم والتقدير والرعاية من قبل شريكه.

ويُنظر بسهولة إلى الأفراد الذين لديهم ميول عاطفية عالية على أنهم غير ودودين أو حتى عدائيين من قِبَل أزواجهم، كما كتب الباحثون. لذلك، عندما يكون أحد الشريكين شديد التفاعل العاطفي، غالباً ما يشعر الآخر بالأذى أو الإهمال أو سوء الفهم، مما يؤدي إلى انخفاض جودة الزواج.

لكي تزدهر العلاقة، يحتاج كلا الشريكين إلى الشعور بأن احتياجاتهما العاطفية يتم تلبيتها. الأزواج الذين يمكنهم التعامل بهدوء مع التوتر والاستجابة للاحتياجات العاطفية لبعضهم بعضاً يبنون الثقة والمشاعر الإيجابية.

من ناحية أخرى، عندما يتفاعل أحد الشريكين باستمرار بغضب أو قلق أو إحباط، يصبح من الصعب على الآخر تقديم الدعم. تؤدي هذه الديناميكية إلى تآكل القرب الذي يحتاجه الأزواج للحفاظ على رابطة صحية.