«تيك توك» يجعل من جبن الفيتا الأكثر مبيعاً

منصة تصنع الشهرة وتطلق الصرعات

TT

«تيك توك» يجعل من جبن الفيتا الأكثر مبيعاً

المنصات والتطبيقات المتوافرة في زمن التواصل الاجتماعي الافتراضي لا تحصى ولا تعد، بعضها يركز على الصورة وبعضها الآخر يعتبر متنفساً للتعبير عن الآراء الخاصة، وفئة منها تصنع الشهرة للمنتسبين إليها، ومنها تنطلق الصرعات العالمية التي لم يتمكن التلفزيون وهو في قمته الذهبية أن يتوصل إليها.
الدليل على ذلك تطبيق «تيك توك» أو منصة المشاهير الذي تجد فيه كل ما تتمناه من طهي ورقص وتمثيل، وهو التطبيق الذي تنطلق منه الأفكار وتنتشر حول العالم ويقلدها الناس من مختلف الثقافات والجنسيات.
أبرز مثال على ذلك وصفة جُبْن الفيتا مع الطماطم في الفرن التي قام عدد كبير من شتى أنحاء العالم بصنعها وتقليدها والتفنن بها ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي بأنواعه كافة، لدرجة أن جُبْن الفيتا أصبحت الأكثر مبيعاً ولاقى فيديو الوصفة المكونة من قالب من الفيتا وطماطم صغيرة الحجم وثوم وزيت زيتون أكثر من 600 مليون مشاهدة على «تيك توك»؛ وهذا العدد لا يشمل ما نشر على «تويتر» و«إنستغرام» و«فيسبوك» والبرامج التلفزيونية في الولايات المتحدة وبريطانيا.
في منتصف فبراير (شباط) الماضي أصبحت جُبْن الفيتا الأكثر بحثاً على محرك «غوغل»، وزاد الطلب عليها بنسبة فاقت الـ200 في المائة لدرجة أن الرفوف في محال السوبرماركت خلت منها.
وصفة الفيتا ليست الأولى التي قلبت معايير المبيعات وسجلت أرقاماً قياسية في المبيعات، إنما هناك الكثير من الفيديوهات التي جعلت من أصحابها يتمتعون بالشهرة والمال.
وفي مقابلة مع جسيكا كيتردج (18 عاماً)، وهي طالبة في جامعة مانشستر، وتملك حساباً على «تيك توك» تحت اسم: it’s just jokes baby ، تقول «إن (تيك توك) كان يعرف في الماضي باسم Music.Ly وبعدما تبدل الاسم إلى ما هو عليه اليوم، وهذا التطبيق يضم العديد من مشاهير هوليوود وأناساً عاديين يتمتعون بمحتوى لافت، و(تيك توك) محبب لدى المراهقين، والأكبر سناً أيضاً فهو يحاكي الجميع ويمنح أصحاب الحسابات فيه فرصة إبراز مواهبهم للعالم، إن كان في عالم الطهي أو الرقص أو التمثيل... واللافت في (تيك توك) أنه أكثر منصة إلكترونية تستطيع خلق صرعة عالمية Trend setter». وأضافت جسيكا أن حسابها يركز على الفيديوهات اللطيفة التي تناسب أبناء جيلها وتنشر من خلالها حياتها الدراسية في الجامعة، كما تقوم بنشر وصفات خاصة بها وأخرى تقلدها من منشورات غيرها. وعن وصفة الفيتا، تقول إنها قامت بتنفيذها على حسابها ولاقت نسبة مشاهدة عالية وزادت عليها لمستها الخاصة من خلال إضافة المعكرونة إليها لتصبح طبقاً كاملاً. وعن سبب شهرة هذه الوصفة بالتحديد تقول «وصفة سهلة ولذيذة وجميلة الشكل».
وعن سبب شهرة البعض على «تيك توك» دون سواهم، تشير جسيكا إلى أهمية اختيار المحتوى المميز كما يجب معرفة نوعية المتابعين والفئة العمرية، ففي حالتها فهي تركز على المراهقين ومحتوى حسابها يخاطبهم.
وعن مشاهير «تيك توك» تتحدث جسيكا عن ابنة الـ16 عاماً تشارلي داميليو التي تملك أكثر من 100 مليون متابع وحسابها هو الأكثر شهرة على المنصة. واشتهرت تشارلي بفيديوهاتها عن الرقص.
وعن جني المال والاستفادة المادية من «تيك توك»، تشرح بأن هناك قوانين للعبة، فيجب على المنتسب أن يكون لديه 10 آلاف متابع، ويجب أن تكون نسبة المشاهدة عالية جداً، فعدد المتابعين لا يكفي إنما مشاهدة المحتوى تحدد الموقف، ويجب أيضاً بأن يكون المحتوى بوتيرة متجانسة وبشكل شبه يومي، ويتم دفع المال لصاحب الحساب من خلال ما يعرف بـCreators fund.
وفي حالة وصفة الفيتا ترى جسيكا بأن صاحبة الفكرة جنت المال بسبب نسبة المشاهدة العالية.
وتابعت «هناك نقطة مهمة أيضاً لكي يكون حسابك جذاباً يتوجب أن تكون على الصفحة الرئيسة من خلال هاشتاغ fyp أو (for your page). وهذا الأمر يجعل حسابك بارزاً وبعدها يجب عليك أن تعتني بالمحتوى الجيد والجذاب».
وأشارت إلى أن هناك صرعات عديدة لاقت استحسان المشاهدين وجعلت من أصاحبها أسماء لامعة في عالم التواصل الاجتماعي. وعن تطبيقها المفضل، تقول إنها تفضل «تيك توك» لأنها تستطيع من خلاله تدوين يومياتها في الجامعة وتقدم فيه نوعاً من الفكاهة والمرح، خاصة أننا نمر حالياً بظروف استثنائية بسبب الجائحة وما تنشره على حسابها فيه نوع من الدعابة.


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.