السعودية واليونان تبحثان التعاون العسكري المشترك

الرويلي حضر مناورات «عين الصقر 1» في قاعدة سودا الجوية

الفريق الأول الركن فياض الرويلي لدى لقائه نظيره الفريق الركن قسطنطينوس فلوروس (وزارة الدفاع السعودية)
الفريق الأول الركن فياض الرويلي لدى لقائه نظيره الفريق الركن قسطنطينوس فلوروس (وزارة الدفاع السعودية)
TT
20

السعودية واليونان تبحثان التعاون العسكري المشترك

الفريق الأول الركن فياض الرويلي لدى لقائه نظيره الفريق الركن قسطنطينوس فلوروس (وزارة الدفاع السعودية)
الفريق الأول الركن فياض الرويلي لدى لقائه نظيره الفريق الركن قسطنطينوس فلوروس (وزارة الدفاع السعودية)

التقى رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق الأول الركن فياض الرويلي، اليوم (الجمعة)، نظيره اليوناني الفريق الركن قسطنطينوس فلوروس.
وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين الصديقين، خصوصاً في الجوانب والشؤون الدفاعية والعسكرية، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وحضر الرويلي استعراضاً للطائرات القتالية المشاركة في مناورات تمرين «عين الصقر 1» بقاعدة سودا الجوية باليونان، والتقى بالمشاركين، حيث واصلت طائرات القوات الجوية الملكية السعودية «F - 15C» وطائرات القوات الجوية اليونانية «F - 16» و«ميراج - 2000» و«فانتوم ف - 4» طلعاتها الجوية في سماء البحر الأبيض المتوسط، لتنفيذ العديد من السيناريوهات التدريبية التي تشتمل على عمليات مضادة بنوعيها الهجومية منها والدفاعية، وعمليات الإسناد الجوي، والمناورات الجوية المختلفة.

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة السعودية أن مشاركة القوات الجوية في التمرين تأتي انطلاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والدعم غير المحدود لتطوير القوات المسلحة، وبتوجيه ومتابعة من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وبيَن أن التمرين يهدف إلى تبادل الخبرات العسكرية بين السعودية واليونان لدعم أواصر التعاون بين قوات البلدين التي ستسهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية لكلا القوتين، معرباً عن فخره بأن تكون القوات المسلحة مشاركة في جميع أنحاء العالم، ومع جميع الدول الصديقة والشقيقة، لما لهذه التمارين من أهمية للحفاظ على الأمن والاستقرار.

من جهته، أوضح قائد مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في التمرين العقيد الطيار الركن عبد الرحمن الشهري، أن ما قدمه المشاركون، سواء من الأطقم الجوية والأطقم الفنية والمساندة في التمرين من جاهزية قتالية وإتقان لكل ما نفذوه من عمليات لهو مفخرة تستحق إشادة الجميع، مؤكداً أن ذلك لم يكن لولا ما تلقاه القوات المسلحة من دعم واهتمام من القيادة، سواءً على مستوى التدريب والتأهيل أو على مستوى التجهيز والتسليح.



كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
TT
20

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)
سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم عام 1973، وتداعياتها، قدّمت السعودية منحة لـ«برنامج الأغذية العالمي» بين عامي 1975 - 1976 بمبلغ 50 مليون دولار لدعم مشاريعه الغذائية للمتضررين من الأزمة آنذاك، لتسجّل منذ ذلك الحين نفسها داعماً سخيّاً للبرنامج العالمي على مدى نصف قرن.

يستحضر ذلك الدعم قبل نصف قرن، امتداد الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً.

جاء الدعم السعودي على الصعيد الدولي واسعاً بشكل مباشر أو عبر التنسيق مع «برنامج الأغذية العالمي»، ليصل إلى العديد من الدول والقارات، وشكّلت الشراكة بين السعودية والبرنامج نموذجاً هاماً لمكافحة الجوع وفقاً لمراقبين.

حديثاً، جدّد الجانبان التزامهما المشترك بمكافحة الجوع، عبر توقيع برنامج تعاون مشترك لمدة 5 سنوات أخرى، بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، و«برنامج الأغذية العالمي»، مما يفتح صفحة أخرى من المشاريع المحتملة.

أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)
أطنان من التمور في مستودع بمحافظة عدن قبل تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي ضمن دعم سعودي مقدم إلى اليمن (واس)

يعتمد برنامج التعاون المشترك هذا على نهج متعدد الجوانب لمعالجة التحديات الإنسانية في حالات الطوارئ، وبناء القدرات، والحد من مخاطر الكوارث، واللوجيستيات. وحول الدعم الإنساني السعودي في هذا الصدد، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: «يلعب الدعم الإنساني للسعودية دوراً قيِّماً في جهودنا لوقف الجوع وسوء التغذية. وبينما نتطلع إلى المستقبل، يسعدنا أن نؤكد من جديد التزامنا المشترك بتعزيز وتوسيع هذه الشراكة للوصول إلى المزيد من المحتاجين».

توسيع نطاق التأثير

الشراكة امتدت لـ5 عقود، كان من أبرز محطّاتها حينما انفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، وأعلنت السعودية تقديم منحة تاريخية سخية بمبلغ 500 مليون دولار للبرنامج لتمكينه من استكمال مشاريعه الإغاثية وتوفير الغذاء للملايين من الأشخاص المتضررين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي عام 2014 ساهمت السعودية أيضاً بأكثر من 200 مليون دولار لتوفير الغذاء للأسر النازحة في العراق، واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا، واللاجئين من جنوب السودان والصومال كذلك.

جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)
جانب من تجديد الشراكة بين «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«برنامج الأغذية العالمي» (الأمم المتحدة)

وفقاً للبرنامج الأممي، ساهمت السعودية بمبلغ 2.2 مليار دولار لدعم «برنامج الأغذية العالمي» في مكافحة الجوع، على مدى العقدين الماضيين فقط، حيث تم الوصول إلى المحتاجين في 31 دولة، وبناءً على هذا الأساس المتين، تواصل الشراكة توسيع نطاق تأثيرها مع محفظة مشاريع حالية تجاوزت 68 مليون دولار في المشاريع الإنسانية والتنموية الجارية.

الأرقام الرسمية السعودية، كشفت أن حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط، تجاوزت 1.95 مليار دولار، تم تخصيصها لدعم 124 مشروعاً في قطاعات الغذاء والأمن الغذائي، هذا بالإضافة إلى منحة المملكة من التمور التي تبلغ 4500 طن والتي تقدم للبرنامج كل عام منذ أكثر من عقدين من الزمن وحتى اليوم.

أما إجمالي ما تم تقديمه للبرنامج من خلال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» حتى عام 2021، بيّن المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله الربيعة، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أنه تجاوز 1.942 مليار دولار، ساعدت البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية لـ24 دولة حول العالم في مقدمتها اليمن التي حظيت بقدر كبير من تلك المشاريع؛ حيث نفذ فيها 27 برنامجاً إغاثياً بمبلغ 1.164 مليار دولار بالشراكة مع البرنامج شملت المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.

إسهامات نقدية وعينية

المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، كشف من جانبه خلال اجتماع للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي، أن السعودية واصلت دورها في مساندة البرنامج، حيث يقدّر حجم المساعدات المقدمة من السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 فقط بمبلغ مليار و958 مليوناً و555 ألف دولار.

إلى جانب المساهمات النقدية، تُقدم السعودية مساهمة سنوية تبلغ 4 آلاف طن متري من التمور، ليصل إجماليها إلى أكثر من 100.000 طن متري على مر السنين، مما عزز البرامج المشتركة في الميدان، حيث تُعد التمور طبقاً للمراجع الطبية مصدراً حيوياً للتغذية وتحمل أهمية ثقافية للعديد من المجتمعات التي تعاني من حاجة ماسة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، انضمام بلاده إلى «التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر»، قائلاً خلال رئاسته وفد بلاده في قمة «مجموعة العشرين» في البرازيل، إن السعودية يسرّها أن تكون جزءاً من هذا التحالف الذي يتماشى مع أهدافها التنموية، ودورها العالمي في هذا الصدد، والذي تعبّر عنه برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى مساهماتها العالمية في برامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم الدول النامية.