كرة القدم رياضة وليست آلة لجمع الإيرادات للأندية شديدة الثراء

النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا سيفاقم مشكلة عدم المساواة في اللعبة ويدمرها

بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)
بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)
TT

كرة القدم رياضة وليست آلة لجمع الإيرادات للأندية شديدة الثراء

بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)
بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)

بعد إقصائه من قبل ريال مدريد في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2018، اتخذ يوفنتوس إجراءات حاسمة، حيث رأى النادي الإيطالي أن المطلوب هو وجود لاعب هداف كان بإمكانه مساعدة الفريق على الفوز في المباراتين النهائيتين اللتين وصل إليهما في السنوات الثلاث الماضية، من أجل الحصول على لقب البطولة الأقوى في القارة العجوز. لذلك، تعاقد يوفنتوس مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مقابل 100 مليون يورو، ودفع له راتباً أكبر من إجمالي رواتب أعلى أربعة لاعبين أجراً في الفريق، رغم أنه كان يبلغ من العمر 33 عاماً، ورغم أن طريقة لعبه الفردية قد عفا عليها الزمن فيما يتعلق باللعب على مستوى النخبة.
وعندما يتطلب الأمر الاختيار بين الإصلاح الهيكلي، الذي ربما يعالج المشاكل المتكررة التي يعاني منها الفريق، وبين التعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة والرنانة، فإن المديرين التنفيذيين غالباً ما يميلون إلى الخيار الأخير، فهو أمر له مفعول السحر ويجعلهم يشعرون بأهميتهم ولا يتطلب أي عمل حقيقي أو فهم لكرة القدم، كما أن تأثيره قصير المدى على وسائل التواصل الاجتماعي سيكون أكبر بكثير من تطوير قسم تحليل البيانات أو تحسين عملية اكتشاف المواهب الشابة أو لجنة التعاقدات بالنادي، أو أي من الجوانب الحيوية الأخرى غير المرئية للبنية التحتية. ومنذ ذلك الحين، خرج يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا أمام أياكس أمستردام (عائداته السنوية لا تتجاوز 39 في المائة من عائدات يوفنتوس)، وليون (عائداته السنوية تصل إلى 45 في المائة من عائدات يوفنتوس)، وبورتو (عائداته السنوية تصل إلى 22 في المائة من عائدات يوفنتوس).
وفي الوقت نفسه، أقال يوفنتوس المدير الفني الذي قاده للحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز خمس مرات متتالية، والوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مرتين، وعين بدلاً منه ماوريسيو ساري الذي لا يتوقف عن التدخين، والذي ربما يكون أقل شخص يحظى بالاحترام من جانب رونالدو! والآن، يتولى قيادة النادي أندريا بيرلو، الذي لا يمتلك خبرات تدريبية تذكر، والتي تقتصر كل مؤهلاته على أنه كان لاعب خط وسط عظيماً! وبالتالي، تتمثل النتيجة الآن في أن هيمنة يوفنتوس على الدوري الإيطالي الممتاز، والتي امتدت لتسع سنوات متتالية، قد اقتربت من نهايتها.
لذلك، فإن الشخص العبقري الذي أشرف على هذا الانهيار، وأعني بذلك رئيس يوفنتوس أندريا أنييلي، هو المدير التنفيذي الذي يروج - بصفته رئيساً لرابطة الأندية الأوروبية – لتغيير شكل دوري أبطال أوروبا (رغم وجود الكثير من مالكي الأندية الآخرين الذين يؤيدونه ويقفون خلفه). ومن غير المفاجئ تماماً أن يفضل أنييلي نظاماً جديداً يضمن تدفق الإيرادات المالية للأندية الغنية بالفعل بغض النظر عن مدى سوء إدارتها.
وفي غضون الأسابيع القليلة المقبلة، يبدو من المرجح أنه سيتم التأكيد على أنه اعتباراً من عام 2024 سيتبنى دوري أبطال أوروبا ما يسمى «النظام السويسري»، حيث يتم إلغاء دور المجموعات واستبدال نظام جديد بدلاً منه يضم 36 فريقاً يلعب كل منها 10 مباريات، يتم تحديدها حسب التصنيف، على أن تتأهل أكثر ثماني أندية حصولاً على النقاط إلى دور الستة عشر مباشرة، في حين تتنافس الأندية التي احتلت المراكز من التاسع إلى الرابع والعشرين على المقاعد الثمانية الأخرى.
وبعبارة أخرى، ستلعب هذه الأندية 180 مباراة من أجل إقصاء 12 فريقاً من البطولة، وبذلك سيتم ضغط أربع مباريات إضافية في جدول مباريات مضغوط للغاية بالفعل للدرجة التي جعلت فريقاً مثل ليفربول – وحتى قبل تفشي فيروس كورونا – يلعب مباراتين خلال يومين فقط! وعلاوة على ذلك، فإن الفريق الذي يحقق الفوز في أول أربع مباريات سيضمن التأهل، وبالتالي يمكنه اللعب بالتشكيلة الاحتياطية في باقي المباريات، وهو الأمر الذي سيقلل كثيراً من المتعة.
وبالتالي، ستكون هناك احتمالية كبيرة للتواطؤ بين الأندية، من أجل تحقيق منفعة متبادلة في الأسابيع الأخيرة. ومن الواضح أن هذا الشكل المقترح لا يشجع النزاهة الرياضية، لكنه ينبع في الأساس من نفس العقلية التي تفضل التعاقد مع الأسماء الكبيرة ولا توجد لديها فكرة واضحة عن كيفية عمل كرة القدم أو ما يجعلها مميزة عن باقي اللعبات الأخرى.
وبحلول الأسبوع الأخير من هذه المسابقة، قد تكون هناك مشكلتان يتعين حلهما فيما يتعلق بالتأهل التلقائي إلى الأدوار الإقصائية أو الانتقال إلى المراكز الأربعة والعشرين الأولى، لكن هذا هو السيناريو الأفضل (هل يعتقد اتحاد الأندية الأوروبية أن جمهور كرة القدم سيهتم كثيراً بالصراع بين الأندية التي تحتل المراكز من الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين في أوروبا؟ وهل سيهتم جمهور الكرة بمشاهدة أندية مثل كراسنودار وبروج وهي تلعب مباراة فاصلة من أجل البقاء في المسابقة أمام فريق مثل أتلتيكو مدريد؟)
من الواضح أن دور المجموعات بشكله الحالي ليس مثالياً، حيث يكون مملاً ويمكن للمشجع أن يتنبأ بسهولة بالفرق التي يمكنها التأهل للدور التالي، كما يوجد بهذا الدور العديد من المباريات التي تكون نتيجتها محسومة حتى قبل أن تُلعب. لكن هذه ليست مشكلة متعلقة بالنظام الذي تقام به البطولة، بقدر ما تتعلق بالموارد وتوزيعها (في عام 2019 على سبيل المثال، حصل برشلونة على جوائز مالية أكثر بنسبة 50 في المائة من الطرف الآخر الخاسر في مباراة الدور نصف النهائي، والذي كان أياكس أمستردام)، وحقيقة أن الأندية
العملاقة غنية جداً لدرجة أنها تهيمن على الجميع حتى عندما تتم إدارتها بشكل سيئ للغاية – فرغم جميع الأزمات التي يعاني منها برشلونة، فلا يزال لديه الفرصة للحصول على الثنائية المحلية (الدوري والكأس). إن الاعتقاد بأن الحل هو إقامة المزيد من المباريات التي لا طائل من ورائها والتي من شأنها فقط أن تعمل على توسيع الفوارق المالية بين الأندية، يشبه التفكير في أن أفضل طريقة لعلاج كسر في مشط القدم هو الضغط عليه بشدة!
وفي دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا العام، تعرض ريال مدريد على الأقل لبعض الضغط من خلال الخسارة أمام شاختار ثم التعادل أمام بوروسيا مونشنغلادباخ. صحيح أنه يمكن لريال مدريد أن يتصدر المجموعة في نهاية المطاف، لكن لن يكون أمامه سوى أربع مباريات فقط لتصحيح مساره. أما وفقاً للنظام الجيد، فسيكون أمامه ثماني مباريات كاملة، وهو الأمر الذي يقضي على أي شعور بالخطر، ويجعل الفرق الكبرى تضمن التأهل للأدوار التالية بشكل دائم.
إن هذا «النظام السويسري» الجديد سيعزل أندية النخبة عن باقي الأندية ويخلق مسابقة تساعد الأندية الكبرى على تحقيق المزيد من الإيرادات وحماية أنفسها بشكل أكبر من عواقب القرارات السيئة. لقد قيل لنا بلا مبالاة إن هذا النظام يعمل بشكل جيد في لعبة الشطرنج! قد يكون هذا صحيحاً، لكن بعد ذلك لا يمكن للاعبي الشطرنج الأغنياء أن يقوموا بشراء الكثير من قطع الشطرنج المهمة من لاعبي الشطرنج الأفقر الذين يعانون بسبب النظام المتبع في هذه المسابقة!
إن خروج يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا مؤخراً أمام بورتو يعد مثالاً لما يمكن أن تكون عليه كرة القدم الأوروبية رفيعة المستوى. لقد كان هناك مستوى مميز وقدر كبير من الإثارة والتألق، كما كان هناك فرح وحزن، لأن هذه المباراة كانت مهمة، وكان هناك شعور بالخطر، ولأن الأمر في نهاية المطاف كان يتطلب تأهل فريق واحد إلى الدور التالي. وإذا قارنا ذلك بالفوز غير المجدي الذي حققه يوفنتوس خارج ملعبه في الجولة الأخيرة من دور المجموعات على برشلونة، فسوف نعرف الفرق. صحيح أن هذه المباراة كانت بين ناديين عملاقين، وصحيح أنها ربما تكون اللقاء الأخير بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في مباراة واحدة، لكن بعد ثلاثة أشهر لا يستطيع كثيرون تذكر تلك المباراة من الأساس!
إن هذه البطولة بشكلها الجديد سوف تخلق كرة قدم لا معنى لها وتؤدي إلى تفاقم المشكلة الأساسية لعدم المساواة داخل اللعبة. وفي مرحلة ما، يتعين على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يعمل من أجل كرة القدم ويقول إن هذه رياضة وليست آلة لجمع الإيرادات للأندية شديدة الثراء.


مقالات ذات صلة

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أوروبا بوتين محاطا بمقاتلين شيشانيين في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان (إ.ب.أ)

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند وصوله إلى مطار غروزني بالشيشان في 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:57

بوتين يزور الشيشان للمرة الأولى منذ عام 2011 (فيديو)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، إلى الشيشان، الجمهورية الروسية في منطقة القوقاز، التي يتزعّمها حليفه رمضان قديروف، في أول زيارة لها منذ 2011.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من الكتيبة الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتفقدون منطقة وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في بلدة باخموت بأوكرانيا في 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية

تعدّ بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، أحد معاقل المقاومة الأخيرة لمقاتلي حروب الشيشان، حيث تقاتل فيها «كتيبة الشيخ منصور» الموالية لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رمضان قديروف (أرشيفية - رويترز)

قديروف: مقاتلو «فاغنر» السابقون يتدربون مع قواتنا

قال الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، اليوم الاثنين، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين السابقين بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة بدأت التدريب مع قوات خاصة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»