معارك استنزاف في حجة واشتباكات بالحديدة تهدد «الهدنة الأممية»

تصعيد حوثي بالصواريخ... والبرلمان يدعو لمحاسبة الجماعة دولياً

قوات من الجيش اليمني في مواقع قتال بمحافظة حجة (أ.ف.ب)
قوات من الجيش اليمني في مواقع قتال بمحافظة حجة (أ.ف.ب)
TT
20

معارك استنزاف في حجة واشتباكات بالحديدة تهدد «الهدنة الأممية»

قوات من الجيش اليمني في مواقع قتال بمحافظة حجة (أ.ف.ب)
قوات من الجيش اليمني في مواقع قتال بمحافظة حجة (أ.ف.ب)

تواصلت أمس (الأحد) معارك الاستنزاف التي يخوضها الجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية في محافظة حجة اليمنية (شمالي غرب) بالتزامن مع تصعيد للميليشيات بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة باتجاه القرى المحررة غرب محافظة تعز، رافقته اشتباكات عنيفة في الحديدة تهدد بنسف الهدنة الأممية القائمة بموجب «اتفاق استوكهولم».
وفي حين ذكرت مصادر ميدانية أن الجماعة المدعومة من إيران استهدفت مدرسة في منطقة الكدحة المحررة غرب محافظة تعز بصاروخ باليستي، قدرت سقوط 20 ضحية؛ بينهم 4 أطفال على الأقل، إلى جانب عشرات الجرحى جراء الصاروخ.
وأكد شهود أن الميليشيات أطلقت صاروخين باليستيين من محافظة إب المجاورة؛ أحدهما أصاب «مدرسة طارق بن زياد» في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، في حين سقط الآخر بالقرب من موقع إطلاقه قرب بلدة جبلة جنوب مدينة إب.
وفي أول رد رسمي على الهجوم الصاروخي الحوثي، قال البرلمان اليمني في بيان لهيئة رئاسته إن «استهداف الميليشيات المستمر للمدارس والمستشفيات وغيرها من الأعيان المدنية، يعدّ جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، وتمثل انتهاكاً واضحاً وصارخاً للقانون الدولي، ولواجبات المجتمع الدولي و«لجنة الرباعية» في حماية المدنيين، كما أنها تشكل اعتداء على الحق في التعليم ومخالفة صريحة لحصانات وامتيازات منظمة الأمم المتحدة، ومؤسساتها».
وندد بيان هيئة رئاسة البرلمان؛ الموزع على وسائل الإعلام، بالقصف الصاروخي الذي نجم عنه مقتل وإصابة العشرات، وقال إنه يحمل «ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات والجرائم، وما يسببه من خسائر وتداعيات في ظل عدوانها المستمر والمتكرر بحق المدنيين في القطاعات المدنية».
وشددت هيئة رئاسة البرلمان اليمني على أن «تجاهل المجتمع الدولي لواجباته في حماية الشعب اليمني، وعدم اتخاذ إجراءات وخطوات واضحة نحو العصابة الحوثية الإرهابية، وإعمال قرارات الشرعية الدولية، يشجع هذه العصابة على الإمعان في جرائمها»؛ بحسب ما جاء في البيان.
كما طالب البرلمان اليمني «المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة بالخروج عن صمتهم وإدانة الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الحوثية بشكل مستمر وممنهج وواسع النطاق ضد المواطنين اليمنيين، وضد المؤسسات الأممية وضد اللاجئين من دول القرن الأفريقي، والتحقيق فيها، ووضع هذه العصابة (الحوثيين) محل المساءلة والمحاسبة، وإنهاء حقبة الإفلات من العقاب على هذه الجرائم، بما فيها ضرورة إدراجها وداعميها، وأدواتها المختلفة، على قائمة الأمم المتحدة للجهات التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء النزاعات المسلحة».
- معارك استنزاف في حجة
ميدانياً؛ ذكر الإعلام العسكري أن الجيش اليمني واصل أمس (الأحد) معارك الاستنزاف التي يخوضها ضد الميليشيات الحوثية في محافظة حجة والتي كان أطلقها الجمعة الماضي بإسناد من تحالف دعم الشرعية.
وأكدت المصادر أن معارك ضارية دارت على خطوط التماس شمال مديرية عبس وفي أطراف مديرية مستبأ المجاورة حيث يسعى الجيش إلى التقدم والسيطرة على مديرية عبس والتوغل شرقاً في مديرية مستبأ.
وبحسب ما ذكره الإعلام العسكري؛ فقد دمر الجيش عربة للحوثيين، كما تمكن من أسر سرية كاملة من عناصر الميليشيات، بينما أدت المواجهات إلى سقوط كثير من القتلى والجرحى من الطرفين، بالتوازي مع شل الطيران تعزيزات الجماعة التي دفعت بها لاسترداد ما خسرته من القرى في اليومين الماضيين.
وأفادت المصادر بأن قوات الجيش حققت تقدماً في مناطق جديدة بمديرية مستبأ، كما أفادت بمقتل القيادي الحوثي معاذ عبد الكريم القدمي إلى جانب القيادي البارز محمد هادي عجار.
وكان الإعلام العسكري أفاد بأن قوات الجيش شنت هجوماً واسعاً وتمكنت من تحرير كثير من القرى شمال مديرية عبس، وسط انهيار كامل في صفوف الميليشيات، حيث استعادت قرى: العكاشية، والجرف، والكلفود، والحمراء، والشبكة، والمعصار، والظهر، وشعب الدوش، كما استعادت عدداً من الآليات والأسلحة، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة؛ بما فيها اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة.
وتأتي هذه التطورات في هذه الجبهة بعد هدوء استمر نحو عام ونصف العام، حيث يرجح المراقبون سعي الجيش اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة إلى تخفيف الضغط الحوثي باتجاه مأرب والجوف بالتزامن مع عملياته التي أطلقها في محافظة تعز.
وتسيطر القوات الحكومية في محافظة حجة على مديرية ميدي وأغلب مديرية حرض وعلى مديرية حيران وأجزاء من مديرية مستبأ وأخرى من مديرية عبس، في حين لا تزال الميليشيات الحوثية تسيطر على بقية مديريات المحافظة البالغة 31 مديرية، حيث يقع أغلبها في مناطق جبلية وعرة.
- مواجهات تهدد بنسف «استوكهولم»
في غضون ذلك، تصاعدت الهجمات الحوثية في جبهات محافظة الحديدة الساحلية، مستهدفة القرى والأحياء السكنية، وسط مخاوف من أن يتسبب هذا التصعيد في نسف الهدنة الأممية الهشة القائمة منذ أواخر 2018 بموجب «اتفاق استوكهولم» المتعثر تنفيذه حتى الآن.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي، بأنها ردت على التصعيد الحوثي واستهدفت ثكنات الميليشيات وضاعفت خسائرها داخل مدينة الحديدة رداً على قصف حي منظر السكني جنوب مدينة الحديدة.
ونقل المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» عن مصادر عسكرية قولها: «مدفعية القوات المشتركة دكت ثكنات ومواقع للحوثيين بضربات مركزة كبدتهم خسائر مادية وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، كما أحبطت محاولة تسلل بائسة في مديرية الدريهمي جنوب شرقي المدينة».
واتهمت القوات المشتركة الميليشيات بأنها استهدفت حي منظر الشعبي التابع لمديرية الحوك بـ8 صواريخ «كاتيوشا» و8 قذائف مدفعية «هاون» عيار «82» بصورة هستيرية، ما خلّف حالة من الهلع والرعب في صفوف المدنيين القاطنين في منازلهم، لا سيما النساء والأطفال، ما قد يجعلهم ينزحون إلى أماكن آمنة.
إلى ذلك، ذكر الإعلام العسكري أن القوات المشتركة بالساحل الغربي استهدفت تعزيزات للميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في مديرية مقبنة غرب محافظة تعز.
وبحسب ما أورده المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» الحكومية، اندلعت معارك بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي في جبهة مثلث البرح وجبال رسيان، وتكبدت خلالها الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث استهدفت مدفعية قوات «اللواء الرابع عشر - عمالقة» و«اللواء 22 - مشاة» تعزيزات عسكرية للميليشيات في أطراف مدينة البرح، وتمكنت من تدمير عربات محملة بعشرات المسلحين الحوثيين ومعدات عسكرية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».