تستّر حوثي على عصابات تختطف النساء

جهود عائلة يمنية كشفت عن عصابتين تحتجزان 16 امرأة

الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين يضاعف من معاناة النساء (غيتي)
الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين يضاعف من معاناة النساء (غيتي)
TT

تستّر حوثي على عصابات تختطف النساء

الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين يضاعف من معاناة النساء (غيتي)
الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الحوثيين يضاعف من معاناة النساء (غيتي)

كشفت واقعة اختفاء امرأة في إحدى المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، والعثور عليها في محافظة أخرى، عن انتشار عصابات متعددة لاختطاف النساء وابتزاز عائلاتهن، في ظل سياسة تعتيم إعلامية حوثية.

وأفادت مصادر محلية مطلعة بأنه عُثر قبل أيام لدى عصابة في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) على امرأة فاقدة الذاكرة، وفي حالة صحية سيئة، بعد نحو أسبوعين من تعرضها للاختطاف من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، وتبيَّن أن العصابة متخصصة في اختطاف النساء، وترتبط بعصابات أخرى في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية.

ووفق مصادر مقربة من عائلة المرأة المختطفة فإن أجهزة الأمن التابعة للجماعة الحوثية فرضت على جميع المطلعين على تفاصيل الواقعة، وما جرى خلال فترة البحث، تحري الصمت وعدم النشر، وهددت بمحاسبة كل من ينشر حولها في وسائل التواصل الاجتماعي، واكتفت باحتجاز العصابة دون اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبتها، والكشف عن باقي ممارساتها.

وأوضح من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة في مدينة إب، محل واقعة الاختطاف، أن المرأة اسْتُدرِجت من امرأة أخرى، إثر مغادرتها محل صرافة، ولم يتم التعرف على أفراد العصابة التي استدرجتها واختطفتها، ولم تُعرف وجهتها بعد ذلك، بسبب احتراف العصابة في التمويه.

فتاتان في إحدى جامعات مدينة تعز في انتظار بدء اليوم الدراسي (أ.ف.ب)

واستخدمت العصابة، كما ظهر في تسجيلات كاميرات المراقبة، حقنة لتخدير المرأة بعد وصولها إلى سيارة كانت في انتظارها رفقة المرأة التي استدرجتها، في حين لم تتضح الحيلة التي استُخدمت في عملية الاستدراج.

وتُفيد المصادر بأن الكشف عن مكان وجود المرأة المختطفة تَطَلَّبَ من عائلتها بذل كثير من الجهود، وإنفاق كثير من الأموال رشاوى لقيادات أمنية حوثية طوال أسبوعين، حتى جرى القبض على عصابة متخصصة في اختطاف النساء بمحافظة صعدة، وهي معقل الجماعة الحوثية في شمال اليمن.

رشاوى وتعتيم

وعلى الرغم من العثور على 6 من النساء المحتجزات لدى هذه العصابة، فإن المرأة المنشودة لم تكن بينهن، واضطرت عائلتها لدفع مزيد من الأموال مقابل استمرار التحقيق معها والضغط عليها للإدلاء بأي معلومات، خصوصاً أن عدداً من النساء المحتجزات لديها ينتمين إلى محافظات بعيدة عن صعدة.

النساء اليمنيات يواجهن صعوبات حياتية كبيرة بسبب الحرب وممارسات الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

واضطر أفراد العصابة للإدلاء بمعلومات عن عصابة أخرى مقربة منهم في محافظة ذمار، ليتم القبض عليها، والعثور على المرأة، و9 نساء أخريات لديها، في حالة صحية سيئة، تشي بتعرضها لممارسات جسدية ونفسية خطرة.

وأثارت الواقعة مخاوف السكان، خصوصاً أن الجماعة الحوثية فرضت التعتيم الإعلامي عليها، ومنعت النشر في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.

ويتهم الأهالي الجماعة الحوثية بالتستر على العصابات المتخصصة في اختطاف النساء، وعدم الجدية في التعاطي مع وقائع وشكاوى الاختطافات، خصوصاً أن الوقائع حدثت في مناطق سيطرتها، في حين ينتمي عناصرها إلى معقلها في صعدة.

يمنية مسنة تتسوق حاجياتها في إحدى أسواق مدينة تعز (أ.ف.ب)

وتتهم تقارير حقوقية محلية ودولية وأممية الجماعة الحوثية بممارسات خطرة ضد النساء، تتضمن الاختطاف والتعذيب والاستغلال الجنسي والابتزاز والتجنيد للتجسس.

انفلات أمني

استمرت وقائع الانفلات الأمني في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية؛ حيث قتل أحد سكان منطقة السحول، شمال مركز المحافظة، وأصيبت طفلتاه في هجوم نفذه مسلحون يرجح أنهم يتبعون الجماعة، منتصف الشهر الحالي.

زيادة حوادث اختطاف النساء في مناطق سيطرة الحوثيين تثير مخاوف السكان (رويترز)

ووفق أهالي المنطقة، فقد اقتحم المسلحون المنزل، وأطلقوا النار على العائلة قبل أن يغادروا دون أن يتركوا ما يشير إلى سبب الواقعة أو هوياتهم سوى السيارة التي أقلتهم، ويكشف مظهرها عن تبعيتها لقوات الأمن الحوثية.

ومنذ أسبوعين، تم العثور في مديرية مذيخرة (جنوب غربي المحافظة) على جثة مشوهة لطفل في الثالثة من عمره بعد 10 أيام من اختفائه في ظروف غامضة.

وطوال فترة اختفاء الطفل لم تتدخل أجهزة الجماعة الحوثية بالبحث أو مساعدة عائلته في التحقيق والتحري عن الواقعة، وتجاهلت مناشدة سكان المنطقة الذين لجأوا لإجراء عمليات البحث بأنفسهم، حتى تمكنوا من العثور على جثة الطفل، وقد بترت أطرافها وشوه وجهها.


مقالات ذات صلة

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

أدَّت الضربات الأميركية التي أمر بها ترمب ضد الحوثيين إلى استنزاف قدرات الجماعة، واختراق تحصيناتها الأمنية؛ حيث باتت تواجه حالياً تحديات في تكثيف الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي 4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)

استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

كثّف الجيش الأميركي غاراته على مواقع الحوثيين في خطوط التماس مع الجيش الحكومي في حين عاودت الجماعة زراعة الألغام في محافظة الحديدة تحسباً لهجوم بري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي تمثال للسيناتور السابق ألبرت غاليتين أمام وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)

عقوبات أميركية جديدة تطول بنكاً موالياً للحوثيين

أقرّت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية جديدة على الحوثيين طالت بنكاً يعمل في مناطق سيطرتهم ضمن إجراءات خنقهم اقتصادياً، وسط تصاعد الضربات الجوية على مواقعهم

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي ضربات أميركية عنيفة أضاءت الأفق غرب صنعاء (إ.ب.أ)

احتجاجات قبلية ضد الحوثيين رفضاً لاتهامات الخيانة

نفّذ عدد من القبائل اليمنية فعاليات احتجاجية رفضاً لحملات الاختطاف والتخوين الحوثية ضد وجهائها ورفضاً للانفلات الأمني والتغاضي عن أعمال قتل وتجاهل مطالب مختلفة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي طائرة المراقبة «هوك آي» تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

واشنطن: نستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية وعرقلة تدفق الأسلحة من إيران ودول أخرى

أكد السفير الأميركي لدى اليمن أن الضربات الجوية التي تشنها واشنطن على مواقع الحوثيين، تستهدف مستودعات الأسلحة، ومرافق التصنيع، ومراكز القيادة والسيطرة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض تتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

جانب من جلسة مباحثات مصرية - سعودية خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى القاهرة العام الماضي (واس)
جانب من جلسة مباحثات مصرية - سعودية خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى القاهرة العام الماضي (واس)
TT

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض تتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

جانب من جلسة مباحثات مصرية - سعودية خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى القاهرة العام الماضي (واس)
جانب من جلسة مباحثات مصرية - سعودية خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى القاهرة العام الماضي (واس)

تستضيف السعودية، اليوم الاثنين، الاجتماع الوزاري السابع للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية ومصر على مستوى وزيري الخارجية في البلدين.

وأكد السفير المصري لدى السعودية، هاني أبو سريع، لـ«الشرق الأوسط»، أن أهم الملفات على طاولة الاجتماع ستكون «العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية التي تشغل بال البلدين»، وأضاف أن الملفات ذات الاهتمام المشترك أصبحت «ملحّة وساخنة، وتتطلب تنسيقاً على أعلى مستوى بين البلدين»، مبيّناً في الوقت ذاته أنّ كثيراً من التفاصيل ستتضح في وقتٍ لاحق.

وأشارت الخارجية المصرية، في وقتٍ مبكر اليوم، إلى أن وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، توجّه إلى السعودية في زيارة من المنتظر أن تشهد «انعقاد لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والسعودية»، إلى جانب عقد لقاءات للوزير عبد العاطي مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين بهدف «دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتشاور بشأن التحديات الإقليمية المشتركة»؛ وفقاً للبيان.

ومطلع العام الماضي، استضافت العاصمة المصرية القاهرة، اجتماع اللجنة ذاتها على مستوى وزيري الخارجية، حيث بحثا خلاله تكثيف آليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وسُبل تعزيز التنسيق المشترك تجاه القضايا التي تهم البلدين وتخدم مصالحهما المشتركة، إلى جانب بحث التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة.

وخلال الاجتماع، أكد، وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، مشيداً بمستوى العلاقات الثنائية في ظل توجيهات قيادتي البلدين، بينما شدّد نظيره المصري على حرص القاهرة والرياض على انعقاد آلية التشاور السياسي على المستوى الوزاري بشكل سنوي، موضّحاً أنه «في هذه اللحظات الصعبة تزداد أهمية التنسيق بين الأشقاء وتكامل الأدوار».

كما تنعقد لجنة المتابعة والتشاور السياسي أيضاً على مستوى كبار مسؤولي وزارتي خارجية السعودية ومصر.

وتنعقد اللجنة في إطار حرص الرياض والقاهرة على تعزيز آفاق التعاون الثنائي بينهما في المجالات كافة، وتأتي تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين، وإعمالاً لأحكام مذكرة التفاهم لإنشاء لجنة المتابعة والتشاور السياسي بينهما الموقّعة في القاهرة بتاريخ 26 يونيو (حزيران) 2007.

وفي أغسطس (آب) العام الماضي، استقبل الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، نظيره بدر عبد العاطي، الذي أجرى حينها زيارته الرسمية الأولى إلى السعودية، منذ توليه مهام عمله.

وفي سبتمبر (أيلول) العام الماضي، قام الأمير فيصل بن فرحان بزيارة رسمية إلى القاهرة التقى خلالها الوزير بدر عبد العاطي، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسُبل دعمها وتعزيزها بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين والشعبين.

كما ناقش الوزيران، تكثيف العمل الثنائي ومتعدد الأطراف في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة في قطاع غزة.

وشدّد الأمير فيصل بن فرحان، خلال الزيارة، على محورية التعاون بين بلاده ومصر في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أنه «أمر له تاريخ وقناعة راسخة لدى البلدين»، مبيّناً أن المباحثات الرسمية خلال زيارته تلك تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى رأسها الملفات الاقتصادية والتجارية، والملفات التنموية، وسُبل تطويرها في المجالات كافة.