«كلوب هاوس» بين المواضيع الساخنة وغرف الدردشة السخيفة

تطبيق «كلوب هاوس» لا يزال في بدايته والحكم على نجاحه واستمراريته يعد مبكراً - صورة التطبيق للمغني أكسيل منصور
تطبيق «كلوب هاوس» لا يزال في بدايته والحكم على نجاحه واستمراريته يعد مبكراً - صورة التطبيق للمغني أكسيل منصور
TT

«كلوب هاوس» بين المواضيع الساخنة وغرف الدردشة السخيفة

تطبيق «كلوب هاوس» لا يزال في بدايته والحكم على نجاحه واستمراريته يعد مبكراً - صورة التطبيق للمغني أكسيل منصور
تطبيق «كلوب هاوس» لا يزال في بدايته والحكم على نجاحه واستمراريته يعد مبكراً - صورة التطبيق للمغني أكسيل منصور

هل سمعتم بتطبيق «كلوب هاوس Clubhouse» الجديد؟ إذا كان الجواب «لا» فهذا الأمر بديهي لأنه لم يمر على إطلاقه إلا أسابيع قليلة ومعدودة وليس متوفراً بعد إلا على «آي أو إس»، وليس على منصة أندرويد. أما إذا كان الجواب «نعم»، فلا بد من تقديم التهنئة على انضمامكم إلى النادي الافتراضي الخاص الذي لا يمكن الحصول على عضوية فيه إلا من خلال ترشيح أحدهم أو دعوة خاصة.
كنت من بين المحظوظين بالحصول على دعوة للانضمام، وبعد أسبوع كامل من البحث والمشاركة والتعب النفسي والضحك قررت مشاركتكم تجربتي القصيرة، بعد أن أصبحت من بين الأعضاء القدامى والدليل هو اختفاء إشارة (إيموجي) التي تستخدم للتعبير عن الاحتفال عن صورتي، فهذا الـ«إيموجي» يبقى على الصورة طيلة الأسبوع الأول، وهذا الأمر يساعد الأعضاء على التعرف على المنضمين الجدد للنادي وتقديم العون لهم عن الحاجة.
أسس التطبيق كل من بول دايفدسون وروهان سيث، وأيقونة التطبيق صورة لنصف وجه شاب باللونين الأسود والبيض ويرتدي قبعة ويبدو مبتسماً وينظر إلى فوق، وهذا الشاب يدعى أكسيل منصور وهو فنان ومؤلف أغاني يعيش في كاليفورنيا.
هذا هو التطبيق باختصار، والآن لنبدأ بالتجربة الحقيقية والتعرف على مشاركة العرب الكثيفة فيه.
يمكن للأعضاء المشاركة فيما يسمى بالـ«غرف»، من حق أي عضو تأسيس الغرفة وإطلاق اسم موضوع شيق عليها لجذب الأنظار بهدف انضمام أكبر عدد ممكن من المتابعين والمشاركين في الغرفة، صاحب الغرفة يطلق عليه اسم «Moderator»، وقد يكون هناك أكثر من واحد يديرون الحوار ويحددون الأعضاء المتحدثين في الغرفة، بعد قراءة عنوان الغرفة ودخولك إليها كمستمع يمكنك النقر على إشارة اليد، وبذلك تكون قد رفعت يدك افتراضياً ليقرر قائد الغرفة أو أحد المتكلمين فيها لإضافتك إلى خانة التكلم وبعدها يمكنك فتح الميكروفون الخاص بك لإبداء رأيك بعد أن يطلب منك ذلك. الغرفة أشبه بندوة، وتزداد أهميتها بحسب الموضوع المطروح ونوعيته وعدد المشاركين فيها. بعد أسبوع من المشاركة وزيارة الغرف وتركها بهدوء (يمكنك ذلك من خلال الضغط على زر) «Leave Quietly» تصبح بعض الأسماء مألوفة وتتنقل من غرفة إلى أخرى، وهنا أطرح على نفسي السؤال: «من أين يأتون بالوقت الكافي للمشاركة الدائمة والمستمرة طيلة النهار والليل أيضاً؟»، أنا لا أبالغ إلا أنني سمعت إحداهن من دولة خليجية وهي تقول إنها نامت في الغرفة واستقيظت فيها وتابعت الحديث في الصباح الباكر.
عند الاستماع فقط يمكنك إقفال مذياعك لعدم التشويش على الآخرين، فالتطبيق يعمل بالصوت فقط ولا يوجد مخطط لتحديثه ليصبح بالصورة أيضاً.
ويمكن أيضاً الانضمام إلى النادي الذي تحبه الذي يعنى بهوياتك ومتابعاتك مثل السياحة، والاقتصاد، الموضة... وغيرها، فعند متابعتك لتلك النوادي داخل «كلوب هاوس» تصلك رسائل تعلمك بأوقات بدء الحوار في الغرف.
العرب من بين أبرز مستخدمي التطبيق، فهناك غرف يديرها أشخاص تطرب لحديثهم ويشارك في غرفهم العديد من الجنسيات العربية وتكون الحوارات شيقة ومفيدة، فعلى سبيل المثال إذا كنت من المهتمين بالتعرف على موضوع العملة الافتراضية ومستقبل «البيتكوين» فستجد غرفاً جميلة ومفيدة جداً تخرج منها بمعلومات مهمة.
ولكن ستفاجأ أيضاً بالكم الكبير من الغرف التي تدخل إليها وتخرج منها من دون أي فائدة، لا بل تجعلك تحزن على الدقائق التي ضيعتها فيها، والمشكلة هنا هو أن المشاركين في الغرفة يصبحون أشبه بشلة لا تريد سماع رأي أحد وإنما يكتفون بتبادل الأحاديث التافهة التي تجعلك تشكك في مستقبل تطبيق «كلوب هاوس».
بصراحة، وبعد أكثر من أسبوع على انضمامي للنادي، وبعد مشاركتي كمديرة حوار، ومتحدثة ومستمعة، أشعر أحياناً بأن التطبيق مضيعة للوقت، ولكن وفي بعض الأحيان أغير رأيي وأجد أنه قد يكون مفيداً في حال تم التعامل فيه بأدب وأفكار جيدة ومفيدة للمستمع.
المشكلة في المشاركات في الغرف العربية هي نوعية المواضيع التي تطرح، وتعدي بعض المشاركين على غيرهم من حيث اللهجة وقلة الأدب في طريقة التكلم، كما أن المواضيع المطروحة في بعض الغرف أصبحت مستهلكة ولا تجدي نفعاً، كما أن هناك مهاترات تجري بين المشاركين في حال مشاركتهم في غرف مثيرة للجدل، والسبب هو أن اسمك يظهر تحت موضوع الغرفة، فالجميع يعرف بأنك زرت الغرفة وشاركت بها.
في تلك الغرف تستمع لحوارات جميلة لشخصيات عربية معروفة وصحافيين بارزين، وفي الغرف الغربية يشارك العديد من المشاهير وتكون أعداد الأعضاء في الغرف كبيرة جداً، أما في الغرف العربية فلا تزيد الأعداد حالياً عن نحو 800 عضو، وفي بعض الأحيان تضم الغرف أعداداً صغيرة وقد تكون مفيدة أكثر من غيرها، لا سيما أن صوتك قد يأتيه الدور للتعبير عن رأيك في الموضوع المطروح.
وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من الصورة الأساس، ولكن «كلوب هاوس» أعاد الاعتبار للكلام والصوت والتعبير عن الرأي، ومن المؤكد بأن له سلبياته وإيجابياته، وهذا يتعلق بنوعية المشاركين ومستوى الحوار.
فإذا ما دخلت إلى الغرفة اللائقة والتي تتماشى مع مستواك العلمي والأخلاقي فقد تتعرف إلى شخصيات رائعة جديدة تستفيد من كلامها ويمكنك أن تطور علاقتك بهم من خلال التواصل الخاص للتعاون في أي مشروع، ولكن تبقى هناك بعض الشخصيات التي تجعل من هذا التطبيق اختراعاً سخيفاً ومضيعاً للوقت.
من المتوقع بأن يتضاعف عدد الأعضاء عند إطلاق التطبيق على منصة أندرويد التي يستعملها 75 في المائة من مستخدمي الهواتف الذكية.


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.