الشرعية اليمنية تحمّل إيران مسؤولية التصعيد الحوثي وتقويض السلام

استمرار عمليات الجيش في تعز... وصد هجمات في مأرب والجوف

الشرعية اليمنية تحمّل إيران مسؤولية التصعيد الحوثي وتقويض السلام
TT

الشرعية اليمنية تحمّل إيران مسؤولية التصعيد الحوثي وتقويض السلام

الشرعية اليمنية تحمّل إيران مسؤولية التصعيد الحوثي وتقويض السلام

في الوقت الذي واصل فيه الجيش اليمني عملياته في محافظة تعز (جنوب غرب) بالتوازي مع استمراره في صد هجمات الميليشيات الحوثية في مأرب والجوف، حمّلت الحكومة اليمنية إيران المسؤولية عن التصعيد الحوثي وتقويض جهود السلام، متهمة الميليشيات بالاستمرار في تهريب الأسلحة وخدمة أجندة طهران.
وبينما أكدت مصادر الإعلام العسكري للجيش اليمني أمس (الاثنين) تكبيد الجماعة الحوثية خسائر كبيرة جراء المعارك وضربات طيران تحالف دعم الشرعية قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني إن «استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب بالتزامن مع تصاعد هجماتها الإرهابية على المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، يؤكد استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية، وإن الجماعة مجرد أداة لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول المنطقة».
وأضاف الوزير اليمني في تصريحات رسمية أن الهجمات تؤكد مضي النظام الإيراني في تقويض جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن وفق المرجعيات الثلاث، والاستمرار في سياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة. وتابع بالقول: «الميليشيات الحوثية مجرد واجهة لإدارة هذا المخطط عبر خبراء وسلاح إيرانيين دون اكتراث بتفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين جراء استمرار الحرب».
وأوضح الإرياني أن الهجمات المستمرة للجماعة تؤكد أنها «تتحدى إرادة المجتمع الدولي، وأنها لا تفقه لغة السلام ولا تتقن سوى القتل والتدمير، وأنها أداة رخيصة لتنفيذ أجندة إيران وخبرائها الذين باتوا يتحكمون بالقرار السياسي والعسكري، دون أن يحق لقيادتها الاعتراض حيث يتم تصفية من يعترض جسدياً»، حسب قوله.
واستغرب وزير الإعلام اليمني مما وصفه «استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء ميليشيا إرهابية تتحرك بكل حرية كذراع إيراني لقتل اليمنيين وتجنيد الأطفال والمدنيين بالقوة والإكراه والزج بهم في محارق الموت وتدمير النسيج الاجتماعي، وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة والمقذوفات على دول الجوار، وإشعال الحرائق في المنطقة».
وجدد الإرياني دعوة الحكومة في بلاده للمجتمع الدولي «لعدم إضاعة المزيد من الوقت ودعم جهود الحكومة لاستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل التراب الوطني، وعدم ترك 30 مليون يمني رهينة لميليشيا إرهابية يستخدمها النظام الإيراني لنشر الفوضى والإرهاب، وتهديد خطوط الملاحة والمصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب».
ميدانياً، أفاد الإعلام العسكري بأن قوات الجيش شنت أمس، هجوما واسعا على مواقع ميليشيات الحوثي، وتمكنت من تحرير مناطق كبيرة غرب محافظة تعز. ونقلت وكالة «سبأ» عن قائد جبهة مقبنة العقيد مفضل الحميري قوله إن عناصر الجيش شنوا هجوما على مواقع الميليشيات، في أكثر من اتجاه، وحرروا مناطق ومواقع عدة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات.
وبحسب تصريحات العقيد الحميري حرّر الجيش منطقة القشعة بسوقها وجبالها، ومنطقة المطاحن، وتمكن من قطع الخط الذي يؤدي إلى منطقة الكويحة، كما تم تحرير تلتي المنطاح، وجبل القاعدة، وتبة الشاهد الاستراتيجية، وقرية الكُبب.
وعلى وقع هذا التقدم المستمر للقوات الحكومية في مناطق غرب تعز، كان قائد محور تعز قائد اللواء 145 مشاة اللواء الركن خالد قاسم فاضل، أكد «أن العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً ستستمر في مختلف الجبهات حتى تحقيق كامل الأهداف المرسومة».
وكانت القوات استكملت يوم الأحد الماضي السيطرة على كافة مناطق الريف الغربي لجبل حبشي غرب مدينة تعز وقامت بتأمينها بشكل كامل، قبل تقوم بنقل المعارك إلى مناطق مديرية مقبنة. وتسعى القوات الحكومية إلى الالتحام بالقوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي واستكمال تحرير منطقة الكدحة التي لا تزال تشكل واحدا من أبرز جيوب الميليشيات الحوثية غرب محافظة تعز.
في السياق ذاته، ذكرت مصادر الإعلام العسكري أن ضربات جوية مكثفة لطيران تحالف دعم الشرعية دمرت أمس (الاثنين) تعزيزات حوثية ومدرعات وقواعد صواريخ في عدة جبهات غرب محافظة مأرب.
وبينما تواصل الميليشيات هجماتها على امتداد خطوط المواجهة في محافظتي مأرب والجوف، أفاد الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) بأن عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي سقطوا بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري قوله إن عناصر الجيش «خاضوا معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي في جبهة النضود» وأن «المعركة استمرت لساعات واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وانتهت بمصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا الذين تناثرت جثثهم في الصحراء». وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية «تكبّدت خسائر أخرى مادية بنيران مدفعية الجيش التي دمّرت عدداً من الآليات القتالية وأخمدت مصادر نيران في مواقع متفرقة بالنضود».
وأشار المصدر إلى أن طيران تحالف دعم الشرعية شارك بفاعلية في المعركة، مستهدفاً آليات ومعدات قتالية كانت في طريقها لتعزيز الميليشيات، وكبّدها خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها تدمير 5 عربات كانت تحمل تعزيزات حيث قتل كل من كان على متنها».
وكانت الحكومة اليمنية أبلغت المبعوثين الأممي والأميركي أنها جادة في إحراز السلام إذا ما وجدت شريكا صادقا لتحقيق ذلك وفق المرجعيات الثلاث، وفي مقدمها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216، ومع استمرار الجماعة الحوثية في شن الهجمات على مأرب من ثلاث جهات في مسعى للسيطرة على المحافظة النفطية التي تعد أهم معاقل الشرعية، كان رئيس الوزراء معين عبد الملك أمر في وقت سابق بإطلاق عمليات الجيش في تعز ردا على هذا التصعيد، فيما عزز الجيش قواته في مأرب بالمئات من المقاتلين من أبين وشبوة ولحج.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».