مر عام تقريباً منذ أن أصيب مايكل ريغان، البالغ من العمر 50 عاماً، بفيروس «كورونا». وقال متذكراً صباح 22 مارس (آذار) 2020: «استيقظت في الصباح وشعرت بالحر الشديد وضيق في التنفس. دخلت إلى دورة المياه محاولاً التقاط أنفاسي، وسعلت الدم على الفور. انتهى بي المطاف في المستشفى وأثبتت إصابتي بـ(كوفيد - 19)».
وقال ريغان إنه أمضى شهرين داخل وخارج المستشفى في الربيع الماضي، مصاباً بـأعراض الفيروس الحادة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ولكن رغم صعوبة ذلك، فإن ما مر به منذ ذلك الحين يمكن اعتباره سيئاً، إن لم يكن أسوأ: تشمل أعراضه الحالية ألماً مستمراً في صدره وفي الأعصاب بيديه وساقيه، ونوبات صرع، وفقدان الرؤية في عين واحدة.
وأوضح أنه منذ ذلك الحين عانى من أعراض جديدة، وقام بتجربة سلسلة كاملة من الأطباء والأدوية والفحوصات.
وقال ريغان: «أدركت أن لدي الكثير من الضرر من (كوفيد - 19) وأنه غيَّر حياتي تماماً». لم يتمكن من العودة إلى أي شيء قريب من الحياة النشطة التي تمتع بها من قبل.
على عكس ريغان، عندما مرضت ستيفاني كوندرا البالغة من العمر 34 عاماً بفيروس «كورونا» الصيف الماضي، لم تكن مضطرة إلى دخول المستشفى. كانت أعراضها خفيفة نسبياً، مثل التعب، وضيق التنفس، وآلام المعدة والتشنج، وحمى خفيفة.
ولكن، بعد أن ظهرت وكأنها تعافت، تقول كوندرا إنها بدأت في تطوير مجموعة واسعة من المشكلات الصحية التي تضاءلت ولكنها لم تتخلص منها، مثل آلام الجيوب الأنفية الرهيبة، والغثيان وفقدان الشهية، والتعب الناتج عن وجع العظام، الدوار، الإحساس الحارق في صدرها، السعال جاف، الضباب الدماغي، الارتباك، مشاكل في التركيز واسترجاع الكلمات.
وأوضحت: «أعراضي تتطور باستمرار. أعاني من نفس الأعراض مراراً وتكراراً، ويبدو الأمر كما لو أنها ستختفي نوعاً ما ثم تظهر أعراض أخرى».
بينما قالت كوندرا إنها بدأت تتحسن في بداية عام 2021. وصفت تقدمها بأنه بطيء ومتقطع. وقالت: «أنا في الحقيقة قادرة على العمل فقط لنحو أربع ساعات خلال اليوم».
بعد مرور أكثر من عام على انتشار الوباء، أصبح من الواضح تماماً أن «كورونا» هو فيروس صعب، حيث لا يدرك بعض الناس أنهم مصابون به على الإطلاق، بينما يتم إدخال البعض الآخر إلى المستشفى، ويموت آخرون. وتمرض مجموعة متزايدة من الناس ثم لا يتعافون تماماً. في مجموعات الدعم، يشير الأشخاص أحياناً إلى أنفسهم على أنهم مسافرون لمسافات طويلة؛ تسمى حالتهم بـ«كورونا طويل الأمد» أو «كوفيد المستمر»، أو «متلازمة ما بعد كوفيد».
*ما نتعلمه
لا يوجد أي جهة متأكدة من النسبة المئوية للأشخاص الذين أصيبوا بفيروس «كورونا»، ومن ثم أصيبوا بأعراضه اللاحقة.
وتلقي رسالة بحثية نُشرت أمس (الجمعة) ضوءاً جديداً على هذه الحالة. تابع باحثون من جامعة واشنطن 177 شخصاً مصابين بعدوى «كورونا» المؤكدة لمدة تصل إلى تسعة أشهر - وهي أطول متابعة حتى الآن. والجدير بالذكر أن هذه المجموعة تضمنت 150 مريضاً خارجياً، يعانون من مرض «خفيف» ولم يدخلوا المستشفى.
ووجدوا أن 30 في المائة من المستجيبين أبلغوا عن أعراض مستمرة. ومن بين الأعراض الأكثر شيوعاً كان التعب وفقدان حاسة الشم أو التذوق.
وأفاد أكثر من 30 في المائة من المستجيبين بأن نوعية الحياة أصبحت أسوأ مقارنة، مما كانت عليه قبل المرض. وأفاد 14 مشاركاً (8 في المائة) - بما في ذلك 9 أشخاص لم يتم إدخالهم إلى المستشفى - بأنهم يواجهون صعوبة في أداء نشاط معتاد واحد على الأقل، مثل الأعمال اليومية.
وكتب الباحثون أنه مع وجود 57.8 مليون حالة في جميع أنحاء العالم «حتى ولو كانت هناك نسبة صغيرة من الأعراض طويلة الأمد، قد يكون لذلك عواقب صحية واقتصادية هائلة». ويوجد الآن أكثر من 110 ملايين حالة في جميع أنحاء العالم، وفقاً لأحدث البيانات التي جمعتها جامعة «جونز هوبكنز».
وجدت دراسة أكبر بكثير، نُشرت في أوائل يناير (كانون الثاني) في «ذا لانسيت»، أنه من بين 1733 مريضاً بفيروس «كورونا» تم علاجهم في مدينة ووهان الصينية، لا يزال 76 في المائة منهم يعانون من أحد الأعراض على الأقل بعد ستة أشهر من ظهورها. لكن هذه المجموعة كانت مكونة بالكامل من مرضى في المستشفيات.
وكان مركز رعاية ما بعد «كوفيد - 19» في نظام ماونت سيناي الصحي بمدينة نيويورك هو الأول من نوعه الذي تم افتتاحه في مايو (أيار). حتى الآن، استقبل المركز أكثر من 1600 مريض - بما في ذلك ريغان وكوندرا - وهناك انتظار لمدة أشهر للحصول على موعد.
وقال الدكتور زيجيان تشين، المدير الطبي، خلال مقابلة الصيف الماضي: «من الصعب للغاية التكهُّن بمن سيصاب بهذه الأعراض... المرضى الذين نراهم في المركز هم، كما تعلمون، من جميع الأجناس. تمتد أعمارهم من العشرينات إلى السبعينات والثمانينات. لديك مرضى من الذكور والإناث على حد سواء، متساوون في التوزيع».
وأوضح أن الإصابة بمرض خفيف أو أن تكون بصحة جيدة في البداية، لا يحمي من استمرار الأعراض.