أطباق عيد الحب هذا العام... منزلية الصنع

إقفال المطاعم أنعش الطهي وقطاع توصيل الطعام

أطباق عيد الحب هذا العام... منزلية الصنع
TT

أطباق عيد الحب هذا العام... منزلية الصنع

أطباق عيد الحب هذا العام... منزلية الصنع

في كل عام تبدأ المطاعم قبل شهر على الأقل من تاريخ عيد الحب الذي يحتفل به عالمياً اليوم، بابتكار الأطباق الجميلة التي توحي بالرومانسية، ويفتح الطهاة الباب على مصراعيه للإبداع والتصميم وتحويل الطعام إلى قطع فنية تغذي النظر قبل المعدة. إلا أن هذا العام الوضع يختلف تماماً بسبب جائحة كورونا التي قلبت المعايير وغيرت أسلوب حياة ملايين البشر حول العالم، وطالت قطاع الضيافة والمطاعم بشكل كبير بعد أن فرضت عليها الإقفال، وبالتالي علمت الناس على الاعتماد على أنفسهم أكثر في المطبخ، فتحول عدد كبير من الناس إلى طهاة يعتمدون على منصة «يوتيوب» التي تجد فيها كل الوصفات من جميع مطابخ العالم، أو كانوا من أنصار استخدام «ديليفيرو» و«أوبر إيت» لتوصيل ألذ الأطباق إلى منازلهم.
وعلى ما يبدو فإن الأكل في المنزل سيرافقنا لفترة من الزمن وسيتعين علينا التأقلم مع الوضع الجديد لاجتياز الأزمة.
في عيد الحب الذي يحتفل به ليس فقط الأزواج والعشاق إنما أيضاً الأصدقاء والأحباب، تكون هناك نكهة خاصة للحلوى وألوانها الزاهية، ويكون هناك إنفاق كبير على الزهور الحمراء والشوكولاته على شكل قلوب وغيرها من الأطباق اللذيذة، إلا أن هذا العام سيكون طعام عيد الحب منزلي الصنع بسبب الحجر المنزلي الذي لا يزال يفرض على عدد كبير من البلدان الغربية والعربية.
ومن الملاحظ منذ أن بدأ فيروس كورونا بفرض قبضته المميتة على الكون تفجر المواهب في المطبخ لا سيما في مجال تحضير الحلوى وأنواع الكيك المميزة، واللافت هو التصميم الذي يضاهي عمل أهم الخبازين وأكثرهم شهرة، فساهمت في نشر الأعمال المميزة منصات التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام»، وكان لتطبيق «تيك توك» الفضل الأكبر لنشر وصفات سريعة ومميزة جالت العالم ولم يخل أي مطبخ منزلي منها.
ففي بريطانيا زادت زيارة المواقع المخصصة لوصفات الكيك الحلوى بنسبة 900 في المائة منذ بداية الحجر المنزلي الأول في مارس (آذار) الماضي.
وفي بداية الأمر كان الإقبال الأكبر على تعلم كيفية صنع السكونز الإنجليزي بنكهة الجبن، فزار صفحة تعليم هذا النوع من الحلوى أكثر من 54 ألف زائر في أول أربعة أسابيع من الحجر المنزلي الأول، أما النوع الثاني من الحلوى الذي لاقى إقبالاً شديداً لتطبيقه في المنزل مع زيارة تزيد على 3 آلاف مرة عن العام الماضي فكانت فطيرة التفاح.
وبحسب العاملين في مجال الطعام، فالإقبال الشديد على خبز الحلويات في المنزل له عدة أسباب، على رأسها توفر الوقت، والنوستالجيا للطفولة من خلال العودة إلى وصفات تقليدية، كما أن خبز الحلوى في المنزل فرصة لتمضية الوقت مع الصغار وأفراد العائلة، ويبقى تحضير الكيك وتزيينه من أكثر الأشياء التي يقوم بها الناس حالياً في المنزل لأنه يريح الأعصاب.
وفي وقت يقوم به البعض بالاكتفاء بتحضير الحلوى في المنزل وتناولها، توسع البعض إلى أبعد من ذلك ووجدوا في الحجر المنزلي فرصة ذهبية لجني المال من خلال بيع قوالب الحلوى الجذابة، واللافت هو أن الإقبال على هذا النوع من العمل شد المراهقين الذين يعتمدون على التسويق والبيع من خلال حساباتهم الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي التي يبرعون باستخدامها.
وفي حديث مع مهى خان (19 عاماً)، تقول إن شغفها بتحضير الحلوى لا سيما كيك المناسبات الخاصة كان يرافقها منذ صغرها، فتعلمت وصفات جيدة لتحضير ألذ أنواع الحلوى، ولكنها اليوم تملك علامتها الخاصة التي تطلق عليها اسم «تشيت كيك» وأصبحت من بين أكثر الأسماء تداولاً على شبكات التواصل.
وعن مساهمة الجائحة والحجر في نمو عملها وانتشار اسمها في عالم تحضير الكيك منزلي الصنع في لندن، تقول خان إن الحجر ساهم في ارتفاع نسبة المبيعات مائة في المائة، فهي تعمل اليوم لأكثر من 12 ساعة لتلبية الطلبات المتزايدة وتطلب المساعدة من شقيقتها الكبرى ديبا لكي تستطيع تأمين الكيك للجميع، أما بالنسبة للتصميم والتزيين فتقول خان إن مشاهدتها للكثير من الفيديوهات على «يوتيوب» وغيرها ساعدتها وجعلتها أفضل، وهي اليوم تبرع في تحضير الحلوى التي تتميز بالطعم اللذيذ والشكل الجميل وهذا ما يجعل عملها ناجحا في خضم موجة بيع الكيك والحلوى من المنازل في ظل الجائحة.
وعن عيد الحب وحلواه، تقول خان إن الإقبال على الحلوى وتوصيلها إلى المنازل كان كبيراً جداً، كما التصميم ركز على اللونين الوردي والأحمر، وقامت بخبز العديد من الحلويات على شكل قلب، وأقبل العديد على شراء حلوى «الكاب كيك» بقطعه الصغيرة والمنمقة التي تتناسب مع العيد ومعناه.
وعن ظاهرة بيع الحلوى من المنزل، تقول خان إن «البقاء سيكون للأفضل. اليوم نرى أن هناك إقبالاً لافتاً وغير مسبوق على الخبز في المنزل، كما نرى أن هناك نسبة كبيرة من الذين يبيعون الكيك ويحققون الأرباح المادية إنما هذا الوضع لن يدوم وسيتابع العمل في هذا المجال المحترفون والجادون الذين يعملون يومياً على توسيع آفاقهم وتعلم أشياء جديدة تساعدهم في التميز وتقديم الأفضل».


مقالات ذات صلة

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

يوميات الشرق موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

تنوّعت إصدارات الشهر ما بين أغانٍ عاطفية احتفت بعيد الحب، وتترات مسلسلات واكبت انطلاقة دراما رمضان 2025.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)

«إيكادولي»... معرض مصري يستلهم الحبّ في النوبة

الاهتمام بالتفاصيل والقدرة على نقل المشاعر، من خلال الإيماءات والسرد البصري، يجعلان أعمال المصرية فاطمة حسن تعبيرات متنوّعة عن العاطفة والمودّة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز) play-circle

للمرة الأولى... ويليام وكيت ينشران صورة احتفالاً بـ«عيد الحب»

نشر الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون صورة لهما في غابة للاحتفال بعيد الحب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل إندونيسي وشريكته التايلاندية يحضران حفلاً بمناسبة عيد الحب (إ.ب.أ)

«مفجر الحب»... خبيرة تكشف أكثر أنواع الشركاء المحتملين سمية

هل سبق لك أن قابلت شخصاً بدا معجباً بك للغاية؟ شعرت بالسعادة معه، ولكن بدا الأمر جيداً لدرجة يصعب تصديقها؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)

العالم يتحضر لـ«عيد الحب»... كيف بدأ؟ وما أبرز التقاليد؟ (صور)

يتحضَّر الكثير من الأشخاص حول العالم للاحتفال بـ«عيد الفالنتاين» أو ما يُعرف بعيد الحب، الذي يصادف يوم 14 فبراير (شباط).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشيف فيليب خوري يبتكر «شوكولاته بيروت»

«شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)
«شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)
TT

الشيف فيليب خوري يبتكر «شوكولاته بيروت»

«شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)
«شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)

يقول إنه إذا رُزق يوماً بولد فسيطلق عليه اسم «سيدر (أَرز)» من شدة تعلّقه بوطنه الأم، لبنان. فالشيف الأسترالي، اللبناني الأصل، فيليب خوري متخصص بصناعة الحلوى، ويحرص دائماً على التعبير عن حبّه للبنان خلال تحضيره لها. منذ نحو 6 سنوات يشرف الشيف خوري على مطبخ الحلويات في متجر «هارودز» الشهير في لندن، ولم يخلُّ مشواره خلالها من إبراز طعم ونكهات لبنانية في حلويات يصنعها.

مؤخراً أصبح اسم الشيف فيليب على كل شفّة ولسان. وذلك إثر ابتكاره «شوكولاته بيروت»، فتصدّر «التريند» على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المنصات والمواقع الإلكترونية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتوقّع أن تحقق هذه الشوكولاته هذه الشهرة كلها. فهي حازت اهتماماً كبيراً طال الدول العربية والغربية. وأخطط لترويجها في مشروعات عدة مستقبلية».

الشيف اللبناني الأسترالي فيليب خوري (الشرق الأوسط)

يعترف الشيف خوري بأنه استلهم الفكرة من منتج «شوكولاته دبي». أما سبب صناعته له فيعود لحفل خيري أُقيم في لندن: «لدي صديقة هي أنجيلا زاهر تهتم بالأعمال الخيرية من خلال جمعية تديرها اسمها (بداياتي). اتصلت بي تطلب مني المشارَكة في سوق يعود ريعها لمساعدة المحتاجين. وكما غيري من المشاركين، رحت أفكر بالمنتج الذي يمكن ابتكاره لهذه المناسبة. وحضرتْ في ذهني لا شعورياً فكرة صنع شوكولاته مميزة. فوُلدت (شوكولاته بيروت)، التي مزجتُ فيها مكونات نباتية تعبق بعطر وطني، لبنان».

ويشير الشيف خوري إلى أن كثيرين طالبوه، أكثر من مرة، بضرورة صنع «شوكولاته دبي» على طريقته. ولأنه لا يحب تقليد ونسخ مذاقات حلويات يصنعها، امتنع عن القيام بذلك. وأوضح: «ولكن عندما عرضت علي صديقتي المشارَكة في السوق الخيرية التي تنظمها، فكرت مباشرة بشوكولاته تحمل اسم بيروت».

«شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)

تتألّف مكونات هذا المنتج من أصابع حلوى البقلاوة والكراميل المخلوط بهريس مكسرات الكاجو المنكهة بماء الزهر. ويروي الشيف خوري لـ«الشرق الأوسط» كيفية صنعها: «أنا من محبي حلوى البقلاوة اللبنانية، فاخترتها مكوناً أساسياً لـ(شوكولاته بيروت). وبعد هرسها أخبزها في الفرن كي تخرج مزودة بقرمشة إضافية، ومن ثم أطحن حبوب الكاجو وأغلّفها بالكراميل. وهو ما نسميه في عالم الحلوى الكاجو (برالينيه) بالكراميل. وأنكّه هذا المزيج بماء الزهر. وهو شراب لبناني مشهور استقدمته معي من بيروت في زيارتي الأخيرة إليها في الربيع الماضي. أما الشوكولاته فهي مصنوعة من الكاكاو وحليب اللوز. وقسّمت الكمية لتتوزع بين المكونين بنسبة 50 في المائة لكل منهما. ومع قليل من السكر مزجت المكونات، إذ لم أرغب في أن تكون حلاوتها منفرة».

الشيف فيليب خوري يبتكر «شوكولاته بيروت» على طريقته الخاصة (الشرق الأوسط)

ولكن ما جعل هذه الشوكولاته تتميز عن غيرها أيضاً، هو حملها تصميماً يرتبط ارتباطاً مباشراً بلبنان. فطبع عليها رسمةً لطابع بريدي لبناني قديم، ووسمه بتوقيع بريد لندن، وأوضح: «أردت هذا المنتج بمثابة رسالةً أبعث بها من بيروت إلى لندن مع الحب. لقد رغبت في تقديم هدية صغيرة للبنان وأهله. وبالطبع توّجته بالأرزة التي تعني لي كثيراً. وإذا ما رُزقت يوماً بولد فسأطلق عليه اسم (سيدر/ أرز). فأنا مغرم بوطني الأم وأحب كل شيء فيه. والأرزة رمز من رموزه الخالدة التي تشعرني بروعة بلدي الأم».

نشر الشيف فيليب مقطعاً مصوراً لمنتجه الجديد على حسابه عبر «إنستغرام»، وأرفقه بأغنية لفيروز «أنا لحبيبي». وعلّق يقول: «أنتظر بفارغ الصبر رأيكم بطعم ابتكاري الجديد (شوكولاته بيروت)».

يخطط الشيف فيليب للترويج لهذا المنتج في مشروعات مستقبلية، فيقول: «قد أحوِّله إلى شوكولاته بأحجام صغيرة لتكون بمثابة (بونبون). وبما أن عقدي مع (هارودز) ينتهي قريباً، فإنني أخطط لافتتاح محل حلويات في لندن. وسيتصدّر هذا المنتح الحلويات فيه. كما أنني سأزور بيروت في أبريل (نيسان) المقبل للمشاركة في (صالون هوريكا) للخدمات الغذائية. وهناك سأصنع (شوكولاته بيروت) مباشرة على الأرض. فتكون فرصة تذوقه متاحةً للجميع. وأنوي إقامة مسابقة خاصة بتلامذة المدارس لصناعة ألذّ حلوى. ومَن يفوز بها فسيحصل على شهادة تقدير. فأنا من الأشخاص الذين أسهم هذا النوع من المسابقات في تنمية موهبته. فزوّدتني بفرص كثيرة أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. فالمسابقات تولّد عند المشاركين فيها الثقة بالنفس والخبرة وحبّ الابتكار».

سبق وتذوَّق الشيف فيليب خوري «شوكولاته دبي» وأُعجب بطعمها. ولكن ماذا عن رأيه بـ«شوكولاته بيروت»؟ يردّ: «أعمل في مجال الحلويات منذ نحو 15 عاماً، وأعرف تماماً كيفية تنسيق المذاقات لأحصل على منتج لذيذ. وعندما ركنت إلى (ماء الزهر) لم أكن أعرف كيف ستكون النتيجة مع باقي المكونات. ولكنها جاءت رائعةً كما توقعت. وعندما تذوّقها أحد أصدقائي الخبير بعالم الشوكولاته كان ردّ فعله مفاجئاً لي. وصفه بـ(الطعم الخارج عن المألوف والغامض في آن). فأهل الغرب ليسوا ملمّين كثيراً بمذاقات تتميز بها منطقتنا الشرق أوسطية. وبالتالي يجهلون الأثر الذي يتركه ماء الزهر على أي خليط يُمزَج معه. وأعتقد أن هذا المكوّن أسهم في تجميل طعم المزيج، فصنع الفرق».

يشدِّد الشيف فيليب خوري على استخدامه في صناعة هذه الشوكولاته مكونات طبيعية مائة في المائة، موضحاً: «كل ما استعملته في هذا الخليط نباتي، ولا منكهات أو مكونات مصطنعة فيه. فأنا أحرص على هذا الأمر في التحضير لجميع حلوياتي».

قريباً ينطلق الشيف فيليب خوري في رحلة مهنية من نوع آخر. وسيكون لبنان ضمن محطاته. ويوضِّح لـ«الشرق الأوسط»: «إضافة إلى محل الحلويات الذي أنوي افتتاحه في لندن، سأعمل على التنقل في بلدان عدة. ربما سأمارس التعليم في معاهد عالمية وعربية، ومن بينها دبي وأستراليا. وأخصّ لبنان بمشروع خاص لن أتحدّث عن تفاصيله اليوم».