اختيار صادق الصبّاح بين 500 شخصية مؤثرة في العالم

صادق الصباح
صادق الصباح
TT

اختيار صادق الصبّاح بين 500 شخصية مؤثرة في العالم

صادق الصباح
صادق الصباح

يعدّ صادق الصبّاح أحد أبرز منتجي الدراما في لبنان والعالم العربي، وتعود انطلاقته في هذه الصناعة إلى نحو أربعة عقود. اشتهر بخبرته الواسعة في صناعة الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية العربية.
اختارته مؤخّراً مجلة «500 فارييتي» العالمية في عددها السنوي الرابع، من بين 500 شخصية مؤثرة في مجالي الأعمال والإعلام العربي. وتأتي تسميته من ضمن أربع شخصيات عربية تفوز بالتسمية، من بينها وسيم صليبي الكندي اللبناني الأصل الذي يدير أعمال أشهر نجوم الغرب في العالم.
ويصف صادق الصبّاح هذه اللفتة العالمية كتكريم استثنائي لشركة «الصبّاح إخوان» بعدما تخطّت بنجاحاتها حدود العالم العربي، على الرّغم من كل التّحديات التي واجهتها خلال عام 2020.
ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تضعني هذه التّسمية أمام مسؤولية كبيرة، على مستوى شركاتي في لبنان والعالم العربي، وكذلك على المستوى الوطني لكون هذا الفوز يعود حتما إلى بلدي لبنان». وعمّا إذا كان يتوقع هذه التسمية، يردّ: «لم أتوقع الأمر بتاتا، وهذه الخطوة تؤكد أنّ أعمالنا تلفت نظر الغرب».
لم يحتفل صادق الصبّاح بالخبر الذي وصله وهو يجلس مع أفراد عائلته ويعلّق: «كان خبراً رائعاً واحتفالاً بحدّ ذاته لمسيرة طويلة نمشي فيها كشركة إنتاج فنية منذ سنوات طويلة».
انطلقت شركة الصبّاح إخوان منذ 67 سنة، بين بيروت ومصر، قبل أن تتوسع وتصبح جزءا لا يتجزّأ من ذكريات المشاهد العربي.
وُلد صادق أنور الصبّاح في عام 1961 بالنبطية في جنوب لبنان، والده هو الوزير والنائب اللبناني السابق أنور الصباح. بدأ في إدارة الشركة عام 1981، وكانت نشطةً في إنتاج الأفلام منذ بداية خمسينات القرن العشرين.
رؤية الصباح البعيدة المدى وشغفه بمهنته خوّلاه إنتاج أكثر من 50 مسلسلًا، منها «الهيبة» بأجزائه الأربعة، و«راجل وست ستات» و«الشحرورة» و«قضية صفية»، و«قصص الحيوان في القرآن» و«نقطة ضعف» و «رجال وسط الحريم» و «زي الورد» و «تشيللو» و«طريق» و«خمسة ونص» و«ذهاب وعودة»، و«ما فيي» و«سكر زيادة» وغيرها.
وعن مشاريعه المستقبلية لعام 2021 يقول الصبّاح: «كثيرة، تبدأ في 3 يناير (كانون الثاني ) مع مسلسل (لا حكم عليه) على منصة شاهد الإلكترونية، إضافة إلى أخرى يفوق عددها الـ15 عملاً ومشروعاً فنياً، نأمل بأن تنال استحسان الناس فيتفاعلون معها كما عوّدونا دائما».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».