نازحون سوريون يواجهون الفيروس بلا كمامات أو معقمات

مركز عزل داخل مخيم للنازحين السوريين شرق سوريا (الشرق الأوسط)
مركز عزل داخل مخيم للنازحين السوريين شرق سوريا (الشرق الأوسط)
TT

نازحون سوريون يواجهون الفيروس بلا كمامات أو معقمات

مركز عزل داخل مخيم للنازحين السوريين شرق سوريا (الشرق الأوسط)
مركز عزل داخل مخيم للنازحين السوريين شرق سوريا (الشرق الأوسط)

في مخيم الهول شرق سوريا، تبذل النازحة السورية منيفة ذات الأربعين عاماً، قصارى جهدها لحماية أفراد عائلتها من فيروس كورونا المستجد. وزاد قلقها بعد سماعها عن سلالة الجائحة الجديدة؛ لتقوم بالحفاظ على أكبر قدر ممكن من النظافة الشخصية لخيمتها التي يقيمون فيها منذ قرابة عامين.
فهذه السيدة وكثير من الأمهات، تشكو غياب الكمامات وعدم وجود مواد التنظيف مثل الصابون إلى جانب قلة المال لشراء مطهرات وأدوية واقية، وقالت بلكنة محلية يجيدها سكان مدن وبلدات محافظة دير الزور شرق سوريا: «هناك الكثير الذي يمكنه القيام به، مثل الاهتمام بالنظافة الشخصية ومراقبة الأولاد وتوجيهم لغسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده».
ومنذ إعلان الأردن تسجيل أول إصابة مؤكدة بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا، وبذلك يكون ثاني بلد عربي مؤكد تصله السلالة إليه بعد لبنان، وهما مجاوران لسوريا، تخشى منيفة هذه الأنباء كثيراً. وتابعت حديثها وقد ارتسمت علامات الحيرة على وجهها: «سمعنا أخبار الفيروس الجديد وانتشاره، للأسف ليست هناك إمكانيات لنأخذ احتياطاتنا أو نواجه الخطر، سلاحنا الوحيد نهتم بنظافتنا وخيمتنا».
ومخيم الهول، يقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة ويضم 62 ألف نسمة، معظمهم من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، كما يضم قسماً خاصاً يسكنه الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في شمال شرقي سوريا، لكنه يعاني نقصاً في الاحتياجات الطبية حيث يستخدم معظم قاطني المخيم النظافة الشخصية كبديل وقائي لمواجهة «كورونا».
وتقف النازحة سلطانة المتحدرة من بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، أمام دورات الحمام حتى تخرج طفلتها الصغيرة حاملة إبريقاً بلاستيكياً لونه أحمر لتقوم سريعاً بغسل يديها وتنظيفها، وقالت: «أقوم بحماية بناتي وأطفالي من الفيروس فعندي أختهم صغيرة عمرها سنة ونصف السنة، وهي ضعيفة وتحتاج للاهتمام لذلك أحافظ على نظافة الكبار كثيراً، وأطلب منهم أن يغسلوا أيديهم قبل دخول الخيمة». ونوهت بأنها وزوجها: «نعيش في مساحة لا تتعدى 30 متراً منذ 3 سنوات؛ أخشى من انتشار الفيروس لغياب وسائل الوقاية الضرورية».
ولم تُرصد مؤخراً ظهور حالات إصابة بين قاطني المخيم وكانت الطواقم الطبية بالهول سجلت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وجود حالتين كانت حالتهم سلبية تماثلوا للشفاء بعد وضعهم بالحجر الصحي مدة 15 يوماً، كما سجلت بالشهر نفسه إصابة 3 عاملين من الطواقم الطبية بفيروس كورونا يعملون لدى منظمة «الهلال الأحمر» الكردية المحلية، والتي تغطي معظم احتياجات المخيم المكتظ.
من جانبه، قال محمود العلي، قائد فريق الصحة لدى منظمة «الهلال الكردية»، وهي النقطة الطبية الوحيدة في المخيم: «منذ شهرين لم نسجل أي إصابة جديدة بفيروس كورونا أو حالة اشتباه». وأضاف أن النقطة تضم قسماً للإسعاف وثانية للأمراض الداخلية، وثالثة للأمراض النسائية وقسماً خاصاً بالولادة إلى جانب قسم أمراض الأطفال، وهي أكثر الأمراض انتشاراً بين قاطني المخيم. وأشار المسؤول الطبي إلى أن إدارة المخيم بالتعاون مع «الهلال الكردي» ومنظمات دولية، وقال: «افتتحت مخبراً للتحاليل الطبية للكشف عن فيروس كورونا وبقية الأمراض المعدية ومنذ شهر يوليو (تموز) الماضي دخل حيز التنفيذ ويقدم خدماته للمرضى والمصابين»، لافتاً إلى تنظيم حملات توعوية دورية لتوزيع المنشورات وقصاصات ورقية للتحذير والوقاية من المرض: «قمنا بتأسيس صندوق سلامة للعمل على توزيع كمامات ومعقمات للحماية مجانية، وتنظيم حلقات توعوية».
وتعاني مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات أساساً من نقص بالمعدات الصحية والطبية، بعد توقف المساعدات القادمة من معبر اليعربية بعد قرار فيتو روسي - صيني بداية العام الحالي، مما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار سلالة فيروس كورونا الجديدة، وسط تحذيرات من منظمات إنسانية دولية ومحلية وقلق من مسؤولين أكراد من العجز عن احتواء انتشار المرض، لا سيما بين قاطني المخيمات.
ويخشى النازح السوري عبد الودود المتحدر من بلدة السوسة الواقعة شرقي دير الزور، لا يمتلك تلفزيوناً أو جهاز راديو ولا يعرف كثيراً ماذا يدور في محيطه، وكيف أن فيروس «كورونا» انتشر بشكل كبير وبدأت سلالتها الجديدة بالانتشار في دول أوروبية وعربية، وأخبر بأنه: «لا نعرف ماذا يحدث حولنا لكن نخشى من انتشار الأمراض عموماً، وهنا بالمخيم تقوم إدارته عبر مكبرات الصوت بحملات توعية للتحذير من كورونا».
ويسكن الرجل الخمسيني وزوجته وبناته الخمسة تحت رحمة خيمة لا تقيمهم برودة طقس الشتاء البارد، ولفت قائلاً: «البرد شديد هذه السنة مع قلة وسائل التدفئة بالأخص الحرارة تنخفض تحت الصفر، والحمامات ودورات المياه بعيدة وغير نظيفة. وللأسف الكثير من الاحتياجات الصحية تنقصنا».
بينما كانت تنتظر نوال دورها أمام باب نقطة طبية تحمل طفلتها الرضيعة؛ وقد جلست بجانبها خمس سيدات على مقعد حديدي جئن لمراجعة الطبيب وفحص درجة الحرارة لأطفالهن، والتأكد من خلو الإصابة بأي مرض معدٍ، ونقلت النازحة كيف تقوم بمراجعة دورية للكشف على ابنتها الصغيرة، لتقول: «أهتم بطفلتي الرضيعة لأن عمرها 10 شهور، وأراجع الطبيب أسبوعياً. وأهتم بنظافة أطفالي فعندما يلعبون بالخارج وقبل دخولهم للخيمة أقوم بتعقيم أيديهم وغسلها جيداً».


مقالات ذات صلة

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

يوميات الشرق المرح سمة شخصية تعكس القدرة على التفاعل مع الحياة بروح مرحة ومتفائلة (جامعة ساسكس البريطانية)

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص الذين يتمتّعون بمستويات عالية من المرح كانوا أكثر قدرة على الصمود والتكيف، خصوصاً خلال جائحة كورونا مقارنةً بغيرهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

النساء أكثر عرضة للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد»

كشفت دراسة جديدة أن النساء معرضات لخطر أعلى بكثير للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» مقارنة بالرجال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة القمر (إ.ب.أ)

هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟... دراسة تجيب

أفاد موقع «ساينس أليرت» بأن دراسة أُجريت عام 2024 خلصت إلى أن جائحة «كوفيد-19» التي تعرضنا لها أثرت على درجات الحرارة على القمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يمكن أن تثير الفيروسات حالة التهابية قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب أو تفاقمها (أرشيفية)

تحذير طبي... الإصابة بالفيروسات الشتوية قد تسبب مضاعفات في القلب

أبلغ مسؤولو الصحة في أميركا عن «طفرة» في فيروسات الشتاء، وحذّر خبراء الصحة من أن أعراض أمراض القلب تشبه في بعض الأحيان أعراض أمراض الجهاز التنفسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ روبرت كيندي جونيور يتحدث خلال اجتماع في مبنى الكابيتول في واشنطن 9 يناير 2025 (أ.ب)

روبرت كيندي المرشح المثير للجدل لوزارة الصحة الأميركية يخضع للمساءلة بمجلس الشيوخ

يَمْثُل روبرت كيندي أمام مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، حيث ستتم مساءلته بشأن تاريخه في نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، في حين يستعد لتولي منصب وزير الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مواقف حمساوية متضاربة» إزاء مستقبل غزة تُربك جهود الوسطاء

مقاتلو «حماس» خلال عملية تبادل سادسة لرهائن إسرائيليين في خان يونس (أ.ب)
مقاتلو «حماس» خلال عملية تبادل سادسة لرهائن إسرائيليين في خان يونس (أ.ب)
TT

«مواقف حمساوية متضاربة» إزاء مستقبل غزة تُربك جهود الوسطاء

مقاتلو «حماس» خلال عملية تبادل سادسة لرهائن إسرائيليين في خان يونس (أ.ب)
مقاتلو «حماس» خلال عملية تبادل سادسة لرهائن إسرائيليين في خان يونس (أ.ب)

ألقت حالة من الغموض بظلالها على إمكانية صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد صدور إشارات متضاربة عن موقف الحركة من إدارة قطاع غزة.

وتصر إسرائيل والولايات المتحدة وأطراف أوروبية على عدم وجود أي دور مستقبلي لـ«حماس» في قطاع غزة، وهو ما تدعمه أطراف عربية أيضاً، في الوقت الذي يواجه اتفاق وقف إطلاق النار تهديدات إسرائيلية وأميركية مستمرة بعدم الالتزام به أو تنفيذه، مما يلقي بمسؤوليات مضاعفة على عاتق الوسطاء لدعم صمود الهدنة.

والسبت، أفاد مصدر مصري مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بأن هناك «اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة القطاع وإعادة إعماره»، مشيراً إلى أن «(حماس) تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة». حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية.

ولكن بعد التأكيد المصري بساعات قليلة أعلن القيادي في «حماس»، أسامة حمدان، أن «الحركة لن تتنازل عن غزة، ولن تخرج منها تحت أي تفاهمات، ولن تقدم أي تنازلات ثمناً لإعادة الإعمار».

حمدان كان يتحدث في فعالية بالدوحة حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وأكد: «نحن انتصرنا ولم نُهزَم، ولن ندفع ثمن الهزيمة التي مُني بها الاحتلال تحت أي ظرف».

وحسب تعبير حمدان فإن «المُقاوم في غزة، الذي ضحى بنفسه من أجل أرضه، وخسر نصف عائلته أو كلها، لن يقبل بأن تكون (حماس) خارج المشروع الفلسطيني تحت أي ضغط أو تنفيذاً لأي مخطط»، مشدداً على أن «أي أحد يحل محل الاحتلال في غزة، أو أي مدينة في فلسطين، سنتعامل معه بالمقاومة فقط كما نتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أمر منهيٌّ وغير قابل للنقاش».

«شأن فلسطيني»

من جانبه، قال المتحدث باسم «حماس»، عبد اللطيف القانوع، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن موقف الحركة بشأن مستقبل إدارة غزة «أبلغناه» للوسطاء في مصر وقطر بعد التشاور مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وهو يقوم على أمرين: «الأول أن اليوم التالي لوقف الحرب وإدارة المشهد في القطاع هو شأن فلسطيني خالص بتوافق وطني، والآخر أن (حماس) ليست معنية بإدارة غزة، ولكنها معنية بحكومة توافق وطني لا تكون (حماس) جزءاً منها، وإن تعذر فيتم ذلك من خلال تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي التي تم التوافق عليها في القاهرة سابقاً».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت هيئة الاستعلامات المصرية أن ممثلين لحركتي «فتح» و«حماس» وافقوا خلال اجتماع بالقاهرة على اقتراح مصري بإدارة قطاع غزة فيما بعد انتهاء الحرب.

سيدة فلسطينية تبكي بمستشفى بعد مقتل 3 من عناصر الشرطة في خان يونس بقطاع غزة (رويترز)

وينص الاقتراح المصري على تشكل هيئة إدارية لقطاع غزة يطلق عليها اسم «اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة»، تتولى مهمة إدارة الشؤون المدنية وتوفير وتوزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمرته العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ونقلت الهيئة العامة للاستعلامات بمصر عن مصدر أمني مسؤول وقتها أن «(فتح) و(حماس) أبدتا خلال الاجتماع مزيداً من المرونة والإيجابية تجاه إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة».

وحسب المصدر نفسه، «تم الاتفاق على أن تتبع لجنة الإسناد المجتمعي السلطة الفلسطينية وتتضمن شخصيات مستقلة، وتتشكل بمرسوم رئاسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس».

لكن عبد اللطيف القانوع قال «إنه تم التوافق على أسماء أعضاء تلك اللجنة بالفعل، ولكن الرئيس الفلسطيني هو الذي لم يُصدر مرسوماً بتشكيلها لتبدأ عملها».

وطالب القانوع الوسطاء بـ«الضغط على إسرائيل للالتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار وأن تتوقف عن خروقاتها المستمرة له»، مؤكداً التزام «حماس» بـ«تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث وعدم مشاركة الحركة في إدارة قطاع غزة».

إلا أن القانوع في الوقت ذاته شدد على «أن المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي حق لكل الشعب الفلسطيني على كامل التراب الفلسطيني وليس حقاً لـ(حماس) فقط، أما ما تلتزم به الحركة فهو فقط ألا تكون جزءاً من الإدارة».

«لا نية للمشاركة»

في السياق نفسه، قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «حماس بالفعل أبلغت الوسطاء القائمين على عملية المفاوضات بعدم نيتها المشاركة في مشهد إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، وهذا بناءً على طلب إسرائيلي وأميركي وأوروبي بعدم الرغبة في التعامل مع (حماس) مستقبلاً في المشهد».

لكنَّ المصدر المطلع على سير المفاوضات بحكم عضويته في «غرفة عمليات القاهرة» لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار، قال: «إن (حماس) رغم ذلك ستظل هي اللاعب القوي على الأرض في المشهد والمتحكم فيما يحدث في قطاع غزة حتى انتهاء المراحل الثلاث لوقف إطلاق النار وتسليمها جميع الرهائن الإسرائيليين».

جانب من تسليم الرهائن خلال عملية التبادل السادسة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأوضح: «بعد ذلك يمكن الحديث عن حل نهائي في غزة من دون مشاركة (حماس)، وهذا قد يحدث عن طريق مقترح اندماج (حماس) في (منظمة التحرير الفلسطينية) شأنها شأن الفصائل الأخرى، خصوصاً أن الحركة وافقت بالفعل على (لجنة الإسناد المجتمعي)». واستدرك المصدر: «لكنَّ المشكلة التي واجهت هذا المقترح هي اعتراض قيادات في حركة فتح باعتبار أن الحكومة الحالية في فلسطين هي حكومة غير فصائلية، ويمكن إجراء تعديل حكومي وتوسيعها لتشمل قطاع غزة دون الحاجة لكيانات جديدة».

ورداً على التصريحات الحمساوية في مواجهة كل من يريد أن يكون بديلاً للاحتلال الإسرائيلي في غزة، أكد المصدر: «ليس هناك أي حديث عن وجود بدائل أجنبية عربية أو غير عربية في غزة ولا حتى قوات مراقبة، ولكن كل المقترحات عن دور مصري عربي لإعادة الإعمار، وهذا الدور مرحَّب به لأنه سيكون داعماً للشريك الفلسطيني أياً كان».

وختم المصدر بتأكيد أنه «ستظل (حماس) جزءاً من المعادلة بحكم الواقع، ولكن التضارب الحادث في الردود والتصريحات منبعه عدم وضوح الرؤية لدى جميع الأطراف لكيفية التعامل مع هذا الجزء».

«ليس رسمياً»

ويرى رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية العميد خالد عكاشة، أنه لا يوجد تغير رسمي في موقف «حماس» الذي أبلغته للوسطاء بشأن عدم رغبتها في إدارة غزة، وذلك رغم تصريح أحد قيادات الحركة بعدم التنازل عن القطاع.

عكاشة قال لـ«الشرق الأوسط» إن التصريح الذي أدلى به القيادي الحمساوي في الدوحة «تصريح غير مسؤول، لكنه لا يعبّر رسمياً عن (حماس) لأنه لم يصدر في بيان للحركة أو من أحد قياديها المعبّرين عنها رسمياً، وهذا أمر طبيعي في الحركات، حيث لا تكون لديها سيطرة كاملة على جميع أعضائها».

ويعتقد عكاشة أنها قد تكون «مناورة ومراوغة» من الحركة، «هذا في حال أنها هي مَن سمحت له بهذا التصريح» من أجل ممارسة ضغط على إسرائيل مثلما تفعل الأخيرة أيضاً. ومع ذلك أكد الخبير الاستراتيجي أن «إسرائيل رغم علمها علم اليقين بأن هذا التصريح لا يعبّر عن (حماس)، فمن الطبيعي أن تلتقطه وتتذرع به لعرقلة جهود تنفيذ وقف إطلاق النار مما يزيد من إرباك المشهد وجهود الوسطاء».