استخدم فريق بحثي صيني من معهد الميكانيكا بالأكاديمية الصينية للعلوم، عمليات المحاكاة الحسابية للتنبؤ بدقة بأنماط تدفق الهواء وتشتت القطرات في المواقف التي قد ينتشر فيها فيروس «كورونا المستجد»، المسبِّب لمرض «كوفيد – 19».
وتُظهر النتائج المنشورة أول من أمس (الثلاثاء)، في مجلة فيزياء السوائل، أهمية شكل الفضاء في كيفية تحرك القطرات المحملة بالفيروسات عبر الهواء.
وتُستخدم عمليات المحاكاة لتحديد أنماط التدفق خلف فرد يمشي في مساحات مختلفة الشكل، وتكشف النتائج عن وجود مخاطر انتقال أعلى للأطفال في بعض الحالات، مثل انتقال الأشخاص بسرعة في ممر ضيق طويل.
وساعدت التحقيقات السابقة، باستخدام تقنية المحاكاة، العلماء على فهم تأثير الأشياء، مثل الحواجز الزجاجية والنوافذ ومكيفات الهواء والمراحيض، على أنماط تدفق الهواء وانتشار الفيروسات.
وافترضت عمليات المحاكاة السابقة عادة وجود مساحة داخلية كبيرة ومفتوحة، لكنها لم تأخذ في الاعتبار تأثير الجدران المجاورة، مثل تلك التي قد توجد في ممر ضيق.
وعندما يسعل شخص يسير في ممر، فإن أنفاسه تطرد القطرات التي تنتقل حول الجسم وخلفه، مما يكوّن شكلاً دائرياً أشبه بالذي يشكّله القارب في أثناء تنقله في الماء، يسمى «دوامة العطس»، والتي توجد خلف جذع الشخص مباشرةً، أو تتدفق خلفه عند ارتفاع الخصر تقريباً.
وبمجرد تحديد أنماط تدفق الهواء، قام الباحثون بنمذجة تشتت سحابة من القطرات المنبعثة من فم الشخص المحاكي، وتم العثور على نوعين من أوضاع التشتت، ففي أحد الأوضاع، تنفصل سحابة القطرات عن الشخص المتحرك وتطفو بعيداً خلف ذلك الفرد، مما يؤدي إلى تكوين فقاعة عائمة من القطرات المحملة بالفيروسات.
وفي الوضع الآخر، يتم ربط السحابة بظهر الشخص، متخلفة خلفه مثل الذيل في أثناء تحركه عبر الفضاء.
يقول يانغ: «بالنسبة إلى الوضع المنفصل، يكون تركيز القطرات أعلى بكثير من التركيز في الوضع المرفق، وبعد خمس ثوانٍ من السعال يشكّل هذا تحدياً كبيراً في تحديد مسافة اجتماعية آمنة في أماكن مثل ممر ضيق للغاية، حيث يمكن للشخص أن يستنشق قطرات فيروسية حتى لو كان المريض الذي أمامه بعيداً».
ويضيف أن «الخطر سيكون كبيراً بشكل خاص بالنسبة إلى الأطفال، لأنه في كلا الوضعين، تحوم سحابة القطرات على مسافة فوق الأرض تبلغ نحو نصف ارتفاع الشخص المصاب، وبعبارة أخرى، تكون عند مستوى الفم للأطفال».
وبالإضافة إلى تأثير «دوامة العطس» على الأطفال في الممرات الضيقة، يشير الدكتور محمود فوزي، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، إلى دراسة يابانية كانت قد حذرت من تأثيرها على الأطفال الذين يكتفون فقط بارتداء دروع الوجه.
وذهبت الدراسة إلى أنه عندما يعطس أحد قريب من الطفل الذي يرتدي درع الوجه، فإن دوامة العطس يمكنها التقاط الجسيمات المجهرية التي يولّدها العطس، وتنقلها إلى الحواف العلوية والسفلية لدرع الوجه، في غضون 0.5 إلى 1 ثانية بعد بداية العطس، وإذا تزامن وقت الوصول مع الاستنشاق، فإن مرتدي الدرع سوف يستنشق القطرات.
يقول فوزي لـ«الشرق الأوسط»: «نتائج الدراستين هي تأكيد لأهمية ارتداء الكمامة في الأماكن الداخلية والخارجية، حيث لا يمكن الحفاظ على التباعد الاجتماعي بمسافة لا تقل عن متر واحد».
«دوامة العطس»... خطر «كورونا» الأكبر في الممرات الضيقة
دراسة صينية تحذر من تأثيرها على الأطفال
«دوامة العطس»... خطر «كورونا» الأكبر في الممرات الضيقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة