«القاهرة السينمائي» يحتفي بمئوية فيلليني

عبر معرض فوتوغرافي لكواليس أفلامه وأعمال وثائقية عن حياته

لقطة من فيلم للمخرج الإيطالي الراحل
فيدريكو فيلليني
لقطة من فيلم للمخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيلليني
TT

«القاهرة السينمائي» يحتفي بمئوية فيلليني

لقطة من فيلم للمخرج الإيطالي الراحل
فيدريكو فيلليني
لقطة من فيلم للمخرج الإيطالي الراحل فيدريكو فيلليني

يحتفي مهرجان القاهرة السينمائي، خلال دورته الـ42، (2 - 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بذكرى مئوية ميلاد المخرج الإيطالي الكبير فيدريكو فيلليني، (20 يناير (كانون الثاني) 1920 - 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1993) أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما العالمية، حيث يعرض في إطار تكريمه نسخاً مرممة حديثاً لأربعة من أهم أفلامه، بجانب عرض الفيلم الوثائقي «أرواح فيلليني»، وهو إنتاج إيطالي فرنسي بلجيكي مشترك، كما أصدر المهرجان كتاباً بعنوان «فيدريكو فيلليني... سينما السحر والأحلام» للناقد أمير العمري الذي قدم خلاله رؤية نقدية شاملة لرحلة المخرج الإيطالي الكبير على شاشة السينما.
وبالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي، نظم مهرجان القاهرة السينمائي معرضاً خاصاً في قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية، تضمن صوراً من كواليس أفلامه التي التقطتها كاميرا المصور الإيطالي الراحل ميمو كاتارنيتش، وافتتح المعرض محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، وديفيد سكالماني مدير المركز الثقافي الإيطالي والمستشار الثقافي للسفارة الإيطالية في القاهرة، وأندرو محسن المنسق الفني للمهرجان، وضم المعرض صوراً أثناء تصوير أفلامه، تارة وهو يوجّه الممثلين الذين شاركوا في أفلامه، وتارة أخرى وهو يتحدث مع مساعديه، بالإضافة إلى لقطات أخرى تعبر عن اندماجه خلال التصوير، أغلبها بالأبيض والأسود.
وأعرب ديفيد سكالماني عن سعادته وفخره بهذا الاحتفاء الكبير بمئوية فيلليني في مهرجان القاهرة السينمائي وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نستطع في إيطاليا أن نفعل ذلك بسبب ظروف الإغلاق لدور السينما التي فرضتها جائحة كورونا، كما أنّ سعادتي كبيرة باهتمام الجمهور المصري به ومعرفتهم بأفلام المخرج الإيطالي الكبير الذي يعد أيقونة كلاسيكية، وأشعر بفرحة أنّ هناك أجيالاً جديدة تستطيع أن تشاهد النسخ المرممة من أشهر أفلامه التي يعرضها المهرجان».
وافتتح مهرجان القاهرة السينمائي دورته الجديدة قبل عدة أيام بفيلم «الأب»، الذي نال إعجاب الجمهور والفنانين المصريين، كما كُرّم السيناريست الكبير وحيد حامد والفنانة منى زكي في حفل الافتتاح.
وقال الناقد أندرو محسن لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اهتمام المهرجان بهذا الحدث الفني يأتي من المكانة التي حظي بها فيلليني في السينما الإيطالية والعالمية»، مشيراً إلى أنّ «المهرجان حرص على تنظيم هذا المعرض الفريد بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي الذي أمد المهرجان بهذه الصور النادرة، للمصور الإيطالي ميمو كاتارنيتش الذي لازم فيلليني خلال تصوير أفلامه لسنوات عديدة، وتعكس الصور جانباً من شخصية المخرج الكبير وأسلوبه الساحر». كما عرض المهرجان مساء أول من أمس، الفيلم الوثائقي الطويل «أرواح فيلليني» من إنتاج 2020. وإخراج إنسليما ديل أوليو، التي عملت مساعد مخرج مع فيللني، واعتمدت في فيلمها على مقاطع من لقاءات سابقة له، ومقابلات سجلتها مع عدد من أبطال أفلامه ونقاد إيطاليين كشفوا كثيراً من أسلوبه المميز في صناعة الأفلام، واستهلت المخرجة الفيلم بمشهد لجنازة المخرج الراحل، وتناولت الجانب الروحاني الذي كان يتمتع به وانعكس على أفلامه وفي لقطة معه يقول: «لا أحبّ التحدث عن النوايا ولا أحب التحدث عن فيلم قبل عمله، وأجد ذلك محرجاً، فأنا لا أعرف مسبقاً كيف أبدأ رحلتي مع الفيلم، والأمر يرتبط بمدى الإلهام اللحظي، ورغم أنّ الرحلة تعدّ فكرة رئيسية في أفلام فيلليني، وكما يشير بعض المتحدثين بالفيلم أنّه كان مفتوناً بالمحطات ومشاهد القطارات، فإن السفر كان يصيبه بالقلق، وكما يقول هو عن نفسه في حوار بالفيلم «أنا عادة مسافر متردد، الرحلات تسبب الندم لي وتصيبني بالإحباط».
ومن بين 24 فيلماً أخرجها فيلليني على مدى نحو نصف قرن يعرض له المهرجان أربعة من أهم أفلامه، توضح تطور أسلوبه الفني، وهي «ليالي كابيريا» 1957 بطولة زوجته جيوليتا ماسينا وفرنسوا بيير.
وفيلم «الحياة حلوة» 1960، بطولة مارسيلو ماستروياني، وأنيتا أيكبرج، الذي يتعرض لصحافي إيطالي يقترن بالنساء الجميلات اللاتي يكتب عنهن في إحدى مجلات المشاهير؛ فيما يعكس فيلمه «ثمانية ونصف» 1963. جانباً من حياته من خلال بطله النجم الإيطالي مارسيللو ماستروياني الذي يجسد شخصية مخرج سينمائى يحاول الاسترخاء بعد نجاح كبير لآخر أفلامه، لكنّه لا ينعم بلحظة هدوء لمطاردة صناع الأفلام له لعمل المزيد، بيد أنّه يجد نفسه غير قادر على التوصل لفكرة جديدة ويبدأ في استعادة ماضيه وتذكر الأحداث الكبرى في حياته، والنساء اللاتي أحبهن وتركهن، بجانب فيلم «أرواح جولييت» 1965 الذي لعبت بطولته أيضا زوجته جوليتا ماسينا.
ويري الناقد السينمائي أمير العمري أنّ المخرج فيدريكو فيلليني نجح في خلق أسلوب خلاب وساحر في أفلامه يعتمد على التداعي الحُر، وعلى استدعاء ذكريات الماضي ليربطها بالحاضر، مستنداً إلى أرضية قوية من التحليل النفسي.


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.