الحوثيون يحاربون الأفراح بدعوى «تأخير النصر الإلهي»

اقتحموا 85 حفل زواج وتخرج خلال 6 أشهر لإسكاتها

TT

الحوثيون يحاربون الأفراح بدعوى «تأخير النصر الإلهي»

أفادت مصادر يمنية في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية عادت من جديد لاستهداف حفلات الزواج والتخرج في مناطق سيطرتها، ضمن سعيها المستمر لتقييد الحريات ومنع الغناء وفرض تعاليم متشددة تنفيذاً منها لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي.
وقالت المصادر إن انتهاكات الميليشيات الأخيرة شملت التدخل السافر بطبيعة ملابس النساء وطالبات الجامعات، وتحديد أنواع قصات الشعر للشباب، وفرض مزيد من الإتاوات على محال بيع الملابس وملاك المطاعم والمقاهي، واقتحام قاعات الأعراس والحفلات بقوة السلاح لمنع الأغاني والأناشيد الوطنية بذريعة أنها «تسببت في تأخر النصر الإلهي»، بحسب مزاعم الجماعة.
وفي هذا السياق، أكد مصدر محلي في صنعاء أن مجاميع حوثية مسلحة اقتحمت قبل أيام قاعة للأفراح في شارع المطار (شمال العاصمة)، وباشرت بإطلاق الرصاص العشوائي على الموجودين فيها، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 3 آخرين، بينهم العريس، بجروح متفاوتة.
وبحسب المصدر، فقد بررت الجماعة حينها عبر وسائل إعلامها عملية اقتحام ميليشياتها المسلحة لقاعة العرس بأن القائمين على الحفل رفضوا وقف الغناء.
وشهد عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة في أوقات سابقة إلغاء فعاليات عدد كبير من حفلات الزفاف والتخرج، مع اعتقال عشرات المدنيين، بحسب مصادر حقوقية.
وعلى صعيد تضييق الجماعة الخناق على اليمنيين في الأعراس والحفلات، رصدت معلومات وتقارير محلية أولية قيام مسلحي الجماعة خلال النصف الأول من العام الحالي بمهاجمة أكثر من 85 عرساً وحفل تخرج في 5 مدن واقعة تحت سيطرتها، تحت مزاعم منع الغناء ومكبرات الصوت.
وكشفت المصادر أن مسلحي الجماعة اعتقلوا خلال تلك الفترة ما يزيد على 220 شخصاً من أهالي العرسان وفنانين وطلبة كانوا يحتفلون بمناسبة تخرجهم.
وتصدرت محافظة حجة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين قائمة المدن التي طالتها حملات الإرهاب والتطرف الحوثية بواقع 28 عملية اقتحام خلال تلك الفترة، تلتها العاصمة صنعاء في المرتبة الثانية بواقع 23 حادث اقتحام، ثم محافظة إب بـ19 عملية اقتحام، ثم محافظة ذمار بواقع 15 عملية.
وفي وقت تتزايد فيه مخاوف اليمنيين من خطورة الأفكار الحوثية المتشددة وممارسات الجماعة المتطرفة، يخشى السكان من أن تقود تلك الانتهاكات إلى تحويل اليمن إلى سجن تمارس فيه الجماعة تطبيق أفكارها، على غرار ما تصنعه التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة».
وفي غضون ذلك، شكا بعض الأهالي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» من استمرار ارتكاب الجماعة للانتهاكات المقيدة لحرياتهم. وقال أحدهم إن «الانقلابيين بأفعالهم وجرائمهم لا يختلفون كثيراً عما تقوم به تلك التيارات الإرهابية المتطرفة، وعلى وجه التحديد (داعش) و(القاعدة) و(أنصار الشريعة)».
وكانت الجماعة المسنودة من إيران أصدرت مطلع العام الحالي حزمة من القرارات قضت بمنع الغناء واستخدام الآلات الموسيقية في أثناء إحياء حفلات الأعراس بعدد من مدن ومناطق سيطرتها.
وقبلها بأشهر قليلة، أصدرت الجماعة تعميماً للمدارس الحكومية والأهلية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها بمنع الغناء والفرق الموسيقية والاستعراضية في أثناء الاحتفالات المدرسية.
وأظهرت حينها وثيقة حوثية شروط إقامة الحفلات المدرسية، ومن بينها فصل البنين عن البنات في حفلات التخرج، بعيداً عن الفرق الموسيقية الغنائية والاستعراضية الراقصة، وإظهار الفقرات التي تمجد زعيم الجماعة وسلالته، ولبس الزي الشعبي، وتجنب الفقرات ذات الأصل الغربي.
وعلى مدى الأعوام الماضية من عمر الانقلاب، شنت الميليشيات المئات من حملات الاقتحام والمداهمة للمقاهي والمطاعم والمتنزهات السياحية، إلى جانب حملات أخرى مماثلة لطمس صور الفتيات من على اللوحات الدعائية التي تتصدر واجهات محلات مستلزمات النساء في شوارع العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى.
وأصدرت الجماعة قبل أيام، في سياق استهدافها المنظم لتقاليد وعادات المجتمع اليمني، قراراً يحدد نوعية ملابس الطالبات في الجامعات، ويحظر استخدام العطور والبخور عليهن، كما سبق أن أصدرت تعميماً مماثلاً يلزم طلاب كلية المجتمع بصنعاء بشكل محدد لـ«قصات الشعر المقبولة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.