التوقيع على أكبر اتفاقية تجارية في العالم اليوم

تغطي 2.2 مليار شخص و29% من الناتج الاقتصادي العالمي

رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك
رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك
TT

التوقيع على أكبر اتفاقية تجارية في العالم اليوم

رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك
رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك

قال رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك إنه من المقرر أن توقع دول آسيا والمحيط الهادي اليوم الأحد، على أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم في قمة افتراضية تستضيفها هانوي.
وأوضح فوك للقادة الإقليميين ورجال الأعمال في اجتماع لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (الآسيان) السبت أن «توقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة غدا هو إجراء ملموس يُظهر التصميم على التعاون والاندماج في المنطقة».
وتغطي الاتفاقية المسماة «الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة» 2.‏2 مليار شخص و29 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. ومن المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاقية، التي تم التفاوض عليها منذ عام 2013، خلال حفل عبر الإنترنت اليوم الأحد في قمة الآسيان السابعة والثلاثين في هانوي.
وستضم أكبر اتفاقية تجارية في العالم الدول العشر الأعضاء في الآسيان، وهي فيتنام وتايلاند والفلبين ولاوس وكمبوديا وميانمار وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وبروناي، إلى جانب أستراليا والصين واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية التي تعرف بأنها دول شريكة للآسيان.
وبمجرد دخولها حيز التنفيذ، ستخفض الاتفاقية الرسوم الجمركية وتضع قواعد للتجارة المشتركة وتسهيل شبكات الإمداد. وستغطي الاتفاقية التجارية كل شيء من التجارة والخدمات والاستثمار والتجارة الإلكترونية والاتصالات وحقوق النشر.
والاتفاقية التي تضم 15 دولة في آسيا والمحيط الهادي، تدعمها الصين. ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق الذي تعود فكرته إلى 2012 يشكل ردا صينيا على مبادرة أميركية تم التخلي عنها الآن. وهو يشمل عشرة اقتصادات في جنوب شرقي آسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا.
وقال وزير التجارة الماليزي محمد عزمين علي قبل بدء هذه القمة التي تعقد بشكل افتراضي بسبب انتشار وباء كوفيد - 19 «بعد ثماني سنوات من المفاوضات والدماء والبكاء وصلنا أخيرا إلى لحظة إبرام اتفاقية +الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة+ الأحد».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفيتنامي نغوين شوان فوك في تصريحات تمهيدية قبل القمة أن الاتفاق سيوقع خلال الأسبوع الحالي. وكان يفترض أن تنضم الهند أيضا إلى هذا الاتفاق التجاري غير المسبوق، لكنها قررت العام الماضي الانسحاب منها خوفا من غزو المنتجات الصينية الرخيصة الثمن لأسواقها. ومع ذلك لدى نيودلهي خيار الانضمام إلى هذه الاتفاقية لاحقا.
وقال راجيف بيسواس كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في مجموعة «آي اتش إس ماركيتس» إن الاتفاقية الجديدة التي يمثل أعضاؤها 30 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ستشكل «خطوة رئيسية لتحرير التجارة والاستثمار» في المنطقة.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في أجواء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انتشار وباء كوفيد - 19 في الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرقي آسيا.
ويرى المحللون في هذا الاتفاق التجاري وسيلة للصين لتوسيع نفوذها في المنطقة وتحديد قواعدها، بعد سنوات من السلبية من جانب الولايات المتحدة خلال رئاسة دونالد ترمب.
ومع ذلك، يمكن أن يكون الرئيس المنتخب جو بايدن أكثر التزاما في المنطقة مثل الرئيس السابق باراك أوباما، على حد قول القاضي ألكسندر كابري الخبير في العلاقات التجارية في كلية إدارة الأعمال في جامعة سنغافورة الوطنية.
من جانبه، دعا رئيس إندونيسيا، جوكو ويدودو رابطة دول جنوب شرقي آسيا «آسيان» إلى تعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي، بالإضافة إلى التغلب على العقبات وتبسيط قواعد التجارة الإلكترونية.
وأضاف رئيس إندونيسيا أن الاقتصاد الرقمي يتعين أن يكون القوة الرئيسية لاقتصاد المنطقة، لا سيما لمساعدة الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر للوصول إلى السوق العالمية. وأضاف أن الاقتصاد الرقمي للآسيان لديه إمكانية لأن يصل حجمه إلى 200 مليار دولار في عام 2025، منها 133 مليار دولار ستأتي من إندونيسيا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».