مسلسل مصري يسلّط الضوء على معاناة مرضى البهاق

نقاد أشادوا بنجاحه في معالجة تنمر المجتمع ضدهم

بوستر «لازم أعيش»  -  بطلة المسلسل جميلة عوض (صفحة الشركة المنتجة للعمل على «فيسبوك»)
بوستر «لازم أعيش» - بطلة المسلسل جميلة عوض (صفحة الشركة المنتجة للعمل على «فيسبوك»)
TT

مسلسل مصري يسلّط الضوء على معاناة مرضى البهاق

بوستر «لازم أعيش»  -  بطلة المسلسل جميلة عوض (صفحة الشركة المنتجة للعمل على «فيسبوك»)
بوستر «لازم أعيش» - بطلة المسلسل جميلة عوض (صفحة الشركة المنتجة للعمل على «فيسبوك»)

نجحت حكاية «لازم أعيش» ضمن أحداث المسلسل المصري «إلا أنا» والمكونة من 10 حلقات، في جذب انتباه الجمهور بعد تسليطها الضوء على معاناة مرضى البهاق في مصر وتعرضهم لوصمة مجتمعية وتنمر البعض عليهم. ووفق نقاد مصريين، فإن مؤلفة «لازم أعيش» نجلاء الحديني، نجحت في توصيل أزمة بطلته بشكل صريح وقوي التي تعبّر عن معاناة كثيرين من المصابين بـ«البهاق».
تدور أحداث العمل عن «نور» التي تجسدها الممثلة الشابة جميلة عوض، وهي فتاة أُصيبت في صغرها بمرض البهاق، وهو نوع من الأمراض المناعية غير المُعدية يتسبب في إصابة صاحبه بتصبغات وبقع جلدية يستحيل معها توحيد لون البشرة، وبسبب هذا المرض تعاني نور في صغرها من تنمر زميلاتها عليها في المدرسة، ولا تجد والدتها أي حل سوى وضع مساحيق التجميل على وجهها ويديها لتخفي آثار البقع، ولكن تبدأ المشكلة في التفاقم بسبب إخفائها الخبر عن خطيبها الذي يتركها عند معرفته بمرضها وتقرر بعدها الخضوع للعلاج.
ويشارك في بطولة هذه الحكاية نجلاء بدر وباسم مغنية وسلوى محمد علي وأحمد خالد صالح ومن تأليف نجلاء الحديني وإخراج مريم أحمدي.
الفنانة سلوى محمد علي، التي جسّدت شخصية والدة خطيب البطلة والمتسببة في معرفة نجلها بإصابة خطيبته بهذا المرض، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العمل نجح بقوة في كسب تعاطف الجمهور قبل إعجابهم، لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها أنه لا يوجد منّا مَن لم يتعرض للتنمر في حياته لأسباب خارجة عن إرادته، فما بالك لو كان التنمر على مرض لم يختر صاحبه الإصابة به! لذلك شعر المتفرجون بالتعاطف تجاه (نور) وبرغبة في معرفة ما الذي سيحدث لها في مستقبلها وكيف ستواجه قسوة المجتمع، وكان ذلك كفيلاً بنجاح العمل».
وتضيف أن «الدراما المصرية لم يسبق لها التعرض أبداً لأزمة مرضى البهاق والمشكلات النفسية والاجتماعية التي يتعرضون لها في حياتهم»، مؤكدة أن «حلقات المسلسل العشر جعلت أحداثه مركّزة وإيقاعه سريعاً، ما جعل المشاهد مهتماً بمعرفة باقي الأحداث التي تبتعد عن المط والتطويل».
ورغم أن الدراما المصرية لم تناقش قضية مرضى البهاق من قبل، فإنها قدمت أعمالاً عن أمراض أخرى على غرار السرطان عبر مسلسل «حلاوة الدنيا» عام 2019 الذي قامت ببطولته هند صبري وظافر العابدين، ومسلسلات أخرى ناقشت خطورة المرض النفسي ومعاناة أصحابه ومنها «حكاية حياة» عام 2013 بطولة غادة عبد الرازق، و«علامة استفهام» بطولة محمد رجب عام 2019، و«سقوط حر» بطولة نيللي كريم عام 2016.
وتُرجع الناقدة ماجدة موريس، سبب تفاعل الجمهور مع حكاية «لازم أعيش» إلى نجاح المؤلفة في اللعب على وتر السلوك الاجتماعي تجاه المريض الذي ليست له حيلة فيه، وتنمر المجتمع وتغير مفاهيمه وسلوكياته التي أصبحت فئات كثيرة تشتكي من قسوتها، مؤكدة أن «مؤلفة العمل تعمدت معالجة أزمة تنمر المجتمع على كثير من الفئات وليس التعرض بالتحديد لأزمة مرضى البهاق».
وقد أُصيب بالبهاق عدد من المشاهير في مصر، في مقدمتهم المطرب المصري رامي جمال الذي وجد دعماً قوياً من زملائه الفنانين، بالإضافة إلى خبيرة التجميل لوجينا صلاح، وعارض الأزياء محمد حسن، ومن المشاهير العالميين ستيف مارتن ومايكل جاكسون وجون هام وعارضة الأزياء ويني هارلو، وغيرهم.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.