مشكلات تأخر النشوة وفقدانها

قد تحدث أثراً عميقاً على حياة الرجل

مشكلات تأخر النشوة وفقدانها
TT

مشكلات تأخر النشوة وفقدانها

مشكلات تأخر النشوة وفقدانها


غالباً ما لا يتحدث الرجال عن النشوة الجنسية المتأخرة، أو الغائبة. ومع ذلك، يمكن أن يكون لمثل هذه المشكلات أن تحدث أثرا عميقا على حياتهم الجنسية.
- مشاكل جنسية
ما يزال ضعف الانتصاب المشكلة الرئيسية المرتبطة بالجنس بين الرجال الأكبر سناً. ومع هذا، يمكن أن تظهر مشكلتان أخريان مع تقدم العمر: عدم القدرة على تحقيق النشوة الجنسية أثناء ممارسة الجنس، وتأخر النشوة، بمعنى استغراق وقت أطول عن المعتاد للوصول إلى النشوة الجنسية والقذف برغم توافر الحافز المناسب. ويمكن للرجال المرور بواحدة من هاتين المشكلتين أو كلتيهما.
ومع أن هذه الحالات يمكن أن تخلق ضغوطاً عصبية على عاتق كل من طرفي العلاقة، فإنها لا ينبغي أن تشكل بالضرورة عائقاً أمام الاستمتاع بحياة جنسية صحية ونشطة.
في هذا الصدد، أوضح طبيب المسالك البولية د. مايكل أوليري، مدير صحة الرجال في بريغهام آند ويمينز هوسبيتال التابع لجامعة هارفارد: «نشوة الجماع ممتعة وتخلق لدى المرء شعورا بالرضا، لكن غالباً ما يمكن الشعور بالرضا الجنسي من دونها. وحال اتباع التوجه الصائب، فإن مثل هذه الحالات لن تترك سوى أثر قليل، أو ربما لا تترك أثرا على الإطلاق، على قدرة المرء على الاستمتاع بالعلاقة الحميمة».
- حالتان متشابهتان
حتى مع «فقدان هزة الجماع» anorgasmia، يمكنك إنجاز الانتصاب والاستمتاع بالتحفيز من الجماع رغم أنك لا تستطيع الوصول إلى النشوة الجنسية.
وقد وضعت بعض الأبحاث تعريفاً للنشوة المتأخرة باعتبارها استغراق المرء أكثر عن 30 دقيقة للوصول للنشوة الجنسية والقذف، رغم أن الوقت قد يختلف من شخص لآخر. ويمكن لبعض الرجال الذين يعانون من تأخر النشوة أن يشعروا بها ولكن دونما قذف.
بوجه عام، من غير المعروف مدى شيوع هذه الحالات، ذلك أن الرجال غالباً ما يترددون إزاء مناقشتها مع الطبيب، أو الشريك. كما أنه ليس من الواضح سبب تزايد حدوثها مع تقدم العمر.
ومع ذلك، أشار تقرير نشر في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 من دورية «فيرتيليتي آند ستريليتي» إلى مجموعة من العوامل المحتملة، مثل حدوث تغيرات في مستوى حساسية القضيب، وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، والآثار الجانبية للأدوية وعدم ممارسة الرياضة.
ويمكن أن تحدث مثل هذه الحالات عندما يدخل الرجل في علاقة جديدة. على سبيل المثال، قد يشعر الرجل بضغط تجاه الحاجة لإرضاء شريكته الجديدة. وإذا لم يكن نشطاً جنسياً لفترة من الوقت، فقد يعاني من القلق تجاه مستوى أدائه. إضافة لذلك، قد يشعر الرجال بضغط للوصول إلى الذروة خلال فترة زمنية محددة، ما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
- العلاج والخيارات
قبل الإسراع نحو طبيبك للحصول على المساعدة في أي من هذه الحالات، يقترح د. أوليري أن تلقي أولاً نظرة على الصورة الأكبر وكيفية تأثيرها على مجمل حياتك الجنسية.
وأعرب عن اعتقاده بأنه: «من الطبيعي أن ترغب في الحفاظ على النشاط الجنسي الذي اعتدته خلال الشباب، ولكن على الرجال أن يدركوا أن أجسامهم تتغير مع تقدم العمر. في بعض الأحيان، هذا يعني حياتك الجنسية أيضاً».
وأضاف: «حتى لو لم تكن تمر دائماً بهزة الجماع، فلا يزال بإمكانك أنت وشريكتك الاستمتاع بالعلاقة الحميمة التي تصاحب أي لقاء جنسي».
إلا أنه إذا كانت مشكلة النشوة الجنسية تؤثر على حياتك الجنسية، فقد تساعدك بعض الاستراتيجيات. فيما يلي بعض الخيارات لمناقشتها مع طبيبك.
> العلاج الجنسي: يمكن أن ينجح العلاج على يد خبير بمجال الصحة الجنسية في تناول العوامل المسببة لمشكلة النشوة الجنسية، خاصةً إذا كانت مرتبطة بمسألة الدخول في علاقة جديدة أو مشكلة نفسية أخرى. في هذا الصدد، أشار د. أوليري إلى أنه: «في كثير من الأحيان، لا تكون هذه مشكلة جسدية، وإنما ناشئة عن الصلة القائمة بين المخ والجسم».
> التستوستيرون: نظراً لأن كلا من فقدان النشوة الجنسية وتأخرها يمكن أن يكونا مرتبطين بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، يمكن أن يكشف اختبار بسيط للدم ما إذا كنت ستستفيد من تناول مكملات لهذا الهرمون.
> العقاقير: لا توجد أدوية حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج فقدان النشوة الجنسية أو تأخرها، فإن هناك دواء يطلق عليه «كابرغولين cabergoline» (دوستينيكس Dostinex)، نجح في جذب الأنظار عليه. ترتبط النشوة الجنسية بارتفاع هرمون البرولاكتين prolactin الذي تفرزه الغدة النخامية في الدماغ. إذا كانت مستويات البرولاكتين في الدم مرتفعة دائماً، فلن يحدث ارتفاع في الهرمون. وعليه، يعمل «كابرفولين» على خفض مستويات الهرمون للسماح بحدوث الارتفاع المصاحب عادة للنشوة الجنسية.
وخلصت دراسة نشرت في عدد مارس (آذار) 2016 من دورية «سكشوال ميديسين» أن مشكلات النشوة الجنسية لدى الرجال قد تحسنت بعد تناول 0.5 مليغرام من «كابرغولين» مرتين أسبوعياً لمدة 10 أشهر تقريباً. وأفاد قرابة نصف أفراد المجموعة التي جرت عليها الدراسة أن هزات الجماع عادت إلى طبيعتها.
يذكر أن هذا الدواء يفترض أنه آمن، وإن كانت تأثيراته على المدى الطويل ما تزال غير معروفة. ويمكنك استشارة طبيبك بخصوص ما إذا كان هذا العقار يمكن أن يكون خياراً.
قد تتسبب بعض مضادات الاكتئاب، خاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية مثل فلوكستين (بروزاك) وسيرترالين (زولوفت)، في حدوث فقدان النشوة أو تأخيرها. في الواقع، يصف الأطباء أحياناً هذه الأدوية للرجال الذين يعانون من مشكلة معاكسة: سرعة القذف. إذا كنت تتناول مضاداً للاكتئاب، فتحدث مع طبيبك حول خفض جرعتك أو التحول إلى دواء آخر.
> تغيير الأوضاع الجنسية: قد يؤدي تعديل الأوضاع الجنسية أو ممارسات المداعبة مع شريكتك إلى زيادة الإثارة والمساعدة في تحقيق هزات الجماع، وفقاً لإرشادات جمعية المسالك البولية الأميركية.
> التحفيز الاهتزازي للقضيب: يجري وضع هذا الجهاز الشبيه بالصدفة حول القضيب ويهتز لتحفيز الأعصاب في قاعدة القضيب. وعادة ما يجري استخدامه قبل ممارسة الجنس ويمكن دمجه أثناء المداعبة.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يمر أحد الركاب أمام لافتة تحذر من مرض «جدري القرود» في مطار سوكارنو هاتا الدولي بتانجيرانغ في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسف» تطرح مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة»

طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة» للدول المتضررة من الأزمات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
TT

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

إذا كنت تعاني من التهاب في الحلق والزكام، فهل يعني هذا أنه يجب عليك إجراء اختبار «كوفيد-19»؟ على مر السنوات الماضية، تحول «كوفيد-19» من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً.

وعلى الرغم من أن «كوفيد-19» لا يزال «مميتاً» ويتسبب في أعراض طويلة الأمد لبعض الأشخاص، فإن معظم الناس يتعافون منه دون مضاعفات. وفي هذه المرحلة، ينظر الكثيرون إلى الفيروس على أنه مشابه للإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ونظراً لهذا التحول في التفكير، فمن المفهوم أن نتساءل عما إذا كان يجب علينا إجراء مسحة فيروس «كورونا» في كل مرة نشعر فيها بالمرض، أو أنه بإمكاننا افتراض إصابتنا بـ«كوفيد-19» دون إجراء الاختبار والمضي قدماً في حياتنا، وما الذي يوصي به أطباء الأمراض المعدية؟

أعراض كوفيد التي يجب التنبّه لها

قبل أن نتعمق في التوصيات المتعلقة بالاختبار، من المهم أن نكون على دراية بالأعراض التي يجب الانتباه لها في البداية. ويقول ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية والأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت الأميركية، لمجلة «هيلث»: «إنها حقاً أعراض تشبه نزلات البرد... لكن معظم نزلات البرد لا تسبب لك حمى، أما كوفيد فيسبب الحمى».

بدوره، يقول توماس روسو، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية بجامعة بافالو في نيويورك: «مع السلالات المنتشرة الحالية، فإن التهاب الحلق شائع جداً، إلى جانب احتقان الجيوب الأنفية، كما سيصاب بعض الأشخاص بالسعال».

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، تشمل أعراض كوفيد الشائعة الأخرى ما يلي: فقدان حاسة التذوق أو الشم، الإرهاق وآلام العضلات أو الجسم، الصداع، الغثيان أو القيء، الإسهال، وقد يعاني الأشخاص الذين يصابون بحالات أكثر شدة من أعراض مثل صعوبة التنفس أو الألم المستمر أو الارتباك أو صعوبة البقاء مستيقظاً.

هل لا يزال الاختبار أمراً يوصى به؟

أصبح موقف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن الاختبار أكثر ليونة مما كان عليه في السابق، وفقاً لموقع «هيلث». وفي حين حثت الهيئة ذات يوم بإلزامية إجراء الاختبار، فإنها توصي الآن بإجراء الاختبار «للمساعدة في معرفة ما إذا كنت مصاباً بكوفيد أم لا حتى تتمكن من تحديد ما يجب عليك فعله بعد ذلك، مثل الحصول على العلاج لتقليل خطر الإصابة بنسخة أشد من الفيروس» دون إشارة لإلزامية إجراء الاختبار.

وكان الأطباء الذين تحدث إليهم موقع «هيلث» منقسمين حول هذا الموضوع. فبينما يذهب شافنر لعدم إلزامية إجراء الاختبار، يوصي روسو عموماً بأن يختبر الناس أنفسهم «لمعرفة ما يتعاملون معه»، ويقول: «لا يزال كوفيد أكثر فتكاً من الإنفلونزا».

من يجب أن يخضع لاختبار كوفيد؟

يرى شافنر أن بعض الأشخاص، على وجه الخصوص، يجب أن يخضعوا للاختبار إذا ظهرت عليهم أعراض كوفيد، ​​ويشمل ذلك الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن، وأولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الربو والسكري والسمنة والحمل.

ويوصي الأشخاص الذين يتعاملون مع الأفراد المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين يعملون أو يعيشون مع كبار السن أو الأشخاص الذين لديهم أحباء مصابون بالسرطان، بأن يختبروا أنفسهم أيضاً إذا ظهرت عليهم أعراض.