توقيف ابن قاضٍ مصري لتنمّره على أفراد شرطة

وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق يكرم أمين الشرطة المعني بالواقعة
وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق يكرم أمين الشرطة المعني بالواقعة
TT

توقيف ابن قاضٍ مصري لتنمّره على أفراد شرطة

وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق يكرم أمين الشرطة المعني بالواقعة
وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق يكرم أمين الشرطة المعني بالواقعة

جددت واقعة تنمر صبيّ على أمين شرطة في القاهرة، غضب جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، وذلك بعد مرور نحو شهرين على واقعة تنمر رئيسة نيابة في هيئة النيابة الإدارية على ضابط شرطة، التي حظيت باهتمام المصريين لمدة أسبوع، حتى أسدل الستار عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد قرار المجلس الأعلى للنيابة الإدارية، إحالة رئيسة النيابة للمعاش، ما عدّه البعض انتصاراً لتأثير «السوشيال ميديا».
ورغم مرور نحو أسبوع على واقعة «طفل المرور»، فإن نشر مقطع فيديو لها على تطبيق «تيك توك» وموقع «فيسبوك» فجر غضب جمهور «السوشيال ميديا» ضد الطفل بطل الفيديو وهو ابن قاض مصري.
وبعدما تم الإفراج عن الطفل، أمس الأحد، بعد تعهد والده بالمحافظة عليه، وحسن رعايته، وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك، وتغريم صاحب السيارة 10 آلاف جنيه، تم توقيفه اليوم مع ثلاثة من زملائه بعد نشر فيديوهات جديدة تؤكد تورطه في وقائع تنمر مشابهة بمناطق أخرى.
ويظهر في الفيديو الشرطي وهو يسأل الطفل عن تراخيص السيارة والقيادة، لكنه فوجئ بتعدي الطفل ومَن معه عليه بالقول وتوعدهم له بالإيذاء، حسب أقوال أمين الشرطة أمام النيابة، مضيفاً أن «الطفل قال له لا تضع يدك عليّ، وأين كمامتك، قبل أن يطالبه الشرطي بترك السيارة بعدما تبين أنه لا يمتلك رخصة قيادة، لكن الطفل نهره ثم تحرك».
وكرّم اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، اليوم الاثنين، أمين الشرطة من قوة الإدارة العامة لمرور القاهرة، تقديراً لـ«تعامله الرشيد خلال تأديته لواجبه الوظيفي أثناء استيقافه إحدى السيارات»، التي كان يقودها حدث أساء إلى شخصه عند طالبه بإبراز تراخيص السيارة، والتزامه بسلوك الطرق القانونية في التعامل مع هذا التجاوز.
وأكد الوزير، في بيان صحافي، اليوم، التزام رجال الشرطة بتطبيق القانون بكل حسم، مع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، رغم التحديات والأخطار التي يتعرضون لها في المواقف المختلفة، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى حد التجاوز الشخصي من بعض المخالفين.
كانت النيابة العامة قد قررت إخلاء سبيل مالك السيارة بعد تسديده ضماناً مالياً مقداره 10 آلاف جنيه (635.5 دولار) قبل أن توقفه مجدداً على ذمة التحقيقات، التي طلبت فيها النيابة العامة تحريات الشرطة حول المقطع المتداول موضوع التحقيق.
وحسب التحقيقات، اتضح أن الصبي (13 عاماً) هو نجل أحد القضاة (مستشار)، وكان يقود السيارة بصحبة زملاء له، وقام أحدهم بتصوير الواقعة.
وأعرب عدد كبير من الإعلاميين المصريين والكتاب والفنانين والصحافيين عن استيائهم من سلوك الطفل، ووصفوه بـ«المتهور» و«المتدلع»، وطالب الإعلامي عمرو أديب بضم الطفل إلى «معسكر يضبط سلوكه». بينما قال الإعلامي محمد علي خير «هذا تلميذ في الإعدادية ويفعل ذلك... أنا أخشى على الناس من الذين نسميهم ولاد ناس».
وطالب كثيرون بمعاقبة الطفل بسبب سلوكه «السيئ»، واستغلال نفوذ والده، وتطبيق القانون بحزم مع كل المخالفين، والتأكيد على المساواة بين المواطنين.
وتتصدر وقائع الاشتباك بين أعضاء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية اهتمامات المصريين مع تناولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ووفق خبراء، فإن مواقع «السوشيال ميديا» تساهم في انتشار أخبار هذه الوقائع بشكل سريع جداً، وتحولها إلى قضايا رأي عام تنتفض ضد الانتهاكات والمخالفات.
وفي 2016 وقعت مشاجرة بين ضابط شرطة ووكيل نيابة، بعدما أوقف الأول الثاني في أحد الكمائن الأمنية بمحافظة أسيوط (جنوب القاهرة)، وطلب منه رؤية البطاقة ورخصة السيارة، وهو ما رفضه وكيل النيابة وأخبره بمنصبه، فطلب منه الضابط رؤية البطاقة والرخصة مرة أخرى، وهو ممسك بهاتفه ويصوّر الموقف، الأمر الذي أغضب وكيل النيابة، وتسبب في حدوث مشادة كلامية بين الاثنين.
وفي 2013، وقعت مشاجرة بين ضابط شرطة ووكيل نيابة أمام قسم الدقي في الجيزة، وتطورت المشادة الكلامية بينهما على خلفية حادث سير إلى الاشتباك بالأيدي.
وينتقد متابعون مصريون استمرار تعامل بعض أعضاء السلطات مع بعضهم البعض أو مع الآخرين بمبدأ «إنت مش عارف بتكلم مين»، وهي جملة مصرية شهيرة تم توظيفها درامياً في أكثر من عمل للتدليل على غياب القانون واستغلال النفوذ.


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.