في جائحة «كوفيد ـ 19» احصل على لقاحات الأمراض الأخرى

أكثر من 100 مليون شخص في العالم فاتتهم فرصة التطعيم بسبب الوباء

في جائحة «كوفيد ـ 19» احصل على لقاحات الأمراض الأخرى
TT

في جائحة «كوفيد ـ 19» احصل على لقاحات الأمراض الأخرى

في جائحة «كوفيد ـ 19» احصل على لقاحات الأمراض الأخرى


لست الوحيد الذي يتجنب زيارات الطبيب بسبب مخاوف انتقال عدوى مرض «كوفيد-19»، لكن التخلي عن الرعاية الطبية يعني أنك قد تحرم نفسك من اللقاحات اللازمة لتجنب أمراض أخرى.
يقول الدكتور شيف بيلاي، اختصاصي المناعة الأستاذ بجامعة هارفارد: «هذه مشكلة كبيرة بالفعل، نظراً لأن أكثر من مائة مليون شخص في جميع أنحاء العالم ربما فاتتهم لقاحات أخرى بسبب الوباء».
قد يؤدي عدم تلقي التطعيمات إلى زيادة خطر إصابتك بمرض مثل الأنفلونزا. وفي هذا السياق، يقول رئيس تحرير «مجلة هارفارد الصحية»، الدكتور أنتوني كوماروف: «ما زلنا معرضين للإصابة بعدوى (كوفيد-19)، ونحتاج إلى لقاحات للوقاية منه، كما نحتاج أيضاً إلى الوقاية من غيره من الأمراض الوبائية».
- عمل اللقاحات
كيف تعمل اللقاحات؟ عندما تغزو جرثومة ما الجسم البشري، يقاوم الجهاز المناعي عن طريق تخليق مواد كيميائية (أجسام مضادة) وخلايا تتعرف على الجسم الغازي وتهاجمه. ويوضح الدكتور كوماروف: «في المرة الأولى التي تصاب فيها بجرثومة معينة -ولنطلق عليها اسم (الغازي إكس) مثلاً- فإن جهازك المناعي يستجيب ببطء. فإذا أصابك (الغازي إكس) مرة أخرى، فإن جهازك المناعي يستجيب بسرعة لأنه يتذكره منذ المرة السابقة».
وعلى المنوال نفسه، يُقوم اللقاح بتعريف جهازك المناعي على جرثومة معينة (لكن دون أن تجعلك مريضاً)، بحسب الدكتور كوماروف الذي يضيف: «وبعد ذلك، إذا كنت مصاباً بالفعل، فإن جهاز المناعة يستجيب بسرعة لمهاجمة الجراثيم».
- حماية إضافية
قد تتفوق فوائد اللقاح ضد جرثومة معينة على حدود المناعة ضد الجراثيم، فقد يمنحك اللقاح دفعة قوية عندما يصادف جسمك ميكروبات أخرى. يقول الدكتور بيلاي: «إن تنشيط جهاز المناعة لديك قد يجعلك في حالة أفضل عندما تواجه شيئاً آخر. فعندما تمارس مثلاً نوعاً من التمارين التي تجعلك أكثر لياقة، فمن المحتمل أنك ستقوم بممارسة تمرين آخر بشكل جيد».
ويرى بعض الخبراء أن بعض اللقاحات -تحديداً مثل لقاح شلل الأطفال ولقاح «بي سي جي» (BCG) المستخدم في كثير من البلدان لدرء مرض السل- قد يوفران بعض الحماية من «كوفيد-19». لكن كيف؟ يقول الدكتور كوماروف: «ذلك لأنه يعمل على تنشيط جهاز المناعة لمهاجمة أي غازٍ جديدٍ، وليس فقط شلل الأطفال والسل. لكن هذه الفكرة المثيرة للاهتمام حتى الآن لم توضع تحت الاختبار».
لكن هذا المفهوم قيد الدراسة، إذ «يبدو أن البلدان التي يتلقى فيها الجميع لقاح (بي سي جي) (الذي يُعطى مرة واحدة في العمر) لديها عدد أقل من الوفيات جراء الإصابة بـ(كوفيد-19)؛ الفكرة هي أن اللقاح لا يمنعك من الإصابة بالعدوى، لكنه قد يقلل من خطر الوفاة»، بحسب الدكتور بيلاي.
- لقاح «كوفيد-19»
ماذا عن حقنة «كوفيد-19»؟ يقترب العلماء في جامعة هارفارد، وفي غيرها، من إيجاد لقاح للوقاية من «كوفيد-19». ففي الوقت الذي نُشر فيه هذا العدد من «مجلة هارفارد الصحية» في أغسطس (آب) 2020، كان هناك 170 لقاحاً قيد الدراسة، وتم اختبار 3 منها بالفعل في تجارب بشرية في الولايات المتحدة. يقول الدكتور بيلاي: «في الحيوانات، قدمت اللقاحات الثلاثة جميعها مناعة وقائية ضد مرض (سارس-كوفيد 2»؛ الفيروس المسبب لـ(كوفيد-19)».
وقد صممت هذه اللقاحات الواعدة لتحفيز الجهاز المناعي على صنع أجسام مضادة ضد البروتين الشائك الموجود على سطح فيروس كورونا، وهو جزء من الفيروس يمكنه من الدخول إلى الخلايا البشرية.
والخطوة التالية هي معرفة ما إذا كانت اللقاحات آمنة فعالة طويلة الأمد لدى البشر. ويأمل الدكتور بيلاي في الحصول على إجابات خلال الربع الأول من عام 2021.
- خطوات الوقاية
> الوقاية. لحين الحصول على لقاح لمرض «كوفيد-19»، يجب أن تستمر في اتباع ما يلي:
- ارتدِ كمامة للوجه عندما تكون خارج المنزل.
- اغسل يديك بشكل متكرر.
- تجنب لمس وجهك.
- تجنب قضاء فترات طويلة من الوقت في الأماكن المغلقة العامة.
- ابتعد جسدياً (6 أقدام على الأقل) من الأشخاص الذين لا يعيشون معك.
> التطعيم. يجب عليك أيضاً الحصول على اللقاحات التي يوصي بها طبيبك، منها لقاح الإنفلونزا هذا العام. وينصح الدكتور بيلاي بالحصول عليه بحلول نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، إذا لم تكن قد حصلت عليه بالفعل.
استناداً إلى عمرك ونتائج اللقاح السابقة، قد تحتاج أيضاً إلى عقاقير للحماية من التالي:
- الحصبة (إذا كنت قد ولدت في عام 1957 أو بعده).
- التهاب الكبد A وB.
- الالتهاب الرئوي وتجرثم الدم والتهاب السحايا (لقاح المكورات الرئوية).
- هربس.
- كزاز (تيتانوس).
وإذا كنت ترتدي قناعاً بالفعل، ولا تتفاعل مع كثير من الأشخاص الآخرين، ولا تخرج كثيراً، فمن غير المرجح أن تصاب ببعض هذه الأمراض. على سبيل المثال، أظهرت دراسة في إيطاليا أن عدد حالات الإنفلونزا قد انخفضت بدرجة كبيرة خلال فترة الإغلاق. ومع ذلك، يجب أن تفكر بجدية في الحصول على هذه اللقاحات، ما لم يرَ طبيبك أنه من غير الحكمة أن تغادر منزلك للحصول عليها، رغم أهميتها.
- رسالة هارفارد الصحية،
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العيش بالقرب من المطارات يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)
التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)
TT

العيش بالقرب من المطارات يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)
التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المطارات قد يكونون أكثر عُرضة لخطر ضعف صحة القلب.

وحسب الدراسة، التي نقلتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فإن التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات في أثناء الإقلاع أو الهبوط، قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية، والاضطرابات في ضربات القلب المهدِّدة للحياة، والسكتات الدماغية.

وقد بحثت الدراسة في بيانات تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية لـ3635 شخصاً يعيشون بالقرب من مطارات هيثرو أو غاتويك أو برمنغهام أو مانشستر. وقارن الباحثون هذه البيانات بتلك الخاصة بأشخاص يعيشون في مناطق ذات ضوضاء طائرات أقل.

وحسب النتائج، كان لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات ضوضاء أعلى عضلات قلب أكثر تصلباً وسماكة، تتقلص وتتمدد بصعوبة، وكانت أقل كفاءة في ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.

كان هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة إلى أولئك المعرَّضين لضوضاء الطائرات العالية في الليل، وهو الأمر الذي يعتقد الباحثون أنه قد يكون بسبب تأثير الضوضاء سلباً على نومهم.

وقال كبير المؤلفين الدكتور غابي كابتور، من معهد علوم القلب والأوعية الدموية في جامعة لندن واستشاري أمراض القلب في مستشفى «رويال فري» في لندن: «نتائجنا تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن ضوضاء الطائرات يمكن أن تؤثر سلباً على صحتنا بشكل عام، وعلى صحة القلب بشكل خاص».

وقد ربطت دراسات سابقة التعرض لمستويات عالية من ضوضاء الطائرات بارتفاع ضغط الدم والسمنة.

وأكد فريق الدراسة الجديدة الحاجة إلى مزيد من البحث للتحقيق في الآثار الأطول أمداً لضوضاء الطائرات على صحة أولئك الذين يتعرضون لأعلى قدر من التعرض.