عائلة عريقات: وضعه حرج لكنه مستقر

TT

عائلة عريقات: وضعه حرج لكنه مستقر

قالت عائلة الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن الوضع الصحي للمسؤول الفلسطيني الذي يخضع للتنفس الصناعي في مستشفى «هداسا عين كارم» في القدس، ما زال خطيراً لكنه مستقر.
وأضافت العائلة في بيان مقتضب: «ما زال في العناية المكثفة، ويخضع للتنفس الصناعي».
وأكدت دلال، ابنة عريقات، أن فريقاً طبياً دولياً كان يشرف على وضعه الصحي سابقاً بعد زراعة الرئة التي أجراها قبل 3 سنوات، يشرف الآن على وضعه الصحي ويتابع حالته.
وأكد مستشفى «هداسا» أنه بسبب عملية زرع الرئة التي كان قد خضع لها عريقات وتثبيط هذه العملية لجهازه المناعي ومع عدوى بكتيرية بالإضافة إلى فيروس «كورونا» فإن «هداسا»، مع كبار الأطباء المختصين لديها، على اتصال باختصاصيين طبيين دوليين فيما يتعلق بسياسة رعاية المرضى المعقدة مثل عريقات.
ودعت دلال عريقات إلى توخي الدقة والحذر في نقل المعلومات عن حالة والدها، كما دعت إلى دعمه عبر تكثيف الدعوات له.
كانت عائلة عريقات تبدد إشاعات لا حصر لها حول وفاته، بثّتها وكالات فلسطينية ومواقع تواصل اجتماعي رافقها أخبار إسرائيلية تقول إن حالته ميؤوس منها، وإن إدارة المستشفى طلبت من عائلته إلقاء النظرة الأخيرة عليه، وهو ما لم يحصل.
ونُقل عريقات إلى مستشفى «هداسا» في القدس، الأحد، من منزله في أريحا في الضفة الغربية بعد نحو 10 أيام من إصابته بفيروس «كورونا» الذي تسبب له في التهاب رئوي حاد منعه من تلقي الأكسجين بشكل طبيعي أو عبر أجهزة التنفس العادية.
وبعد ليلة واحدة في المستشفى تدهورت حالة عريقات أكثر وأصبحت حرجة للغاية، وهو ما اضطر الأطباء إلى إخضاعه للإنعاش وإدخاله في غيبوبة مصطنعة.
وأثّر «كورونا» بشكل مضاعف على عريقات بسبب خضوعه في عام 2017 لعملية زراعة رئة أجراها في مستشفى «أنوفا» بولاية فرجينيا الأميركية.
وعريقات هو أرفع مسؤول فلسطيني يصاب بالفيروس ويشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو مركزية حركة «فتح»، وهو مقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ إضافة إلى كونه رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير.
ولم يعجب المتطرفين الإسرائيليين أن يتلقى عريقات العلاج في مشافيهم.
ورفض أعضاء الكنيست علاج عريقات وقال بعضهم إنه لا يوجد أي شيء قيمي في علاج «مخرّب»، وطالب بعضهم بإفراج «حماس» عن أسرى إسرائيليين قبل علاج عريقات، وذلك فيما نظمت منظمة «إم ترتسو» الإسرائيلية اليمينية مظاهرة أمام المستشفى رفضاً لتلقي عريقات العلاج فيه.
وفيما يراقب الفلسطينيون الوضع الصحي لأبرز مسؤوليهم منذ سنوات، يستعدون أيضاً لموجة صعبة من الفيروس مع بداية فصل الشتاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية كمال الشخرة: «إننا مقبلون على خطر في الخريف والشتاء وتم تجهيز الطواقم الطبية لذلك وجرى تخصيص أرقام هواتف جديدة سيتم الإعلان عنها لاحقاً لتمكين المواطنين من سرعة الاتصال».
والتحذير من فترة صعبة جاء في وقت استقرت فيه الأرقام في فلسطين.
وقال الشخرة إن الوضع الوبائي في فلسطين مستقر مقارنةً بنسبة الإصابات التي تُسجل يومياً، حيث لا يوجد انخفاض ولا ازدياد وذلك بسبب استمرار المخالطة.
وأعلنت وزيرة الصحة د. مي الكيلة، أمس (الثلاثاء)، تسجيل 8 وفيات و513 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» و549 حالة تعافٍ خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
كما أعلنت الكيلة أن نسبة التعافي من «كورونا» في فلسطين بلغت 87.9%، فيما بلغت نسبة الإصابات النشطة 11.3%، ونسبة الوفيات 0.8% من مجمل الإصابات. ولفتت وزيرة الصحة إلى وجود 35 مريضاً في غرف العناية المكثفة، بينهم 6 مرضى على أجهزة التنفس الصناعي.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.