مناقشات مجالس المستقبل العالمية لبحث أطر فعالة لمرحلة ما بعد «كورونا»

تتطلع للخروج بسيناريوهات ورؤى لطرحها في «دافوس»

محمد القرقاوي خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية لمجالس المستقبل العالمية.(وام)
محمد القرقاوي خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية لمجالس المستقبل العالمية.(وام)
TT

مناقشات مجالس المستقبل العالمية لبحث أطر فعالة لمرحلة ما بعد «كورونا»

محمد القرقاوي خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية لمجالس المستقبل العالمية.(وام)
محمد القرقاوي خلال مشاركته في الدورة الاستثنائية لمجالس المستقبل العالمية.(وام)

تسعى مجالس المستقبل العالمية لصياغة رؤى وأفكار داعمة للجهود المبذولة في سبيل تطوير أطر فعالة لنظم العمل في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وذلك من خلال مشاركة ألف خبير ومتخصص في 31 قطاعا من أكثر من 80 دولة، حيث يشارك 40 مجلساً من مجالس المستقبل يضم في كل مجلس نحو 20 إلى 30 خبيرا من تخصصات مختلفة، وذلك لطرح الأفكار والخروج بسيناريوهات ورؤى ليتم الاستدلال بها وطرحها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المقبل.
وجاءت مساعي مجالس المستقبل العالمية خلال انطلاق أعمال دورة استثنائية للمجالس التي تعقد بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، حيث تهدف إلى قراءة الواقع الحالي وتوفير الحلول التي من شأنها دعم الجهود العالمية في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، وما نتج عنها من متغيرات أضرت بالنظم الاجتماعية والاقتصادية في العالم أجمع.
وتعقد الدورة افتراضياً خلال الفترة من 12 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، حيث تشهد دورة عام 2020 - 2021 مناقشة المجالس مجموعة من المواضيع التي تغطي كل أبعاد الوضع العالمي الجديد، وذلك لطرح منهجيات وآليات عمل تلبي المتطلبات الملحة لتحقيق التعافي الاقتصادي، والتلاحم المجتمعي، فضلاً عن رسم تصورات واضحة لملامح عملية التحول لما بعد كورونا، ودور الذكاء الصناعي في خدمة الإنسانية.
وقال محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية - في كلمته الافتتاحية - إن انعقاد هذه الدورة يأتي في ظروف استثنائية تتطلب توحيد الجهود ومواصلة التركيز على المستقبل أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التداعيات التي فرضتها الجائحة لم يشهدها العالم من قبل، الأمر الذي يحتم تطوير منظومة عالمية قادرة على الاستجابة السريعة والمرنة للاحتياجات المتنامية للمرحلة الحالية.
وأضاف القرقاوي أن التكلفة العالمية لأزمة كورونا تجاوزت 17 تريليون دولار، بالإضافة إلى تداعياته على مختلف القطاعات، حيث قال: «التعاون الدولي هو الحل للتحديات التي يواجهها العالم، ومن المهم مواكبة مستجداتها ودراسة أبعادها لمواجهة أي سيناريوهات محتملة، ورسم صورة لمستقبل أهم القطاعات ما بعد أزمة كوفيد - 19».
وعبر القرقاوي عن ثقته الكبيرة في قدرة المشاركين في دورة العام الحالي على تمهيد الطريق نحو مستقبل مشرق وإنجازات كبيرة، وقال: «تعلمنا من التاريخ أن تعاون الشخصيات المؤهلة وعملها معاً يسهم في صنع الفارق، ومن الضروري أن نعمل جميعاً كمجتمع عالمي واحد يسعى بما يضمه من مفكرين وعلماء وأكاديميين ومسؤولين حكوميين ومنظمات المجتمع المدني لخدمة البشرية على مستوى العالم».
من جانبه، أكد كلاوس شواب مؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» - في كلمته - أن التعاون المشترك بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» يهدف إلى دعم الجهود العالمية في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، وأن هذه التحديات هي أيضاً فرصة للعمل والخروج بحلول وأفكار أكثر استدامة وابتكاراً لخلق عالم أفضل للجميع.
وتقوم مجالس المستقبل العالمية بدور مهم في رسم خريطة وتصور واضح المعالم للمستقبل، بما يُمكّن من توقع التحديات المستقبلية والتجهيز لها، حيث شهدت اجتماعات العام الماضي تعاون أكثر من 600 خبير، ونتج عنها أكثر من 40 تقريرا وورقة بحثية، ما يعكس الأهمية النوعية لمجالس المستقبل كمنصة نشطة في رفد العالم بحلول مبتكرة.



كيف تخطط سلطنة عُمان لتغطية عجز موازنة 2025؟

العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)
العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)
TT

كيف تخطط سلطنة عُمان لتغطية عجز موازنة 2025؟

العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)
العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)

تخطط الحكومة العمانية لإصدار سندات تنمية حكومية وصكوك محلية سيادية بقيمة 750 مليون ريال عماني (1.9 مليار دولار) في عام 2025؛ وذلك لتغطية العجز المتوقع في الموازنة وخدمة الدين العام.

كانت الحكومة العمانية قد نشرت، منذ أيام، أرقام موازنتها للعام المالي 2025، تتوقع فيه أن يبلغ عجز الموازنة 620 مليون ريال (1.6 مليار دولار)، بإجمالي إنفاق قدره 11.80 مليار ريال، وبزيادة قدرها 1.3 في المائة عن عام 2024. في حين أنه من المتوقع أن تسجل الإيرادات 11.18 مليار ريال، بارتفاع قدره 1.5 في المائة عن تلك المتوقعة في العام الماضي. أما خدمة الدين الحكومي فيتوقع أن تبلغ 915 مليون ريال عماني، بتراجع 13 في المائة عن موازنة 2024.

ستجمع الحكومة إجمالي 750 مليون ريال عماني من السوق المحلية، من خلال ثمانية إصدارات لسندات التنمية الحكومية بقيمة 550 مليون ريال عماني، وإصدارين من الصكوك المحلية السيادية بقيمة 200 مليون ريال عماني، وفقاً للتفاصيل الموضَّحة في توجيهات وزارة المالية بشأن موازنة 2025، وفق ما ذكرت «مسقط ديلي».

وقد صممت الوزارة خطة الاقتراض لعام 2025 بناءً على التقديرات الواردة في الموازنة العامة للدولة لعام 2025. ويشمل ذلك توقعات الدين العام واحتياجات التمويل وهيكل التمويل للعام المقبل.

ويقدَّر إجمالي متطلبات التمويل بنحو 2.5 مليار ريال عماني لعام 2025، بما في ذلك عجز في الموازنة قدره 620 مليون ريال عماني، وخدمة دين قدرها 1.8 مليار ريال عماني.

وتشير النتائج الأولية لموازنة 2024 إلى انخفاض الدين العام بنسبة 5.3 في المائة إلى 14.4 مليار ريال عماني بنهاية 2024، مقارنة بـ15.2 مليار ريال عماني في بداية العام. وانخفضت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 34 في المائة خلال 2024، من 36.5 في المائة خلال 2023.

بالإضافة إلى ذلك، بلغت تكاليف خدمة الدين العام 940 مليون ريال عماني، بانخفاض 10.4 في المائة عن 1.05 مليار ريال عماني المقدَّرة في الموازنة الأولية.

تحليل الموازنة

وفي تحليلٍ لها، ذكرت شركة «كي بي إم جي (KPMG)» الاستشارية أن موازنة 2025 ترتكز على مجموعة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، مثل تحقيق نمو اقتصادي لا يقل عن 3 في المائة، واستكمال تنفيذ خطط الاستدامة المالية، وتطوير الأداء المؤسسي من خلال برامج التحول الرقمي، والاستمرار في خطط الحكومة للتوظيف في القطاعين العام والخاص، والحفاظ على جودة الخدمات الاجتماعية الحكومية الأساسية، وتوفير التغطية التأمينية والحماية الاجتماعية العادلة لجميع فئات المجتمع، واستمرار تقديم الدعم الحكومي للكهرباء والمياه والوقود والمواد الغذائية الأساسية، وغيرها من الخدمات، ودعم المحافظات لتنفيذ برامج التنمية. كما تعترف أيضاً بالمخاطر المالية والاقتصادية المختلفة، مثل تقلب أسعار النفط، والتوترات الجيوسياسية، والتغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية.

وأوردت «كي بي إم جي» النقاط التالية:

- يقدَّر العجز في موازنة 2025 بما نسبته 6 في المائة من الإيرادات المتوقَّعة، و1.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو يمثل انخفاضاً بنسبة 3 في المائة، مقارنةً بموازنة 2024 حين بلغ 640 مليون ريال عماني. ويقل هذا العجز بمقدار 1.2 مليار ريال عماني عن الفائض البالغ 540 مليون ريال عماني، وفقاً للنتائج الأولية لعام 2024.

- اقتراحات الحكومة تشير إلى أن تمويل العجز سيجري من خلال الاقتراض الخارجي والمحلي (220 مليون ريال عماني أو 35 في المائة)، والسحب من الاحتياطات (400 مليون ريال عماني أو 65 في المائة).

- تقدِّر موازنة 2025 مخصصات تسوية الديون بمبلغ 440 مليون ريال عماني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10 في المائة، مقارنة بموازنة 2024 البالغة 400 مليون ريال عماني.

- من المتوقع تراجع الإنفاق بواقع 2.8 في المائة، مقارنة بالنتائج الأولية لعام 2024 وزيادته بواقع 1.3 في المائة، مقارنة بموازنة 2024. فميزانية عام 2025 تقدِّر النفقات التطويرية للوزارات المدنية بمبلغ 900 مليون ريال عماني؛ وهو ما جاء في موازنة 2024، لكنه أقل بنسبة 29 في المائة، مقارنة بالنتائج الأولية لعام 2024 البالغة 1.2 مليار ريال عماني. كما خُفضت نفقات خدمة الدين العام بنسبة 12.9 في المائة، مقارنة بموازنة 2024، وتقدَّر بمبلغ 0.9 مليار ريال عماني. في المقابل، جرت زيادة دعم الكهرباء بنسبة 13 في المائة، مقارنة بموازنة 2024، إلى 520 مليون ريال عماني.

- ترتفع إيرادات النفط والغاز المقدَّرة بنسبة 7.9 في المائة، مقارنة بخطة التنمية الخمسية العاشرة. وتُعوّض الزيادة في إيرادات النفط بافتراض ارتفاع سعر النفط (60 دولاراً للبرميل في موازنة 2025 مقارنة بـ50 دولاراً للبرميل في خطة التنمية الخمسية العاشرة) جزئياً الانخفاض في إيرادات الغاز (1.7 مليار ريال عماني في موازنة 2025، مقارنة بـ2.3 مليار ريال عماني في خطة التنمية الخمسية العاشرة). وتنخفض الإيرادات غير النفطية والغاز المقدَّرة بنسبة 20 في المائة، مقارنة بخطة التنمية الخمسية العاشرة. وفيما يتعلق بالنفقات، فإن إلغاء نفقات شراء الغاز يقابله زيادة في الدعم وإدراج نفقات جديدة.

وقد أدى انخفاض الإيرادات، إلى جانب الزيادة في النفقات، إلى عجزٍ قدره 620 مليون ريال في ميزانية 2025، وهو ما يزيد عن عشرة أضعاف الفائض البالغ 65 مليون ريال عماني المُدرج في ميزانية خطة التنمية الخمسية العاشرة.

- تمثل الإيرادات غير النفطية والغاز 32 في المائة من إجمالي الإيرادات الحكومية. ومن المتوقع أن تبلغ 3.57 مليار ريال عماني؛ أي بزيادة نسبتها 1.5 في المائة، مقارنة بموازنة 2024. ويستند الإسقاط المتفائل للإيرادات غير النفطية والغاز على أساس توقع ارتفاع الضرائب والرسوم والإيرادات الناتجة عن انتعاش الأنشطة الاقتصادية. وتُقدِّر ميزانية 2025 أن إيرادات ضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية ستبلغ 680 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 5 في المائة، مقارنةً بموازنة 2024. وبالمثل، ستزيد إيرادات ضريبة دخل الشركات بمبلغ 656 مليون ريال عماني، بنسبة 4 في المائة، مقارنةً بموازنة 2024. ولا تتوخى موازنة 2025 أيَّ إيرادات من ضريبة الدخل الشخصي التي جرى تحديدها بوصفها مصدراً من مصادر التنويع الاقتصادي متوسطة الأجل.