«المسرح التجريبي» في القاهرة يمزج العروض الافتراضية بالحيّة

لقطة من عرض «تحت النظر»
لقطة من عرض «تحت النظر»
TT

«المسرح التجريبي» في القاهرة يمزج العروض الافتراضية بالحيّة

لقطة من عرض «تحت النظر»
لقطة من عرض «تحت النظر»

يمزج مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي»، العروض الافتراضية بالحية لأول مرة خلال دورته السابعة والعشرين التي انطلقت مساء أول من أمس، بفعل جائحة «كورونا»، وتحمل الدورة الحالية اسم الفنان المصري الراحل الدكتور سناء شافع وتضم ثلاث مسابقات هي «مسرح الحظر» وتضم تسعة عروض، و«العروض المصورة» التي لا تتجاوز مدتها 90 دقيقة وتضم تسعة عروض من الصين واليابان وهولندا والمجر والولايات المتحدة وتونس وأستراليا ومصر، وتعرض كل هذه المسرحيات على قناة المهرجان على موقع «يوتيوب».
وخصص المهرجان المسابقة الثالثة للعروض المصرية الحية، وتضم 13 عرضاً من مختلف مؤسسات الإنتاج المسرحي الرسمية والمستقلة. واستضاف المسرح القومي بميدان العتبة (وسط القاهرة) للمرة الأولى حفل افتتاح دورة العام الحالي من «المهرجان التجريبي» تحت شعار «الإبداع ينتصر»، وافتتح عرض «تحت النظر» للمخرج كمال عطية، عروض المهرجان، وقدم في ثلاث لوحات، أداءً مبهراً من مجموعة من الممثلين الشباب باستخدام أجزاء الجسم المختلفة.
حفل الافتتاح الذي قدمته الفنانة المصرية سوسن بدر، وحضرته كوكبة من نجوم الفن المصري، شهد التزام إدارة المهرجان بالإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس «كورونا»، وأكدت خلاله الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة على أن «مصر كانت سباقة في إعادة الفعاليات الفنية والثقافية، فور تراجع خطر الوباء، لأن الفن والثقافة هما ما يميز مصر ويمنحها خصوصيتها»، مشيرة إلى أن «فريق عمل المهرجان خاض مغامرة صعبة من أجل خروج المهرجان في ظل هذه الأوضاع». وذكرت إيناس عبد الدايم أن «وزارة الثقافة سعت لاستثمار كل الإمكانات ليبقى المهرجان حاضناً للتجارب المسرحية المبتكرة في مصر والعالم، والتي تعبر عن فضاء مسرحي بلا حدود، وأن تكون فعالياته فرصة براقة للتواصل والالتقاء والاطلاع على تجارب إبداعية تحمل الكثير من البصيرة لمستقبل أفضل». ويعد مهرجان «القاهرة التجريبي» بمثابة نافذة على فنون المسرح العالمية والمحلية، ويحرص عدد كبير من المسرحيين المصريين والعرب على متابعته والاستفادة من عروضه المميزة. ويشمل برنامج المهرجان الممتد حتى 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، ثلاث ورش عمل تُقدم إحداها بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، بينما تُقدم الاثنتان الأُخريان افتراضياً عبر التطبيق الإلكتروني «زوم»، إضافة لندوة تقام في الخامس من سبتمبر (أيلول) بالمجلس الأعلى للثقافة. وتستضيف مسارح «الجمهورية» و«المكشوف» بالأوبرا، و«مركز الهناجر للفنون»، و«معهد الفنون المسرحية» العروض الثلاثة عشر المصرية تمثل مختلف مؤسسات الإنتاج المسرحي الرسمية والمستقلة، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى بكل مسابقة من المسابقات الثلاث 75 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيهاً مصرياً) مع الدرع الذهبي وشهادة المهرجان، فيما يحصل المركز الثاني على 50 ألف جنيه مع الدرع الفضي وشهادة المهرجان.
ومن بين العروض المصرية المشاركة في المهرجان هذا العام «الوردة والتاج»، إخراج إبراهيم أشرف، «الأبرياء» إخراج حسام قشوه، والشاطئ» إخراج ضياء الدين زكريا، و«نجونا بأعجوبة»، إخراج أسماء إمام، و«الوحوش الزجاجية» إخراج يوسف الأسدي، بالإضافة إلى عرضي «كعب عالي» للمخرج محمد طايع، و«العمى» للمخرج السعيد منسي، من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة، و«كارمن» إخراج ريم حجاب من إنتاج مركز الهناجر للفنون، و«ريا وسكينة» إخراج كريمة بدير، لفرقة فرسان الشرق التابعة لدار الأوبرا، و«حريم النار» للمخرج محمد مكي لفرقة مسرح الطليعة، ومن المسرح الجامعي تنافس فرقة كلية التجارة بجامعة عين شمس بعرض «المأوى إخراج حسام سعيد، فيما ينافس المسرح المستقل بعرضي «بلا مخرج»، إخراج أحمد فؤاد لفرقة صوفي للفنون الأدائية، و«مفتاح الشهرة» إخراج دعاء حمزة لفرقة «اللعبة» المستقلة.
وكرمت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم في الحفل اسم الناقد والأكاديمي الراحل حسن عطية واسم المخرج الراحل منصور محمد، واسم المترجم الراحل سامي صلاح والمخرج سامي طه من مصر، ومن الخارج الممثلة والمخرجة اللبنانية مايا زبيب والمخرج السويسري ميلو راو ومصمم المناظر الفرنسي برونو ميسا والمخرج الإيطالي نولو فاكيني، والذين تعذر حضورهم لتوقف العديد من رحلات الطيران الدولية بسبب «كورونا».


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.