يحمل الطعام ويُهرول مسرعاً بين الطاولات البراقة، كأنه يلبي نداءً لم يسمعه إلا هو، وسط دهشة الزبائن الذين ينتظرون ما يحمله إليهم من أطعمه وحلوى تفوح منها روائح محببة، وتقافز الصغار من حوله في أجواء بددت مخاوف تناول الطعام خارج المنزل في ظل استمرار «كوفيد - 19».
هل تدري ما هو؟ إنه الروبوت «موزو»، الذي بات صديقاً محبباً لكثير من الأطفال، ومثيراً لدهشة الكبار أيضاً ممن يتوافدون على مطعم ومقهى «كيمبو» بضاحية مدينة نصر، لتناول الوجبات، أو الاحتفال بأعياد الميلاد.
و«موزو» الذي تمت برمجته بعناية، كما يقول محمد كريم، المدير التنفيذي لمجموعة مطاعم «كيمبو» في مصر، التابعة لشركة «الغرغار غروب» في حديثه إلى «الشرق الأوسط» يستقبل طلبات الزبائن ويوصل إليهم الوجبات حيث يجلسون على طاولاتهم، وسط ترحيب وحرص منهم على التقاط الصور السيلفي معه، كأنه نجم مشهور.
فالروبوت الرشيق ذي اللون الأبيض يحمل كل المؤهلات؛ بجانب اسمه الذي يعني باللغة الإسبانية «النادل» رُسم له رابطة عنق ومئزر، ويقف بأوقات الراحة في انتظار الرواد بمقدمة المطعم.
وأرجع كريم سبب الفكرة إلى أنه كان يقيم في لندن وشاهد نماذج مماثلة، وعندما تم افتتاح سلسلة مطاعم «كيمبو» فكروا في تطبيقها بأحد أفرع السلسلة بمول سيتي ستارز بضاحية مدينة نصر، لكن أجواء «كوفيد - 19»، دفعتهم لتطوير الروبوت ليكون أكثر استمرارية وملاءمة.
وقال: «(موزو) اكتسب مع الوقت ثقة الزبائن، ويأتون بأطفالهم للتصوير معه، وهم مبسوطين (سعداء) منه جداً... باتت الجملة المفضلة لزبائننا... رايحين ناكل (نتناول الطعام) عند (موزو)، هذا بجانب كفاءة الروبوت، وتفعيله لإجراءات التباعد الاجتماعي».
و«موزو»، الذي بدأ استخدامه في مطعم ومقهى كيمبو بالقاهرة 14 في يوليو (تموز) الماضي، هو الروبوت الوحيد المستخدم لخدمة الزبائن في مطعم بمصر حتى الآن، وقال كريم «فرع سيتي ستارز كان البداية، لكنها جاءت موفقة».
وتحدث مدير السلسلة عن المضايقات التي يتعرض لها «موزو»، وقال أحياناً الأطفال يقفون أمامه ويداعبونه، لكنه من خلال الرادار الداخلي يتمكن من الإفلات منهم في خفة تدهش الجميع.
وينظر لتجربة «موزو» على أنها نجحت في اجتذاب العملاء الراغبين في الحد من الاختلاط بسبب «كورونا»، وقال كريم: «كثير من العملاء كانوا يرفضون فكرة النزول من البيت والذهاب لتناول الطعام في المحال، لكنهم غيروا من قناعتهم بعدما علموا أن الروبوت هو الذي يقوم على خدمتهم».
ويُخضع «موزو» لعملية تعقيم دقيقة بعد انتهائه من توصيل كل طلب إلى طاولة العميل، وفقاً لكريم، الذي كشف أن الروبوت سيخضع الشهر المقبل لعملية تحديث تمكنه من عرض «المنيو» على العميل، وتقديم النصح له بعرض بدائل من السلطات والأطباق المختلفة.
وقال علاء الدين الحويني، مدير المبيعات والتسويق في شركة مارسيس فور روبوتك سيستمز للصناعات الهندسية والروبوتية، وهي الشركة المصرية التي طورت الروبوت، إنه تم تصميمه بحيث يكون مألوفاً قدر المستطاع للمصريين الذين لم يعتادوا على مشاهدة روبوت يتجول هنا وهناك.
وأضاف لـ«رويترز» «لما بدأت أزمة (كورونا) في مصر اضطر الناس للتفكير أكثر في التباعد الاجتماعي. فبدأنا مع (كيمبو) نفكر في وضع حلول مناسبة للسوق المصرية»، متابعاً: «فبدأنا في تصميم روبوت لاستخدامه في مطعم مصري للمرة الأولى، بحيث يكون له شخصية، وهو حدث بالفعل، رسمنا له كرافتة (ربطة عنق) ومريلة (مئزر)... كي يصبح شكله جميلاً ومألوفاً للجميع».
ويعمل «موزو» جنباً إلى جنب مع طاقم الموظفين بالمطعم، الذين أصبح دورهم مقصوراً على إدخال الرمز المطلوب لتأكيد الطلب الخاص بكل طاولة ثم وضع أطباق الطعام على صواني الروبوت المصممة خصيصاً لأداء المهمة، لكن ذلك لن يؤثر على حجم العمالة بالمطعم، كما يقول كريم: «هذا الأمر مستبعداً تماماً، فكل ما لدينا ربوت واحد، ونحن نحتاج لعدد كبير من العمالة بمختلف تخصصاتها، فضلاً عن تكلفة الروبوت المرتفعة مقابل ما يتقاضاه الموظف، وذكائه ومدى تطوره تكنولوجياً».
وبجانب «كيمبو» بسيتي ستارز، يوجد فرعان آخران بمول مصر بـ(غرب القاهرة)، وسيتي سنتر ألماظة بشرقها؛ ومع نهاية العام سيتم افتتاح ثلاثة فروع جديدة، لكن شركة «الغرغار غروب» الحاصلة على توكيل «كيمبو»، وهي شركة مصرية - ليبية، تمتلك سلاسل أخرى في الإمارات وتونس والبحرين، بجانب ليبيا.
وسمحت مصر بإعادة فتح المقاهي والمطاعم بعد رفع إجراءات العزل العام بسبب فيروس «كورونا» المستجد، بشرط الإغلاق عند منتصف الليل، والعمل بطاقة استيعابية لا تزيد عن 50 في المائة، مع ترك مسافات بين الطاولات، ومزيد من التعقيم.
قصة الروبوت «موزو» مع زبائن مطعم بمصر
الجهاز بدد مخاوف «كورونا» وسيعرض «المنيو» عليهم قريباً
قصة الروبوت «موزو» مع زبائن مطعم بمصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة