المغرب يودّع ثريا جبران... الوزيرة «سيّدة المسرح»

الملك محمد السادس: كانت تتحلى بخصالٍ إنسانية عالية

وزير الثقافة المغربية الراحلة ثريا جبران
وزير الثقافة المغربية الراحلة ثريا جبران
TT

المغرب يودّع ثريا جبران... الوزيرة «سيّدة المسرح»

وزير الثقافة المغربية الراحلة ثريا جبران
وزير الثقافة المغربية الراحلة ثريا جبران

توفيت مساء أول من أمس (الاثنين) بالدار البيضاء الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران، وذلك عن سن يناهز 68 عاماً، بعد صراع مع المرض.
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الفنانة الراحلة.
وجاء في البرقية الملكية: «إن وفاة الفقيدة لا تعد خسارة لعائلتها الصغيرة فحسب، وإنما للأسرة الفنية المغربية بصفة عامة، التي فقدت برحيلها فنانة وممثلة متميزة، يشهد لها الجميع بعطائها الغزير وبمساهمتها الفعالة والجادة في تطوير وإشعاع الفن المسرحي والسينمائي ببلادنا، وفي خدمة المجال الفني والثقافي الوطني».
وأضاف العاهل المغربي قائلاً: «إننا لنستحضر في هذا الظرف الأليم مناقب الراحلة المبرورة، التي كانت تحظى بتقديرنا، لما كانت تتحلى به من خصال إنسانية عالية، ولما عهدناه في شخصها من تفانٍ ونكران ذات، لا سيما خلال مزاولة مهامها الحكومية، ومن قيم الوطنية الصادقة».
وأكدت مشاعر الحزن، التي سارع كثيرون، من مشارب متنوعة، للتعبير عنها بمناسبة رحيل جبران، القيمة الفنية والإنسانية التي تميزت بها الفنانة الراحلة التي «تُعتبرُ علامة بارزة في تاريخ المسرح المغربي»، استطاعت بموهبتِها أن «تحظى بمكانة مُعتبرة داخل قلوب ووجدان المغاربة، من خلال الأدوار المسرحية التي جسّدتها ابتداءً من خطواتها الأولى في «المسرح البلدي» إلى جانب الرائد الطيب الصديقي، وصولاً إلى تأسيسها وإدارتها الناجحة لفرقة «مسرح اليوم»، و«هو ما جعل منها أيقونة مغربية، ونموذجا حيّا لتلاحم الفنان مع قضايا مجتمعه، خاصة بعد أن جعلت الفقيدة من حضورها الفنّي والمسرحي وسيلة للتّعبير عن آمال وأحلام المغاربة في الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم»، كما جاء في بيان لـبيت الشعر في المغرب، نعى فيه الفنانة الراحلة.
من جهتها، استحضرت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية «التاريخ المجيد» لهذه الفنانة «المقتدرة»، مؤكدة اعتزازها بـ«عطاءاتها الخلاقة على خشبات مسارح العالم، وفي الدراما التلفزيونية والسينمائية».
وزادت النقابة أنها تعتبر الفنانة الراحلة «واحدة من كبار شخصيات الفن والثقافة»، و«أحد أعلام فن التمثيل في المغرب وفي العالم العربي»، حيث «تألقت في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية وعملت مع العديد من الفرق المسرحية داخل وخارج المغرب، وتعاملت مع كبار الكتاب والمخرجين والممثلين المغاربة والعرب، وبصمت مسارها المسرحي بتأسيسها وتأطيرها لفرقة (مسرح اليوم) كأهم تجربة مسرحية محترفة ونموذجية، والتي قادتها بحنكة وكفاءة مهنية عالية رفقة زوجها المخرج عبد الواحد عوزري ونخبة من الممثلين المغاربة. كما كانت لها أياد بيضاء في العمل التطوعي والخيري المواطن وفي توظيف مكانتها الرمزية كفنانة تحظى بحب وتقدير الجماهير، في العديد من القضايا الاجتماعية، امتدادا لحسها الشعبي والملتزم في أعمالها الفنية ومواقفها المنتصرة لقضايا المجتمع العادلة».
وأشارت النقابة إلى تقلد الفنانة الراحلة منصب وزيرة الثقافة في حكومة عباس الفاسي، حيث «أولت اهتماماً خاصاً لوضعية الفنانين الاجتماعية من خلال إخراج بطاقة الفنان إلى حيز الوجود، والرفع من الدعم المالي المخصص للدعم المسرحي وتعزيز البنيات التحتية بمسارح جديدة وغير ذلك من المنجزات».
ولدت جبران، واسمها الرسمي «السعدية قريطيف»، سنة 1952 بالدار البيضاء، حيث تابعت دراستها وحصلت على شهادة التخصص المسرحي من المعهد الوطني؛ لتبدأ مسيرتها الفنية برفقة عدد من الفرق المسرحية، ولتؤكد علو كعبها مع المسرحي الراحل الطيب الصديقي في مسرحيتي «سيدي عبد الرحمن المجدوب» و«أبو حيان التوحيدي» ضمن «فرقة الناس»، قبل أن تدشن محطة متميزة في مسيرتها إلى جانب المؤلف والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري، ضمن فرقة «مسرح اليوم» التي شكلت تجربة مهمة وورشة هدفت إلى إعادة الاعتبار للمسرح المغربي ورفع مستواه، لتمنح الجمهور المغربي أعمالاً مسرحية مهمة، من قبيل «حكايات بلا حدود» و«نركبو الهبال» و«بوغابة» و«النمرود في هوليوود» و«السويرتي مولانا» و«الشمس تحتضر» و«أيام العز».
كما تميزت الفنانة الراحلة في عدد من الأفلام السينمائية، من قبيل «الناعورة» و«بامو» و«قصر السوق» و«غراميات» و«عود الورد» و«عطش» و«الفراشة السوداء» و«شفاه الصمت»؛ وفي عدد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، من قبيل «ربيع قرطبة» و«صقر قريش».
ويبقى المسار المسرحي الأقوى والأهم والأغنى في مسار جبران، خصوصاً محطة فرقة «مسرح اليوم» التي كتبتْ عنها: «منذ نسجت صداقة العمر مع عبد الواحد عوزري، في منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن نتقاسم الروح التي تراهن على مسرح يختلف عن التجارب الأخرى، لكنه يشبهنا معاً لأنه منضبط على إيقاع إيماننا بالمستقبل، وبوطن مغربي ناهض. مسرح ينتصر للجنون الذي يقود الحكمة، وللجمال المولد للمعنى الذي يحيي فينا الإحساس بمتعة الفن والأدب والحياة، وهي نفسها الروح التي جعلتنا نؤسس تجربة «مسرح اليوم» المتميزة في الرصيد المسرحي الوطني والعربي، بما أرسته من تقاليد على مستوى التدبير والتنظيم والترويج، وبما قدمته من احتفاء بالمبدعين المغاربة والعرب، في الوقت نفسه، بحثاً عن مضامين وأشكال جديدة تجسد أحلامنا المشتركة، وتخلق جسوراً للحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى».
وفضلاً عن مسارها الفني، تقلدت الراحلة مهمة وزيرة للثقافة ما بين 2007 و2009، كما حصلت على عدد من الجوائز والتكريمات في مهرجانات مغربية ودولية، كما تم تكريمها وتوشيحها بأوسمة داخل وخارج المغرب.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.