مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور طهران الأسبوع المقبل لبحث دخول المفتشين

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي (الموقع الرسمي للوكالة)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي (الموقع الرسمي للوكالة)
TT

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور طهران الأسبوع المقبل لبحث دخول المفتشين

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي (الموقع الرسمي للوكالة)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي (الموقع الرسمي للوكالة)

يأمل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، زيارة طهران لأول مرة الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين، بينما ترفض طهران دخول مفتشي الأمم المتحدة إلى موقعين سريين.
ونقل موقع «إن إتش كيه» الياباني، اليوم السبت، عن مصادر مطلعة، أنه من المتوقع أن يطلب غروسي تعاون إيران بشأن عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآت يشتبه في أن البلاد تخزن فيها مواد نووية غير معلنة.
وتبنى مجلس حكام الوكالة المسؤولة عن مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، في يونيو (حزيران) قراراً ينتقد إيران بشأن برنامجها النووي، في أول قرار من نوعه في الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ 2012.
واقترحت القرار ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، للضغط على إيران في التعاون مع المفتشين الدوليين، بعدما رفضت طهران على مدى أربعة أشهر التجاوب مع دعوات الوكالة الدولية للسماح للمفتشين بدخول موقعين يشتبه في قيامهما بأنشطة نووية غير معلنة قبل الاتفاق النووي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى غروسي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في فيينا. وبعد الاجتماع قال غروسي للصحافيين إن المحادثات مع طهران بشأن الوصول غير المقيد إلى جميع المواقع مستمرة.
وأضاف: «طلبنا من إيران السماح بالوصول (إلى جميع المواقع). هذا لم يحدث بعد. نعمل على ذلك». وأوضح: «هدفنا السماح لنا بالوصول إلى المواقع لمواصلة عملية التحقق، وهي عملية ضرورية للمجتمع الدولي».
وقال بومبيو إن من الضروري أيضاً أن تبدي إيران «التعاون الكامل والشفاف والفوري» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكر تقرير للوكالة الدولية، نقلت وكالة «بلومبرغ» فقرات منه، أن إيران نقلت جيلاً جديداً من أجهزة الطرد المركزي إلى مستودع في منشأة نطنز الذي شهد حادثة غامضة في 2 يوليو (تموز). وصرح غروسي بأن إيران أطلعت الوكالة «على ما يحدث» في نطنز، وأن ذلك جزء من «العمل الجاري» للمفتشين.
ومن المتوقع أن يتحدث غروسي مع المسؤولين الإيرانيين بشأن منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.



غروسي يزور موقعين نوويين في إيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
TT

غروسي يزور موقعين نوويين في إيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)

زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الجمعة، موقعين نوويين رئيسيين في إيران، في وقت تؤكد طهران أنها تريد إزالة «أي شكوك أو غموض» بشأن برنامجها النووي الذي يثير جدلاً.

وتُعد المحادثات في طهران مع مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) المقبل إلى البيت الأبيض.

وتأتي زيارة غروسي قبل مشروع قرار حساس قد تطرحه لندن وبرلين وباريس على مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة خلال الشهر الحالي. وزار غروسي الموقعين الواقعين على مسافة مئات الكيلومترات عن طهران، حسب صورتين نشرتهما وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا». وفي كلّ من الصورتين، يظهر غروسي أمام مدخل إحدى المنشأتين برفقة بهروز كمالوندي الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.

«الانخراط الدبلوماسي»

منشأة «نطنز» النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)

وقال الباحث سامويل هيكي من مركز الإشراف على الأسلحة وعدم انتشارها في واشنطن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «(نطنز) هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، بينما يضم (فوردو) بعضاً من أكثر أجهزة الطرد المركزي تطوراً».

وأضاف هيكي أن «فوردو» يُعد «من بين أكثر المواقع الإيرانية حساسية من ناحية الانتشار».

وشدّد الباحث على أن إيران تظهر من خلال زيارة غروسي أن «الوصول الأسهل إلى هذه المنشآت يمر عبر الانخراط الدبلوماسي». ويُراقب موقع «فوردو» في وسط إيران عن كثب منذ أن بدأت طهران إنتاج اليورانيوم المخصّب عند مستوى 60 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، فضلاً عن موقع «نطنز» في وسط إيران أيضاً.

كما قال ديفيد آلبرايت رئيس المعهد من أجل العلوم والأمن الدولي، ومقره في الولايات المتحدة، والمتخصص بانتشار الأسلحة النووية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن إيران «تتظاهر بالتعاون من أجل تقويض الدعم لقرار في مجلس المحافظين».

«مستعدون للتعاون»

بزشكيان يستقبل غروسي في طهران يوم الخميس (الرئاسة الإيرانية - أ.ف.ب)

وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة السلاح النووي، التي تخصب اليورانيوم بمستوى يصل إلى 60 في المائة مع الاستمرار في تعزيز مخزوناتها من اليورانيوم. وتثير آثار يورانيوم غير معروفة المصدر عُثر عليها في موقعين غير مصرح عنهما قرب طهران - هما «تورقوز آباد» و«ورامين» - شكوكاً لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، للتلفزيون العام، الخميس: «نحاول تهدئة الأجواء بعض الشيء». كما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه غروسي: «كما أثبتنا مراراً حسن نوايانا، نحن مستعدون للتعاون والتقارب مع هذه المنظمة الدولية من أجل إزالة جوانب الغموض والشكوك المزعومة حول الأنشطة النووية السلمية لبلادنا».

أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فكتب عبر منصة «إكس»، قائلاً: «نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكننا لسنا مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب». وقد التقى غروسي، الخميس، أيضاً. وكان عراقجي في عام 2015 كبير مفاوضي إيران في المباحثات حول برنامجها النووي مع القوى العظمى.

سياسة «ضغوط قصوى»

صورة التقطها قمر «ماكسار للتكنولوجيا» تظهر عمليات توسع في محطة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم بين أغسطس 2020 و11 ديسمبر من العام نفسه (أ.ف.ب)

وانتهج ترمب خلال ولايته الأولى بين عامين 2017 و2021 سياسة «ضغوط قصوى» حيال إيران، وأعاد فرض عقوبات مشددة عليها أبقت عليها لاحقاً إدارة جو بايدن. وفي عام 2018، أعلن ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وأبرم الاتفاق النووي بين طهران و6 قوى كبرى في عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.

وتنفي طهران أن يكون لديها طموحات كهذه على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة. ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت طهران التراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو وتوسّع برنامجها النووي بشكل كبير. ومن أبرز تلك الخطوات رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3.67 في المائة، وهو السقف الذي حدّده الاتفاق النووي، إلى 60 في المائة، وهو مستوى قريب من نسبة الـ90 في المائة المطلوبة لتطوير سلاح ذري.