الإمارات: إطلاق مجلس للباحثين الشباب العرب

يسعى لتعزيز البحث العلمي وتنشيط الحراك البحثي وتوفير أبحاث داعمة للتنمية

تغطي أنشطة المجلس الذي أطلقه مركز الشباب العربي عدداً من التخصصات البحثية بما في ذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية (الشرق الأوسط)
تغطي أنشطة المجلس الذي أطلقه مركز الشباب العربي عدداً من التخصصات البحثية بما في ذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات: إطلاق مجلس للباحثين الشباب العرب

تغطي أنشطة المجلس الذي أطلقه مركز الشباب العربي عدداً من التخصصات البحثية بما في ذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية (الشرق الأوسط)
تغطي أنشطة المجلس الذي أطلقه مركز الشباب العربي عدداً من التخصصات البحثية بما في ذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية (الشرق الأوسط)

أعلن مركز الشباب العربي إطلاق «مجلس الباحثين الشباب العرب» بالشراكة مع عدد من الشباب العربي المهتم والمتخصص بالبحث العلمي، وذلك من أجل المساهمة في اختيار مساقات واضحة وواعدة للبحث العلمي العربي في عالم ما بعد «كوفيد - 19».
وقال المركز الذي يتخذ من الإمارات مقراً له، إن المجلس الذي يضم مجموعة من الباحثين العرب الشباب من مختلف الدول العربية يهدف إلى تحليل احتياجات الوطن العربي في مختلف تخصصات البحث العلمي، وترتيبها من حيث الأولوية، والمساهمة في تعزيز جهود البحث العلمي في العالم العربي، وتنشيط الحراك البحثي، وتوفير أبحاث عربية داعمة للتنمية، وترسيخ ثقافة البحث العلمي والتخصص واستثمار المواهب والقدرات والإمكانات العلمية، وتشجيع الباحثين الشباب في الوطن العربي على لعب دور أكبر في تنمية مجتمعاتهم.
وأضاف «تأتي هذه الخطوة بعد الإقبال من جانب الباحثين الشباب على نشر أبحاثهم في مختلف الاختصاصات عبر (منصة أبحاث الشباب العربي) التي أطلقها المركز عام 2019؛ لتضم حتى الآن أكثر من 2000 عضو مسجل، وتضع في متناول الشباب العربي 1181 ورقة بحثية من إعداد الشباب، حيث استقبلت المنصة أوراقاً بحثية من مختلف المجالات أكثرها في الهندسة والعمارة والطب والعلوم البيئية والاقتصاد من 162 جامعة وكلية يمثلون 17 دولة عربية. بالإضافة إلى التعاون مع الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء في دولة الإمارات التي قامت بمنح 100 باحث عربي شاب حقوق الملكية الفكرية لأبحاثهم».
وقالت شما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي «لدى الشباب العربي طاقات كامنة وأفكار جديدة متميزة، ومهمتنا توفير الآليات وتسهيل الظروف التي تساعده على تفعيل تلك الطاقات وبلورة تلك الأفكار؛ لذلك نسعى لإشراك الشباب العربي في صياغة وتنفيذ وإدارة مبادرات وبرامج شبابية مستقبلية تلبي تطلعاته وتحقق طموحاته».
ودعت الباحثين العرب الشباب إلى نشر أبحاثهم في مختلف التخصصات لتعود فائدتها على أكبر شريحة ممكنة من الدارسين، وتشكل خريطة طريق بإحداثيات لمصممي السياسات وصناع القرار لوضع خطط تنموية شاملة وتحقيق أهدافها.
بدوره، قال سعيد النظري، مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز الشباب العربي «نسعى من خلال المجلس إلى إثراء مشهد البحث العلمي العربي بأفكار ونصائح عملية من أصحاب التخصص والكفاءة والمساهمة في وضع استراتيجية شاملة لمنصة أبحاث الشباب العربي، وتوسيع نطاق الأبحاث الشبابية العربية لتشمل مواضيع حيوية لمستقبل التنمية مثل العلوم المتقدمة والإعلام الجديد واستكشاف الفضاء وتطبيقات الذكاء الصناعي والثورة الصناعية الرابعة».
وتغطي أنشطة المجلس عدداً من التخصصات البحثية، بما في ذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية، والعلوم الطبية والطبيعية، والاقتصاد والإدارة، والإعلام والسياسات العامة، والهندسة والرياضيات والعلوم التطبيقية، والحوسبة والاتصالات.
من ناحيته، قال صادق جرار، نائب المدير التنفيذي لمركز الشباب العربي «سنعمل مع مجلس الباحثين الشباب العرب على تخطيط وتطوير مشاريع ومبادرات بحثية تابعة للمركز واقتراح الموضوعات التي من شأنها أن تسهم في دعم رؤية المركز في مجالات تنمية القدرات وإشراك وتمكين الشباب العربي».
وتقوم آلية عمل مجلس الباحثين الشباب العرب على اختيار أعضاء المجلس بما يتوافق مع المجالات البحثية، والتوزيع الجغرافي، والفئة العمرية.


مقالات ذات صلة

«كايرو كوميكس»... أحلام الشباب تُجسِّدها القصص المصوَّرة

يوميات الشرق مشهد من معرض «من قتل أسمهان» (الشرق الأوسط)

«كايرو كوميكس»... أحلام الشباب تُجسِّدها القصص المصوَّرة

يقدّم المهرجان - الذي اختار أيقونة مجلة «ماجد» الإماراتية «كسلان جداً»، للفنان المصري مصطفى رحمة، شخصية هذا العام - أعمال فنانين من الأردن وسويسرا والأرجنتين.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق وائل مرقص وعلاقة حب مع الخطّ العربي (صور الفنان)

وائل مرقص لـ«الشرق الأوسط»: الخطّ العربي مفتاح الهوية العربية الواحدة

حقّق وائل مرقص شهرته من خلال علاقته بالخطّ العربي. إقامته في أميركا منذ نحو 12 عاماً زادت من توطيدها. فالغربة، كما يقول، «توقظ عندنا مشاعر الحنين لأوطاننا».

فيفيان حداد (بيروت)
شمال افريقيا شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

بحسب دراسة أجراها «الباروميتر العربي» صدرت قبل أكثر من شهر، فإن 7 من كل 10 شباب تونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يريدون الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة سعودية تزايد عدد المستخدمين للألعاب الإلكترونية في المنطقة يتطلب استراتيجية مثالية لتلبية رغباتهم (الشرق الأوسط)

«الاتحاد السعودي» و«نيكو بارتنرز» يقودان استراتيجية توطين الألعاب بالمنطقة

تعاونت شركة «نيكو بارتنرز» مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لمساعدة الشركات على فهم خصوصية منطقة الشرق الأوسط في مجال توطين الألعاب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب

«بيلبورد عربية» تطلق 4 قوائم جديدة وتحتفي باللهجات

أعلنت «بيلبورد عربية» عن إطلاقها 4 قوائم جديدة خاصة باللهجات الخليجية، والمصرية، والشامية، والمغاربية، للإضاءة على تنوّع اللغة العربية.


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».