كيف تطور البعوض لينجذب للبشر بدلاً من الحيوانات؟

بعوضة الزاعجة المصرية (رويترز)
بعوضة الزاعجة المصرية (رويترز)
TT

كيف تطور البعوض لينجذب للبشر بدلاً من الحيوانات؟

بعوضة الزاعجة المصرية (رويترز)
بعوضة الزاعجة المصرية (رويترز)

رغم وجود حوالي 3500 نوع من البعوض حول العالم، إلا أن القليل منها فقط ينجذب للبشر ويكون مسؤولا عن نشر الأمراض المعدية لهم.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فمن بين البعوض المتعطش للدم البشري، بعوضة الزاعجة المصرية، وهي الناقلة الأساسية للحمى الصفراء، وفيروس زيكا، وحمى الضنك، وفيروس شيكونغونيا.
ولكن كيف تطورت بعوضة الزاعجة المصرية لتتخصص في لدغ الناس فقط ونقل الأمراض لهم بدلا من الانجذاب للحيوانات؟ هذا ما كشفته دراسة جديدة نُشرت أمس الخميس في مجلة Current Biology، حيث أشارت إلى أن هناك عاملين يلعبان دورًا رئيسيًا في انجذاب البعوض للبشر وهما المناخ الجاف والكثافة السكانية في المدن.
ودرس الباحثون البعوض في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ووجدوا أن مختلف أنواع البعوض لديها في الواقع أذواق متباينة.
ووجد الباحثون أن البعوض الذي يعيش في المدن الكثيفة مثل كوماسي، أو واغادوغو، أظهر استعدادًا متزايدًا للدغ البشر.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الباحثون أن البعوض الذي يعيش في المناخ الجاف يكون لديه تفضيل قوي للبشر أيضا، مثلما يحدث في منطقة الساحل في أفريقيا، الممتدة من السنغال إلى السودان وإريتريا.
وأرجع الباحثون السبب في ذلك إلى أن البعوض يعتمد على البشر الذين يخزنون المياه في أجسامهم لتعوض حاجتهم للماء في موسم الجفاف الشديد.
ولفتت الدراسة إلى أن الكثير من أنواع البعوض طورت نفسها خلال السنين الماضية لتلدغ البشر بدلا من الحيوانات الأخرى، نتيجة لعيشهم في المدن ذات الكثافة السكانية، وفي المناخ الجاف، وحذر الباحثون من أن هذا يعني أن التحضر في العقود القادمة يمكن أن يؤدي إلى تطور وظهور المزيد من البعوض القاتل للإنسان في المستقبل.
وقال نوح روز، الباحث بجامعة برينستون في نيوجيرسي والذي شارك في الدراسة: «هناك تنوع واختلاف كبير في تفضيلات البعوض. البعض يحب أن يعض البشر والبعض الآخر لا يحب أن يقترب من البشر على الإطلاق».
وأضاف: «في البداية اعتقدنا أن البعوض الذي يعيش حول البشر يود ببساطة أن يعض الناس وأن البعوض الذين يعيش في الغابات لا يفضل الدم البشري، لكننا فوجئنا حقًا بأن الأمر لا يقتصر على ذلك، حيث يلعب المناخ الجاف دورا كبيرا أيضا في هذا الأمر».
وحذر نوح من أن تطوير الكثير من البعوض لنفسه وتحوله من الانجذاب للحيوانات إلى الانجذاب للبشر يعني أن الطريقة التي ينشر بها البعوض المرض يمكن أن تتغير أيضًا.
ويتسبب البعوض في وفاة الملايين كل عام، وقد قالت منظمة الصحة العالمية إن السيطرة على البعوض يمكن أن تقلل بشكل فعال من انتقال الأمراض التي يتم نقلها من خلاله مثل زيكا والحمى الصفراء، ولكنها أشارت إلى أن «مكافحة البعوض معقدة ومكلفة».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أفضل طرق الإقلاع عن التدخين الإلكتروني

يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)
يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)
TT

أفضل طرق الإقلاع عن التدخين الإلكتروني

يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)
يدخن بعض المدخنين الإلكترونيين للابتعاد عن التدخين التقليدي (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)

نجحت دراسة جديدة قادتها باحثة من جامعة ماساتشوستس أمهرست بالولايات المتحدة في تحديد الاستراتيجيات الأكثر فعالية لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.

وكشفت النتائج، التي نُشرت في «قاعدة بيانات كوكرين» للمراجعات البحثية المنهجية، عن أن «الفارينيكلين» الدواء الذى يوصف طبياً يمكنه مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، وكذلك الحال فيما يتعلق بالتدخلات القائمة على الرسائل النصية عبر الوسائط الإلكترونية.

ويقدم نهج الرسائل النصية مزيجاً من المحتوى التحفيزي، بالإضافة إلى محتوى حول المعايير الاجتماعية والنصائح حول طرق الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. فهل أنت مستعد الآن للإقلاع عن التدخين الإلكتروني مع بدايات العام الجديد؟

وقالت المؤلفة الرئيسية جيمي هارتمان بويس، الأستاذة المساعدة للسياسة الصحية والإدارة في كلية الصحة العامة وعلوم الصحة في جامعة ماساتشوستس أمهرست: «هذا مجال بحثي لا يزال في ​​بدايته، ولكنه ينمو بسرعة وبشكل عضوي من خلال الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية ويسألون عن المساعدة للإقلاع عن التدخين».

وأضافت: «نحن نعلم أيضاً أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية بوصفها وسيلة للابتعاد عن التدخين التقليدي، غالباً ما يكونون حريصين على معرفة كيفية الانتقال إلى بر الأمان بعيداً عن التدخين دون الانتكاس مجدداً إلى التدخين التقليدي، وهو أمر مهم حقاً».

ووجدت «مراجعات كوكرين» «أدلة عالية اليقين» على أن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى فرص أفضل للإقلاع عن التدخين مقارنة باللصقات أو العلكة أو أقراص الاستحلاب أو غيرها من علاجات استبدال النيكوتين التقليدية.

كما توصلت إلى أن البرامج المصممة لتقديم الدعم عبر الرسائل النصية تبدو فعالة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و24 عاماً. كما كان دواء «فارينيكلين» فعالاً بشكل محتمل للبالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.

وكان فريق العلماء، بما في ذلك المؤلفان الرئيسيان نيكولا ليندسون وأيلسا بتلر في قسم علوم الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد البريطانية، قد فحصوا نتائج 9 دراسات عشوائية ذات صلة شملت أكثر من 5 آلاف مشارك. وكان هدف الباحثين هو تقييم فعالية الأدوات التي تم اختبارها لمساعدة الأفراد على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. ونظراً للعدد المحدود من الدراسات، يوضح الباحثون أن هذه الأدلة تحتاج إلى مزيد من التحقيق.

وهو ما علق عليه بتلر: «مع نتائج مراجعة (كوكرين)، أصبح لدى المتخصصين في الرعاية الصحية الآن أدلة أولية على مناهج محددة يمكنهم التوصية بها، وخصوصاً للشباب الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. ومع ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من البحث لاستكشاف هذه الأساليب وغيرها».

ويبدأ الأفراد، وخصوصاً الشباب الذين لم يدخنوا قط، في التدخين الإلكتروني وقد يواجهون مخاطر صحية أو يطورون اعتماداً على النيكوتين.

وتقول هارتمان بويس: «أعتقد أنه من الواضح أن النهج الذي جرى التوصل إليه يساعد الشباب». وأضافت: «السؤال هو هل سيساعد ذلك مجموعات سكانية أخرى؟».

وتوضح هارتمان بويس أن هناك دراسات أكثر صلة جارية، وستظل هذه القضية ذات أولوية عالية لدى «كوكرين»، مشددة على أن: «هذه منطقة بحثية مبكرة حقاً».

قبل أن تختتم كلامها: «هذه مراجعة حية ومنهجية، وسنبحث عن أدلة جديدة، ونقوم بتحديث المراجعة فور صدورها، لأننا نعلم أن هذا البحث يتطور يوماً بعد آخر».