«غوغل» تساعد في اكتشاف أساسيات الكتابة الهيروغليفية لمصر القديمة

«الشرق الأوسط» باللغة الهيروغليفية (أول 6 رموز من اليسار إلى اليمين هي «الشرق» وآخر رمزين من اليسار إلى اليمين هما «الأوسط»)
«الشرق الأوسط» باللغة الهيروغليفية (أول 6 رموز من اليسار إلى اليمين هي «الشرق» وآخر رمزين من اليسار إلى اليمين هما «الأوسط»)
TT

«غوغل» تساعد في اكتشاف أساسيات الكتابة الهيروغليفية لمصر القديمة

«الشرق الأوسط» باللغة الهيروغليفية (أول 6 رموز من اليسار إلى اليمين هي «الشرق» وآخر رمزين من اليسار إلى اليمين هما «الأوسط»)
«الشرق الأوسط» باللغة الهيروغليفية (أول 6 رموز من اليسار إلى اليمين هي «الشرق» وآخر رمزين من اليسار إلى اليمين هما «الأوسط»)

احتفاء بمرور 221 عاما على اكتشاف «حجر رشيد» في 15 يوليو (تموز) 1799، أطلقت «غوغل» الأمس الأربعاء أداة جديدة مجانية تستخدم تقنيات الذكاء الصناعي لفك الرموز الهيروغليفية إلى اللغتين العربية والإنجليزية، وأطلقت عليها اسم «فابريشوس» Fabricius.
وتقدم هذه الأداة تجربة تفاعلية للتعرف على الكتابة الهيروغليفية وتساعد في دعم جهود علماء اللغات ورفع مستوى الوعي حول تاريخ وتراث الحضارة المصرية القديمة. وتم إنشاء هذه الأداة بالتعاون مع علماء المصريات حول العالم والمركز الأسترالي لعلم المصريات في جامعة «ماكويري» الأسترالية و«سايك إنتراكتيف» وشركة «أوبيسوفت». وحضرت «الشرق الأوسط» مؤتمرا افتراضيا لخبراء «غوغل» قبل أيام من إطلاقها، وذلك للتحدث حول هذه الأداة والهدف منها.
وتعتبر الرموز الهيروغليفية القديمة واحدة من أول أشكال الكتابة، ويترجم علماء المصريات النصوص الهيروغليفية بالطريفة نفسها منذ أكثر من 200 عام. وأسهم الزمن والرياح والأمطار وأعمال التخريب جميعها في فقدان أو تلف النقوش الهيروغليفية القيمة. هذا الأمر جعل إمكانية التعرف على الرموز الهيروغليفية التالفة أو التسلسلات المرجحة للرموز مهارة أساسية لأي عالم مصريات.
وتستطيع تقنيات التعلم الآلية تقليص وقت ترجمة اللغات القديمة بشكل كبير، وفتح آفاق جديدة أمام الأبحاث، حيث يقوم النظام بمقارنة كل رسمة مع أكثر من 800 نقشة هيروغليفية فورا باستخدام تقنيات Cloud Auto ML السحابية للتعلم الآلي من «غوغل».
وتسعى الأداة إلى تسهيل عملية جمع وفهرسة وفهم رموز اللغة الهيروغليفية عبر استخدام تقنيات الذكاء الصناعي والتعلم الآلي، وذلك بتصوير الرموز الموجودة أمام المستخدم وتحليلها وفهمها واقتراح الرموز الصحيحة لها، ومعاني تلك الرموز. ويمكن من خلال هذه الأداة تعلم معاني الرموز، أو معرفة الرموز التي تم فقدان جزء منها وتقديره لفهم معناه. كما تقدم الأداة القدرة على تحويل النصوص الحديثة إلى رموز باللغة الهيروغليفية ومشاركتها مع الأصدقاء لحثهم على تعلم اللغة.
وفي حديث مع «تشانس كونيرو»، مسؤول مشاريع الحفاظ على التراث في «غوغل للفنون والثقافة»، قال إن نسبة الخطأ في التعرف على الرموز منخفضة جدا، وتزداد انخفاضا مع مرور الوقت بسبب استخدام تقنيات تعلم الآلة وقدرتها على تصحيح الأخطاء بعد التعرف عليها. وأضاف أن تحويل بعض الكلمات والمصطلحات الحديثة التي لم تكن موجودة في اللغة الهيروغليفية سيتم وفقا للمعنى والكلمات المقاربة التي يمكن استخدامها.
ولدى الدخول لموقع الخدمة، يمكن للمستخدم اختيار «الدرس» أو «اللعب» أو «العمل». ويقدم «الدرس» الخطوة الأولى لتعلم أسس الكتابة الهيروغليفية، بينما تقدم صفحة «اللعب» القدرة على مشاركة رسائل الهيروغليفية مع الآخرين. وتقدم صفحة «العمل» مجموعة من الأدوات للكومبيوترات المكتبية لمساعدة الباحثين على ترجمة الرموز الهيروغليفية بعد التقاط صورة لها ومعالجة تلك الصور باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي للتعرف على الرموز ومعانيها بدقة عالية. وتسعى «غوغل» من خلال منصتها المجانية للفنون والثقافة إلى التعرف على فنون وتراث ومعالم ثقافية تابعة لأكثر من ألفي مؤسسة حول العالم وإبرازها، وذلك باستخدام الواقعين الافتراضي والمعزز، إلى جانب تقديم تجارب تفاعلية عديدة. وحولت «غوغل» صور أكثر من 20 موقعا تاريخيا إلى الصيغة الرقمية منذ عام 2013، مثل أهرامات الجيزة في مصر، والبتراء في الأردن، ومسجد الشيخ زايد الكبير في الإمارات، ومنطقة بعلبك في لبنان، ومسرح الجم في تونس، إلى جانب إنشاء معارض افتراضية للمسجد الأموي وآثار تدمر في سوريا.
ويمكن استخدام الأداة بزيارة موقعها artsexperiments.withgoogle.com/fabricius، ويمكن زيارة منصة «غوغل» المجانية للفنون والثقافة عبر الرابط التالي: artsandculture.google.com


مقالات ذات صلة

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

تكنولوجيا صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)

«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

طوَّرت شركة «غوغل» شريحة حاسوبية كمومية تتمتع بسرعة فائقة لا يمكن تصورها، حيث تستغرق خمس دقائق فقط لإكمال المهام التي قد تتطلب نحو 10 سبتيليونات سنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
علوم نظّم بعض موظفي «غوغل» اعتصامات في مكتبين للشركة منتقدين مشروع «نيمبوس» في أبريل الماضي

«غوغل» قلقة من انتهاكات حقوق الإنسان بسبب عقدها التقني مع إسرائيل

ظلّت شركة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» تدافع عن صفقتها مع إسرائيل أمام الموظفين الذين يعارضون تزويد الجيش الإسرائيلي بالتكنولوجيا، ولكنها كانت تخشى أن يضر…

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.