«المسلة المعلقة» في مصر لإبراز «خرطوش رمسيس الثاني»

نموذج المسلة المعلقة أمام المتحف الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية)  -  أثناء نقل المسلة من صان الحجر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
نموذج المسلة المعلقة أمام المتحف الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية) - أثناء نقل المسلة من صان الحجر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

«المسلة المعلقة» في مصر لإبراز «خرطوش رمسيس الثاني»

نموذج المسلة المعلقة أمام المتحف الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية)  -  أثناء نقل المسلة من صان الحجر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
نموذج المسلة المعلقة أمام المتحف الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية) - أثناء نقل المسلة من صان الحجر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أمام المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة (غرب القاهرة) تعكف السلطات المصرية حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على قاعدة المسلة المعلقة التي تعد الأولى من نوعها في مصر والعالم، والتي سوف تتيح رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني لأول مرة بكعب المسلة.
ويواصل المرممون بالمتحف الكبير حالياً ترميم المسلة، بحسب الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشؤون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل مستمر في أعمال الترميم الدقيق التي سيتم الانتهاء منها قريباً، تمهيداً لتثبيت المسلة على قاعدة مرتفعة أمام المتحف المصري الكبير، في معجزة علمية وهندسية». وتتضمن عملية الترميم التنظيف الكيميائي والميكانيكي للمسلة، ومعالجة الشروخ الموجودة بها، وتقويتها.
وتعود فكرة المسلة المعلقة إلى نهاية عام 2018؛ حيث اقترح اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير، إنشاء ميدان لمسلة معلقة أمام المتحف، وبدأ وضع التصميمات الهندسية للمسلة والميدان، والتي تتيح للزائر لأول مرة رؤية الخرطوش الذي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والموجود أسفل قاعدة المسلة، والذي ظل مخفياً لأكثر من 3500 عام هي عمر المسلة.
وتم الانتهاء من الهيكل الإنشائي لقاعدة المسلة بنسبة 100 في المائة، بحسب مفتاح الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»: «استكمال أعمال تنسيق الميدان حالياً، بعد تسلم المتحف التصميمات الهندسية للمشروع من (جامعة القاهرة) التي صممت المشروع بالتعاون مع مكتب استشاري كبير».
وقال مفتاح إن «الزائر سيسير على أرضية زجاجية تتيح له رؤية قاعدة المسلة الأثرية للمرة الأولى، وإذا رفع نظره للأعلى سيرى على مسافة 3 أمتار خرطوش الملك رمسيس الذي سيظهر في كعب المسلة المعلقة على أربعة أعمدة»، مشيراً إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض القاعدة الأثرية الأصلية للمسلة، والتي تم تجاهلها في كل ميادين المسلات في العالم؛ حيث ستعرض القاعدة في فاترينة زجاجية في الأرض، أسوة بما كان يحدث في مصر القديمة؛ حيث كانت القاعدة تدفن في التربة». وصممت قاعدة المسلة بمواصفات خاصة، روعيت فيها الاهتزازات ووزن المسلة، وفقاً لزيدان الذي يوضح أن «المسلة ستكون أول من يستقبل زوار المتحف الكبير»، وقبل دخول الزائر أسفل قاعدة المسلة سيكون باستطاعته قراءة اسم مصر بكل لغات العالم الذي سيتم حفره على الكسوات الخارجية للأعمدة الحاملة للمسلة، بجانب مراعاة الجوانب الأثرية والهندسية في تصميم ميدان المسلة، وتحويل الميدان إلى بانوراما تخطف الأنظار، على حد قوله.
وتم نقل المسلة المقرر تعليقها أمام المتحف من منطقة صان الحجر، بمحافظة الشرقية (دلتا مصر) وهي تعود للملك رمسيس الثاني، وطولها 16 متراً، ويبلغ وزنها بالقاعدة الأثرية نحو 110 أطنان، وتحتوي على خرطوش الملك رمسيس الثاني، وستعرض المسلة في بهو المتحف الكبير الخارجي على مساحة تبلغ نحو 28 ألف متر مربع.
وتستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، العام المقبل، بعد تأجيل الحدث بسبب جائحة «كورونا». ومن المقرر أن يقام حفل الافتتاح على مدار عدة أيام، ويحضره ملوك ورؤساء العالم، نظراً لأهمية المتحف الذي سيضم كنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، التي تعرض كاملة للمرة الأولى منذ اكتشافها عام 1922.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.