اكتشاف ثاني أقدم «وحش كوني» ظهر بعد 700 مليون سنة على الانفجار العظيم

رسم تخيلي للنجم الزائف المكتشف حديثاً
رسم تخيلي للنجم الزائف المكتشف حديثاً
TT

اكتشاف ثاني أقدم «وحش كوني» ظهر بعد 700 مليون سنة على الانفجار العظيم

رسم تخيلي للنجم الزائف المكتشف حديثاً
رسم تخيلي للنجم الزائف المكتشف حديثاً

اكتشف علماء الفلك، ثاني أقدم النجوم الزائفة، والمعروفة بـ«الكوايزر»، والتي تحتوي على وحش كوني، وهو ثقب أسود بكتلة تعادل 1.5 مليار كتلة شمس. والكوايزر، هو المنطقة الغازية الساخنة المحيطة مباشرة بالثقب، وتأتي الإشارات الخاصة به والتي يمكن التقاطها من منطقة واحدة، مثل النجم، ولذلك سمي بـ«النجم الزائف»، ووثقت الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «رسائل مجلة الفيزياء الفلكية» في 24 من شهر يونيو (حزيران) الجاري، اكتشاف أحدها ورجحت أنه يعود إلى 700 مليون عام بعد الانفجار العظيم، وهو النظرية الفيزيائية التي تفسر نشأة الكون.
وأطلق الباحثون على الكوايزر المكتشف اسم (J1007 + 2115)، وقالوا إنه أصغر بمليون عام، وهو زمن أقل جداً وفق المعايير الكونية، من الآخر المكتشف في عام 2018. والذي سمي بـ(J1342 + 0928).
وتشير نظرية تشكل هذا الوحش الكوني والتي أوردها الباحثون في دراستهم، إلى أنه في بداية الكون بعد الانفجار الكبير، كانت الذرات بعيدة جداً عن بعضها بعضاً للتفاعل وتشكيل النجوم والمجرات، وحدث ولادة النجوم والمجرات كما نعرفها خلال الحقبة المعروفة بـ«عودة التأين» بعد نحو 400 مليون سنة من الانفجار العظيم.
ويقول شياوهوي فان، الرئيس المساعد لقسم علم الفلك بجامعة أريزونبا في تصريحات لموقع «phys» يوم 26 يونيو الجاري: «في أعقاب الانفجار العظيم، كان الكون بارداً جداً، لأنه لم تكن هناك نجوم بعد، ولا ضوء، واستغرق ظهور النجوم والمجرات الأولى نحو 300 إلى 400 مليون سنة، وبدأوا في تسخين الكون، وتحت تأثير هذا التسخين، تم تجريد جزيئات الهيدروجين من الإلكترونات في عملية تعرف باسم (التأين)، واستمرت هذه العملية بضع مئات من ملايين السنين فقط (غمضة عين في حياة الكون)، وهي موضوع البحث المستمر».
ويضيف: «بعد ذلك حدثت حقبة (إعادة التأين) والتي يعتقد أن الكوايزر المكتشف حديثاً قد تشكل في منتصفها، ومثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم تلك الحقبة وتكوين الثقوب السوداء الهائلة المبكرة والمجرات الضخمة».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.