محلات الملابس في إنجلترا تستعد لفتح أبوابها... والقوانين «غريبة»

الحجر 14 يوماً يطال السلع التي يتم لمسها وغرف القياس ستبقى مقفلة

محلات الملابس في إنجلترا تستعد لفتح أبوابها... والقوانين «غريبة»
TT

محلات الملابس في إنجلترا تستعد لفتح أبوابها... والقوانين «غريبة»

محلات الملابس في إنجلترا تستعد لفتح أبوابها... والقوانين «غريبة»

السؤال الذي يطرحه كثيرون حاليا، «كيف ستكون حياتنا بعد رفع قيود الحجر بالكامل؟» والسؤال الشبيه الأخير: «كيف سنعيش حاليا؟»، وبالفعل السؤالان منطقيان لأن الناس سئمت من الحجر المنزلي الطويل وعدم توفر أي منفس، لا مطعم ولا نادٍ رياضي أو دار سينما ومحل لبيع الألبسة... ولولا توفر شبكة الإنترنت وإمكانية التواصل افتراضيا والتسوق إلكترونيا لكان الوضع مأساويا أكثر.
بدأت عدة بلدان حول العالم برفع قيود الحجر تدريجيا، وجاء دور إنجلترا التي تنتظر إعادة فتح محلات بيع المنتجات غير الأساسية ومراكز التسوق الكبرى الاثنين الخامس عشر من يونيو (حزيران) الحالي. ولكن بشروط تعجيزية.
نسبة كبيرة من المحلات ستفتح أبوابها وتلتزم بالقوانين المفروضة من الدولة، ومحلات أخرى لم تتمكن من الصمود بوجه عاصفة كورونا فغرقت ولن تفتح أبوابها أبدا مثل متاجر «أويسس» و«ديبينهامس» و«ويرهاوس» و«فيكتوريا سيكريت» و«مونسون» وغيرها من المحلات الأخرى، وهناك نسبة من المحلات التي تجد بأن تطبيق القوانين التي تفرض التباعد الاجتماعي وتقليل عدد الزبائن في المحل... من شبه المستحيلات ففضلت عدم إعادة فتح أبوابها قبل تحسن الوضع وعودة الحياة إلى شبه طبيعية.
نشرت جمعية التجار البريطانية «بي آر سي» و«أوسدو» تعليمات صارمة لا بد أن تقيد بها العاملون في المحلات والمتسوقين، وعلى رأسها الحد من عدد الزبائن في المحل الواحد (وهذا يعني طوابير طويلة خارج المحل)، كما يفرض وضع حواجز ولافتات تذكر الزبائن بأهمية التباعد الاجتماعي والالتزام بمسافة مترين فاصلة بين الأشخاص، وهذه اللافتات ستوضع خارج وداخل المتجر، وتوصي التعليمات المتسوقين بالذهاب للتبضع بمفردهم وعدم اصطحاب باقي أفراد العائلة للتقليل من عدد المتواجدين في المتجر وإعطاء الفرصة للمتسوقين للتبضع براحة.
ومن المطلوب أيضا من المتاجر الكبرى اعتماد مبدأ الخط الالتفافي باتجاه واحد، للحد من تلاقي الزبائن في وسط المتجر، وهذه الخطوط تنتهي بك عند نقاط الدفع ومنها إلى المخرج.
ومثلما نرى حاليا بأن العاملين في محلات السوبرماركت يضعون أقنعة شفافة على الوجه وقفازات بلاستيكية وكمامات، فسيفرض على البائعين في محلات الملابس القانون ذاته لحمايتهم من التقاط الفيروس (ولهذا السبب ستقوم بعض المحلات التجارية بتغيير ساعات عملها والتقليل منها حرصا منها على راحة العمال، لأن الكمامات تؤثر على التنفس وهناك من لا يحتملها).
رغم صرامة القيود التعجيزية لقطاع التجارة الذي يعتبر العصب الحيوي في أي بلد وتعول عليه بريطانيا بشكل كبير إلى جانب السياحة، فهناك بعض المتاجر التي رأت في الوضع فرصة للإبداع وخلق روتين لطيف جديد، وكان متجر «سيلفريدجز» السباق في طرح سبل جديدة من نوعها، سيعلن عنها يوم الاثنين المقبل ودعا عددا من الصحافيين لتغطية الحدث والتعرف على الأفكار الجديدة التي لم يفصح عنها، مكتفيا بالإعلان عن «تجربة التسوق السعيد» وهو عبارة عن تمكين المتسوقين من زيارة المتجر خارج ساعات العمل برفقة متسوق شخصي. ومن المتوقع بأن يقوم المتجر بتقديم عروض التسلية للزبائن المنتظرين في الطوابير لدخول المتجر.
وبحسب الجمعية البريطانية المستقلة للتجار، فهناك نسبة واحد من بين رب عمل لن يفتح أبواب عمله قبل جعل القيود أسهل.
ففي إنجلترا ستفتح المراكز التجارية والمحلات أبوابها من يوم الاثنين المقبل، وفي آيرلندا الشمالية فتحت المحلات أبوابها في الثاني عشر من الشهر الحالي، في حين لم يقرر بعد تاريخ إعادة فتح المحلات في كل من مقاطعة ويلز واسكوتلندا.
وفي الظل المعاناة الاقتصادية السيئة في بريطانيا، هناك معلومات تفيد بأن الحكومة قد تعد قانون ساعات عمل المتاجر أيام الأحد، فالمسموح به عادة ووفقا لقانون التجارة القديم هو السماح للمتاجر والمولات بفتح أبوابها أيام الأحد لست ساعات فقط، وهذا ما ينظر اليوم لتعديله لكي تستطيع المحلات من استقبال الزبائن لساعات أطول. ففي إنجلترا تفتح المحلات كل يوم أحد من الساعة 12 إلى الساعة 6 أو ما قبل، في حين تفتح المحلات في آيرلندا الشمالية من الساعة 1 ولغاية الساعة 6 مساء. إلا أن اسكوتلندا تسمح للمحلات بفتح أبوابها طيلة أيام الأحد.
والصعوبة التي ستواجه المحلات التجارية وخاصة محلات بيع الملابس إلى جانب الالتزام بالتباعد الاجتماعي وتغيير صيغة البيع، الحاجة إلى حجر كل سلعة يلمسها الزبون ولا يشتريها، فلن تعود تلك القطع إلى صالة البيع إلا بعد 14 يوما وهذا الأمر سيعقد مسألة الشراء، وانتظار المتسوقين لوقت إضافي لعودة القطعة إلى المحل في حال كان العدد محدودا.
رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون لا يزال مصرا على تطبيق قانون الحجر المنزلي على القادمين إلى بريطانيا مما يستدعي تواجد السائح القادم إلى هنا للبقاء في عزلة لمدة 14 يوما قبل أن يبدأ رحلته، وهذا القانون من شبه المستحيل تطبيقه ومن شأنه نسف مستقبل السياحة في البلاد، ويبدو أن قانون الحجر 14 يوما سيطال الملابس والأحذية أيضا بعدما أكد المدير التنفيذي لسلسلة محلات «كيرت غايغر» إن الأحذية التي يجربها الزبائن ولا يشترونها ستستبعد عن المحل لمدة 14 يوما.
وأخيرا، من المنتظر بأن تكون الطوابير خارج المتاجر يوم الاثنين طويلة جدا، فاستطلاعات الرأي تبين بأن نسبة 10 في المائة من الناس فقط لم تلجأ للتبضع خلال الحجر المنزلي، وتبين أيضا بأن الإقبال على التسوق وشراء الملابس سيبلغ ذروته بعد إعادة افتتاح مراكز التسوق والمحلات. وما يثبت هذه النظرية الطوابير العملاقة أمام محلات «زارا» التي فتحت محلاتها التي يبلغ عددها 1200 حول العالم، في بلدان ممتدة من فرنسا إلى تونس. ومما لا شك فيه هو أن شهية المقتدرين ماديا لم تتأثر بسبب كورونا، والدليل هو تحقيق متجير «هيرميس» مبيعات تعدت المليوني جنيه إسترليني في أول يوم بعد الإغلاق في مدينة «غوانزو» الصينية.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.