الجيش السوداني ينفي هبوط طائرة إسرائيلية في مطار الخرطوم

البرهان يقطع بإنهاء مهمة بعثة حفظ السلام «يوناميد» في أكتوبر

TT

الجيش السوداني ينفي هبوط طائرة إسرائيلية في مطار الخرطوم

تضاربت المعلومات بشأن هوية طائرة هبطت في مطار الخرطوم، بعد أن ذكرت تقارير صحافية أنها «إسرائيلية»، وهو ما نفاه الجيش السوداني، مؤكداً أن الطائرة مثار الجدل «تركية»، وأنها هبطت في القاعدة الجوية العسكرية بالمطار المدني، وهي تحمل مساعدات طبية، وفي غضون ذلك أكدت الرئاسة السودانية إنهاء مهمة بعثة حفظ السلام المختلطة في دارفور «يوناميد» في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال المتحدث باسم الجيش، العميد الركن عامر محمد الحسن، في تصريحات، إن الطائرة التي وصلت مطار الخرطوم، أمس، وهبطت في القاعدة العسكرية الجوية في المطار المدني «تركية تحمل مواد طبية للسودان»، وإن طبيباً برتبة لواء يتبع إدارة الخدمات الطبية كان باستقبالها.
ونفى الحسن دخول الطيران الإسرائيلي للبلاد بقوله: «ليس هناك اتفاق على دخول الطيران الإسرائيلي الأجواء السودانية، ناهيك عن هبوطه مدرج المطار السوداني».
ونقل موقع «باج نيوز» السوداني عن صحافي إسرائيلي أن طائرة من طراز «N84UP» هبطت أمس في مطار الخرطوم بالعاصمة السودانية، وذلك بحسب ما نشره الصحافي الإسرائيلي شمعون آران في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع التراسل «تويتر»، جاء فيها: «عاجل... هبوط طائرة خاصة إسرائيلية في مطار الخرطوم صباح اليوم (أمس)»، دون تفاصيل، كما نقل عنه خريطة جوية لمسار الطائرة من تل أبيب إلى الخرطوم.
وأكد الحسن أن الأجواء السودانية لا تفتح أمام حركة الطيران عادة إلا عبر ترتيبات معلومة، وأكد أيضاً عدم وجود اتفاقات مع الطيران الإسرائيلي لدخول الأجواء السودانية، ناهيك عن الهبوط في مطارات البلاد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ذكر الأحد الماضي أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس السودان. لكن الحكومة السودانية لم تنفِ أو تؤكد الخبر، واكتفت بالتجاهل.
ونقلت تقارير عن صفحة نتنياهو الرسمية على «فيسبوك» أنه أبلغ حكومته في اجتماعها الأسبوعي الرسمي الأحد الماضي قوله: «تحدثت هاتفياً خلال اليومين الأخيرين مع رئيسي السودان وتشاد، وعايدتهما بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتحدثت معهما عن مواصلة تعزيز علاقات بلديهما مع إسرائيل»، مبرزاً أن دولاً إسلامية أخرى ستقيم علاقات مع إسرائيل.
ونسبت «فرانس 24» إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في فبراير (شباط) الماضي أن الطائرات التجارية الإسرائيلية بدأت تطير في أجواء السودان، نتيجة الاجتماع الذي عقده في عنتيبي الأوغندية في ذات الشهر.
ويقلص خط الطيران المارّ عبر الأجواء السودانية زمن رحلة الطائرات الإسرائيلية إلى أميركا الجنوبية بنحو 3 ساعات، ونقلت «الشرق الأوسط» عن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في وقت سابق، اتفاقه مع المسؤول الإسرائيلي على عبور رحلات شركات الطيران الدولية القادمة من إسرائيل للأجواء السودانية، باستثناء شركة «إل – عال» الإسرائيلية، وهو ما نفاه الناطق الرسمي أمس.
والتقى نتنياهو رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في 3 فبراير الماضي، في عنتيبي الأوغندية، بوساطة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفني، في أول لقاء مباشر بين رئيس سوداني ورئيس إسرائيلي. وقال نتنياهو وقتها إن البرهان وافق على بدء التعاون بين البلدين لتطبيع العلاقات.
وانقسمت الساحة السياسية في السودان بسبب لقاء الرجلين، بين مؤيد ومعارض، على المستويين الرسمي والشعبي. وقال المسؤول السوداني في وقت لاحق إنه أحال ملف العلاقات مع إسرائيل إلى الجهاز التنفيذي في رئاسة الوزارة والخارجية.
من جهة أخرى، قطع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بإنهاء مهمة بعثة حفظ السلام الهجين في دارفور «يوناميد» في أكتوبر المقبل، وبأنه لا مجال لتجديد مهمتها.
وبحسب نشرة صحافية، فإن البرهان تحدث هاتفياً إلى كل من مساعد وزير الخارجية الأميركي تيبور الناجي، والمبعوث دونالد بوث، واتفق معهما على إنهاء المهمة في الأمد المحدد، وأن تكون مهام البعثة السياسية الأممية البديلة متوافقة مع الرؤية الوطنية التي قدمت أول من أمس، وخطاب الحكومة للأمين العام للأمم المتحدة في 27 فبراير الماضي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».