الكاظمي يختم عهده مديراً للمخابرات العراقية باعتقال «داعشي» خطر

الموقوف قرداش ليس الخليفة المحتمل للبغدادي

TT

الكاظمي يختم عهده مديراً للمخابرات العراقية باعتقال «داعشي» خطر

في وقت كان فيه لجهاز المخابرات العراقي على عهد مديره السابق مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء الحالي، دور كبير في التوصل إلى معلومات بخصوص زعيم تنظيم «داعش» السابق أبو بكر البغدادي الذي قتل أواخر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، فإنه بالقبض على ما يحتمل أنه أحد أبرز عناصر «داعش» يكون الكاظمي قد اختتم عهده في رئاسة الجهاز بالقبض على أخطر عناصر هذا التنظيم.
وكان جهاز المخابرات العراقي قد أعلن مساء أول من أمس الأربعاء، عن إلقاء القبض على عبد الناصر قرداش. وبينما تم تداول اسم قرداش على أنه أحد خلفاء البغدادي، نفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التقارير التي تحدثت عن اعتقال خليفة البغدادي. مع ذلك، فإن قرداش مدرج بوصفه أحد المرشحين لخلافة البغدادي؛ غير أن الخبير المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي يرى في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن «الشخص المتداول اسمه بوصفه مرشحاً لخلافة البغدادي المقتول بالغارة الأميركية العام الماضي في الأراضي السورية، هو حجي عبد الله قرداش، بينما المعتقل حالياً لدى السلطات العراقية هو عبد الناصر قرداش، وبالتالي حصل نوع من الخلط على صعيد التسمية». ويضيف الهاشمي: «طبقاً لما هو متعارف عليه في سياقات عمل (داعش)، فإن الذي يتولى منصب الخليفة لا بد من أن يكون من النسب العلوي الشريف، وهو ما لا يتوفر في كل من حجي عبد الله أو عبد الناصر قرداش»، مشيراً إلى أن «الشخص المرشح لخلافة البغدادي هو أبو سعد الشمالي النعيمي؛ لكن لم يكشف عنه حتى الآن».
من جهته وفي لقاء صحافي معه، قال قرداش المعتقل حالياً لدى السلطات العراقية، إنه «بعد خسارة تنظيم (داعش) أراضي شاسعة، فقد تمت مراجعة الأمور مع قيادات التنظيم، ونحن كنا ثلاثة: أنا ومحمد فرقان وأبو أيوب العقابي»، مبيناً أنه «خلال المناقشات تبين أن كفة الغلاة هي الأكثر، وظهر أن العدد الأكبر هم من الغلاة؛ حيث تم الاتفاق على أن يتم استدعاء كل من عليه مشكلة لمناقشته بما عليه من كلام».
وعن أوامر عزله عما تسمى «ولاية الشمال»، يروي قرداش الحكاية قائلاً، إن «شخصاً يدعى عبد الإله قام بقتل بعض الأشخاص بعد توبتهم، غدراً، بناء على أوامر من أبو معتز القريشي الذي كان يشغل منصب نائب والي الشمال، وكان هنالك امتعاض شديد فتم منعه من العودة من سوريا بسبب تلك القضية».
وأشار قرداش إلى «استدعائه من قبل البغدادي، بغية ترفيع أبو معتز لمنصب أمير لجنة العراق، وأنا أمير الشمال، وكانت هناك خلافات خلال اللقاء، بسبب مواقفه، وعلى أثر هذا الأمر تم عزلي بشكل نهائي من الموضوع برمته، حتى نيابة ولاية الشمال تم عزلي منها».
في سياق متصل، أعلن قائد عمليات سامراء، اللواء الركن عماد الزهيري، تسلم أحد الإرهابيين المشاركين في تفجير قبة الإمامين العسكريين وفي عملية اغتيال الإعلامية أطوار بهجت. وقال الزهيري في بيان له أمس الخميس، إن «الإرهابي المدعو عباس إبراهيم خلف صالح الرحماني الملقب عباس عنيفة، من الذين كان لهم سجل إجرامي كبير ومثبت رسمياً، وهنالك عدد كبير من الدعاوى القضائية لشخصه، لمشاركته التنظيمات الإرهابية بعمليات وسيطرات مفاجئة، وقتل لأبناء محافظة صلاح الدين والقوات الأمنية».
إلى ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب إلقاء القبض على خمسة من عناصر تنظيم «داعش»، كانوا يخططون لتنفيذ عملية إرهابي فيما تسمى «ولاية الجنوب». وقال الجهاز في بيان إنه «تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، شرعت تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب بعمليات نوعية استباقية، تستهدف بقايا فلول (داعش) الإرهابي، والتي تحاول استهداف أمن المواطنين العُزل في شهر رمضان المُبارك». وأوضح أن «وحداته الاستخبارية والعملياتية نفذت عملية تفكيك شبكة إرهابية مؤلفة من 5 عناصر متهمة بتنفيذ عمليات إرهابية، والتي كانت تُخطط لشن عملية إرهابية فيما تُسمى (ولاية الجنوب)؛ حيث تمت مصادرة عدد من الصواريخ المُخصصة لتنفيذ عمليات إرهابية خلال الأيام المقبلة».
وفي سياق منفصل، أشار الجهاز إلى أن «وحداته نفذت عملية نوعية تم من خلالها إلقاء القبض على أحد الإرهابيين المُتخفين في قرية كنعوص، ضمن مُحافظة صلاح الدين».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».