«الفيدرالي» يستعد لتقديم قروض مباشرة للشركات في سابقة تاريخية

يواجه برنامج إقراض الشركات صعوبات تؤخر إطلاقه (أ.ب)
يواجه برنامج إقراض الشركات صعوبات تؤخر إطلاقه (أ.ب)
TT

«الفيدرالي» يستعد لتقديم قروض مباشرة للشركات في سابقة تاريخية

يواجه برنامج إقراض الشركات صعوبات تؤخر إطلاقه (أ.ب)
يواجه برنامج إقراض الشركات صعوبات تؤخر إطلاقه (أ.ب)

أعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي»، جيروم باول، أن البنك يستعد لتقديم قروض مباشرة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال أيام، وسط دعوات من الكونغرس للإسراع في مساعدة الشركات في تخطي أزمة الفيروس التاجي.
وأوضح باول أن هناك صعوبات في إطلاق برنامج إقراض الشركات الصغيرة، والذي يأتي تحت اسم «الشارع الرئيسي»، وذلك لأن هذه تعد سابقة في تاريخ البنك المركزي، الذي اعتاد على إقراض البنوك والمؤسسات المالية فقط، مشيرا إلى أن إقراض الشركات المتوسطة يتم عادة من خلال الأسواق الخاصة دون تدخل من الاحتياطي الفيدرالي.
وأكد باول، خلال شهادة مشتركة مع وزير الخزانة ستيفن منوتشين أمام مجلس الشيوخ، أمس، أن البرنامج سيكون جاهزا للانطلاق، وتلقي الطلبات من الشركات، بحلول نهاية الشهر الحالي. وتم تصميم برنامج إقراض الشارع الرئيسي، والذي وافق عليه الكونغرس في وقت سابق من الشهر الماضي، لتقديم القروض للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي كانت في وضع مالي جيد قبل الوباء.
وخصص الكونغرس 454 مليار دولار لإرسالها إلى الاحتياطي الفيدرالي لتكون بمثابة خط الأساس الأول لتقديم القروض سواء للمؤسسات المالية أو للشركات الصغيرة والمتوسطة. ومنذ ذلك الحين، عكف مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على مراجعة شروط التسهيلات، وتحديد المؤهلين للاستفادة من هذه الأموال، وما زال البنك لم ينته بعد من الشروط النهائية للتقديم.
يواجه كل من باول ومنوتشين أسئلة من أعضاء اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ حول كيفية إنفاق حزمة الإنقاذ التي أقرها الكونغرس بقيمة 2.2 تريليون دولار، والتي وقع عليها الرئيس دونالد ترمب في أواخر مارس (آذار).
من جانبه، أكد منوتشين أن وزارة الخزانة تعمل على تنفيذ برنامج الإقراض للأعمال التجارية الصغيرة وبرنامج الدفع المباشر للمواطنين، الذي يرسل أموالا مباشرة إلى نحو 150 مليون أميركي... بينما يعمل الاحتياطي الفيدرالي على تنفيذ برنامج إقراض الشارع الرئيسي في أسرع وقت لمساعدة الشركات على استعادة عافيتها الاقتصادية في ظل جائحة كورونا.
وأكد وزير الخزانة أن الاقتصاد الأميركي يواجه خطر التعرّض «لضرر دائم» كلما طال أمد تدابير الإغلاق لاحتواء وباء كوفيد - 19. مشددا على أهمية الإسراع في إعادة فتح الاقتصاد حتى يعود الناس إلى أعمالهم وتعود عجلة الاقتصاد إلى الدوران. وقال: «من المهم أن ندرك أن الأعداد الكبيرة للبطالة تمثل أناساً حقيقيين. ولهذا السبب من المهم جداً البدء في إعادة الأشخاص إلى العمل بطريقة آمنة». وأوضح منوتشين أن إعادة فتح الاقتصاد يجب أن تتم بشكل «متوازن وآمن»، في وقت يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد رغم تحذيرات الخبراء. وقال إن الولايات المتحدة تقترب من إعادة فتح الأعمال وانتعاش اقتصادي سريع، مضيفا «ستخرج البلاد من الوباء أقوى من أي وقت مضى. بالعمل من كثب مع المحافظين، بدأنا في فتح الاقتصاد بطريقة تقلل من المخاطر على العمال والعملاء. نتوقع أن تتحسن الظروف الاقتصادية في الربعين الثالث والرابع».
وتأتي جلسة الاستماع، التي عقدت عبر خاصية الفيديو كونفرانس، في أعقاب تقرير صدر عن لجنة الرقابة في الكونغرس، والذي وجد أن وزارة الخزانة لم تنفق سوى جزء قليل من المبلغ الذي خصصه الكونغرس لمساعدة الشركات وحكومات الولايات، والبالغ 500 مليار دولار، بما في ذلك 46 مليار دولار لصناعة الطيران، والتي لم ينفق منها شيء حتى صدور التقرير.
حتي الآن، تم تقديم 4.2 مليون قرض للأعمال الصغيرة بإجمالي 530 مليار دولار، كما تم إرسال 140 مليون دفعة تحفيزية مباشرة إلى الأميركيين، بإجمالي 240 مليار دولار. وبلغ إجمالي ما أنفقته وزارة الخزانة من حزم التحفيز ما يقرب من تريليون دولار.
من ناحية أخري، أشار البيت الأبيض إلى أنه على استعداد لتخفيف القواعد التي تحكم برنامج حماية الراتب، وهو صندوق إغاثة طوارئ تم إنشاؤه لتشجيع الشركات الصغيرة على الاحتفاظ بالعاملين وعدم تسريحهم.
وطبقا لشروط البرنامج، يجب على الشركات الصغيرة التي تحصل على قروض أن تنفق الأموال في غضون ثمانية أسابيع، حتى لا يضطروا إلى إعادة دفع الأموال بفوائدها. ويطالب أصحاب الشركات بتمديد ذلك إلى 24 أسبوعاً، حيث يواجه أصحاب الأعمال تحديات كبيرة في إعادة العمال قبل مهلة الثمانية أسابيع.



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.