الأردن: بؤرة جديدة للفيروس ترفع أرقام المصابين

الأردن: بؤرة جديدة للفيروس ترفع أرقام المصابين
TT

الأردن: بؤرة جديدة للفيروس ترفع أرقام المصابين

الأردن: بؤرة جديدة للفيروس ترفع أرقام المصابين

زاد عدد الإصابات بمرض فيروس كورونا المستجد في الأردن، بعد الكشف عن حالة مؤكدة سجلها سائق شاحنة مقيم في محافظة المفرق شرق العاصمة، عاد إلى البلاد قبل نحو 14 يوماً، وأثبتت الفحوص خلوه من المرض لحظة دخوله.
وفي يوم واحد، ارتفع عدد الإصابات بواقع 24 حالة جديدة، بعد أن خلت المملكة من الإصابات على مدى ثمانية أيام متتالية، واستعداد البلاد لعودة الحياة تدريجياً، وفق قرارات حكومية جرى الإعلان عنها منتصف الأسبوع الماضي.
وسجل الأردن 508 إصابات بالمرض منذ ظهور أول حالة مطلع مارس (آذار) الماضي، وبقي قيد العلاج في المستشفيات مع إعلان الكشف عن حادثة المفرق 84 حالة، في حين سجلت 9 وفيات لمواطنين من كبار السن يعانون من أمراض مزمنة.
وظهرت أعراض الإصابة بفيروس كورونا على السائق ليلة الأربعاء الماضي، بعد دخوله عبر الحدود البرية قبل 14 يوماً، وإجراء الفحص الذي ظهرت نتيجته سلبية. وعشية الكشف عن الإصابة الجديدة وإجراء الفحوص لمخالطين، ارتفع عدد الإصابات في المحافظة ليصل إلى 24 حالة، إلى جانب تسجيل حالات في مدينة إربد والرمثا شمال البلاد لمخالطي السائق، وإصابة طالب واحد عاد من موسكو نهاية الأسبوع.
وفور اكتشاف الإصابة، جرى رصد مخالطي السائق الذي لم يلتزم بالحجر المنزلي خلال مدة حضانة الفيروس، حيث جرى اكتشاف إصابة تعود لممرض في أحد المستشفيات الحكومية الذي تعامل مع السائق، في حين تم تخصيص 14 فرقة تقصي وبائي لرصد وفحص عينات في المنطقة، ليتم الكشف عن تسجيل إصابات تعود لأسرته وأقربائه.
وحمّل مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية اكتشاف البؤرة الجديدة في محافظة المفرق شرق البلاد، إلى الحكومة التي تضمن إجراءات حجر السائقين العائدين عبر الحدود البرية، لتعلن الحكومة على لسان وزير الصحة سعد جابر أمس (الجمعة) بدء تجهيز مخيمات حجر على الحدود، لضمان إقامة السائقين لمدة 17 يوماً تكفي لاكتشاف حضانة الفيروس في جسم المصاب.
واستغرب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كيفية فرض الإقامة مدة 17 يوماً للطلبة العائدين من الخارج، في حين لم تطبق الإجراءات على السائقين عبر الحدود البرية والذي بدأ تسجيل الإصابات بينهم منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وإعلان الحكومة المتأخر عن إقامة مخيمات حجر لهم. كما انتشر على نطاق واسع كتب رسمية تحدثت عن دخول نحو 245 سائق شاحنة عبر الحدود لم يتم فحصهم.
إلى ذلك، أعلنت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) إنهاء المرحلة الأولى من إخلاء نحو 3 آلاف طالبة وطالب عادوا من الخارج، عبر 16 رحلة جوية بدأت بالوصول إلى مطار الملكة علياء الدولي يوم الثلاثاء الماضي وانتهت مع ساعات الفجر الأولى ليوم الجمعة.
وكشف مدير العمليات في خلية الأزمة، العميد مازن الفراية، في وقت سابق، عن أن تنفيذ خطة إعادة الطلبة الأردنيين من الخارج تشمل إعادة 23 ألفاً من الطلبة ومن المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، وهم الذين سجلوا على موقع إلكتروني جرى تخصيصه لهذه الغاية.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.