رمضان في الهند بدون طقوس وأضواء وأسواق المأكولات الشعبية

التباعد الاجتماعي في مسجد الجمعة في أحمد آباد (رويترز)
التباعد الاجتماعي في مسجد الجمعة في أحمد آباد (رويترز)
TT

رمضان في الهند بدون طقوس وأضواء وأسواق المأكولات الشعبية

التباعد الاجتماعي في مسجد الجمعة في أحمد آباد (رويترز)
التباعد الاجتماعي في مسجد الجمعة في أحمد آباد (رويترز)

غابت حفلات الإفطار والتجمعات الخاصة وصلاة التراويح؛ يبدو رمضان 2020 مختلفاً عن أي رمضان آخر عاشه مسلمو الهند وإخوانهم على مستوى العالم.
عندما تنظر إلى الهدوء المخيم على المسجد الجامع التاريخي، الذي جرى بناؤه في القرن الـ17 في العاصمة الهندية دلهي، الذي لا تتوقف فيه، وحوله، حركة الناس في ظل الظروف العادية، أو طريق محمد علي الشهيرة في مومباي، أو منطقة تشارمينار حيدر آباد، يتضح أن سحابة الكآبة المخيمة على أجواء رمضان هذا العام نتاج لتفشي وباء فيروس كورونا، التي أجبرت الناس على البقاء بمنازلهم.
من ناحيتها، استعانت الشرطة بطائرات دون طيار في مراقبة المناطق التي تسكنها أغلبية مسلمة لضمان الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
في هذا الصدد، قال نائب قائد شرطة «المنطقة 1»، سانغرامسينغ نيشاندار، في تصريحات أمام مراسلين صحافيين، إنه «لن يسمح بأي حشود في أي من المساجد أو المباني أو حتى الشرفات. وستتولى طائرات دون طيار مراقبة التطورات على الأرض، وسيجري اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، حال رصد أي مخالفة».
واليوم، تبدو المساجد والأسواق التي كانت تتلألأ في العادة خلال شهر رمضان بالأنوار والزينات الملونة، هادئة تماماً في الوقت الذي تبيع المتاجر السلع الأساسية فقط، وناشدت قيادات المجتمعات المسلمة، الهنود المسلمين، التزام منازلهم، وإقامة شعائر الصوم والصلاة والتعبد داخل المنازل. ورغم أن رفع الأذان من المآذن لا يزال مستمراً، فإنه لا يسمح بعقد صلوات جماعية.
من جهته، عقد وزير شؤون الأقليات الهندي مختار عباس ناكفي، عدة اجتماعات مع رجال دين ومفكرين وقيادات مجتمعية مسلمين ومسؤولين من مجالس إدارات أوقاف متنوعة عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، بهدف صياغة إرشادات عامة بخصوص رمضان. جدير بالذكر، في هذا الصدد، أن هناك أكثر عن 700.000 مؤسسة إسلامية دينية واجتماعية تخضع لإدارة مجالس الأوقاف، وتتلقى مساعدات مالية.
كما أصدر الكثير من العلماء ورجال الدين المسلمين مناشدات تحث المسلمين على تجنب التجمعات خلال فترات الإفطار والصلاة، وأكدوا أن الالتزام بذلك سيكون له أجر الجهاد. وناشد أئمة المسجد الجامع ومسجد فاتحبوري، المسلمين، بإقامة الصلاة في منازلهم، والالتزام بإرشادات الإغلاق والحظر للحيلولة دون تفشي وباء فيروس كورونا.
في الواقع، تعتبر هذه المرة الأولى على مدار العقود الأخيرة التي تنجح قيادات مختلف الطوائف المسلمة مثل ديوباندي والشيعة وأهل الحديث والبهرة والبريلوية، وكذلك المدارس الدينية مثل «دار العلوم» و«ديوباند» و«الندوة»، وتنظيمات مثل «الجماعة الإسلامية» و«جمعية علماء الهند» و«مجلس أهل الحديث»، وما إلى غير ذلك، في تنحية خلافاتها الآيديولوجية جانباً، وإصدار دعوات وفتاوى مشتركة بهدف تقليص التفاعل والاختلاط البدني بين الأفراد.
على سبيل المثال، ومثلما الحال مع الكثير من الطوائف الأخرى بالهند، تعتبر المصافحة والعناق من الصور المفضلة للتحية. وصدرت نصائح للمسلمين بالعودة إلى تقاليد التحية التي سادت الحقبة العثمانية عندما كان المرء يضع يده على قلبه لإبداء المودة والحب للآخر. وقال إمام مسجد فاتحبوري، مفتي مكرم أحمد، إن من يخضعون للحجر الصحي، ويعجزون عن الصيام بمقدورهم تعويض عجزهم عن الصيام بدفع فدية من المال. وأضاف أن باستطاعتهم تعويض الأيام التي لم يصوموها في وقت لاحق.
أما فيما يخص صلاة التراويح، تتوافر أمام المسلمين في الهند خيارات متعددة تتمثل في استخدام الهواتف الذكية أو التلفزيون أو الراديو أو شبكة الإنترنت. وهناك العديد من تطبيقات الهواتف التي تطرح ترجمات وبثاً مباشراً أو تسجيلات لتلاوات قرآنية من مكة والمدينة المنورة أو أماكن أخرى.
من ناحيته، قال لياقات خان، واحد من القيادات الروحية المسلمة، «من بين العادات المرتبطة برمضان الاستعانة بحافظ، وهو شخص يحفظ القرآن ويتلوه أمام حشود كبيرة، لكن هذه العادة لن يجري الالتزام بها هذا العام. وقد ناشدنا الجميع بعدم الاستعانة بأي من الحافظين لتلاوة القرآن خلال تجمعات عائلية».
من ناحيتها، قالت زليخة خان: «تبدو الأجواء هادئة في رمضان هذا العام. لقد جرت العادة أن يتجلى جوهر روح الأخوة خلال هذا الشهر، لكن رمضان هذا العام يبدو صعباً في ظل غياب موائد الإفطار الكبيرة التي تعد جزءاً أساسياً من الاحتفال بالشهر الكريم. في الحقيقة نتطلع كل عام إلى هذا الشهر كي نجتمع مع بعضنا البعض كجماعة واحدة. إلا أن الوضع مختلف للغاية هذا العام بالنظر إلى عجزنا عن إقامة صلوات جماعية أو مآدب إفطار والعادات الاجتماعية الأخرى المرتبطة برمضان. هذا العام، سنفطر ونقيم الصلاة داخل منازلنا للحفاظ على سلامتنا».
وناشد مولانا نظام الدين فخر الدين، الشباب، البقاء في منازلهم، وطالب الجميع بالامتناع عن ارتياد المساجد للصلاة، موضحاً أنه هذا العام ينبغي للمسلمين قضاء مزيد من الوقت في منازلهم لقراءة القرآن والصيام، مع تجنبهم لأي تجمعات إذا ما اضطروا للخروج لشراء احتياجاتهم.
من ناحية أخرى، اختفت معظم مظاهر الاحتفال برمضان من حول المسجد الجامع في دلهي القديمة، مع إغلاق معظم المحال أبوابها، حسبما أوضح أكرم قرشي، مالك أحد المتاجر بالمنطقة. وأشار إلى أنه في العادة كانت السوق الليلية تفتح أبوابها حتى الثانية صباحاً، وتعج شوارع المنطقة بالحركة، وتفتح مطاعم الكباب أبوابها لاستقبال الأعداد الغفيرة المتدفقة عليها، لكن المتاجر في معظمها مغلقة اليوم في ظل فرض حالة إغلاق على البلاد حتى 3 مايو (أيار). وأضاف قرشي أنه إذا ما جرى رفع حالة الإغلاق «ربما نتمكن من الاضطلاع ببعض الأعمال التجارية، وإلا لن يكون هناك عيد لنا».

مومباي وحيدر آباد
هذا العام، وللمرة الأولى منذ 250 عاماً، تبدو طريق محمد علي الشهيرة في مومباي خالية من المارة والأضواء والزحام على عكس الصورة المعهودة لها في ليالي رمضان، وذلك بسبب إجراءات الحظر والإغلاق التي فرضها وباء فيروس كورونا المستجد.
وتعتبر هذه الطريق حد أشهر المزارات، التي يتوافد عليها الزائرون في رمضان، لتناول الطعام عبر المطاعم والمتاجر المتراصة على الجانبين التي تعرض أكثر عن 100 طبق من الحلوى، وقرابة 400 طبق آخر غير نباتي يسيل لها اللعاب.
في كل رمضان، كان الشارع يعج بحشود الزائرين الراغبين في الاستمتاع بمختلف الأطباق خلال رمضان، ويجتذب إليه وافدين من مناطق متنوعة من البلاد يرغبون في الاستمتاع بالأجواء الساحرة المفعمة بالحياة داخل هذا الشارع التاريخي.
ويجتذب الشارع أبناء مختلف الطبقات، من مواطنين عاديين ومصورين ومدونين وسائحين أجانب ونجوم بوليوود.
ومع هذا، تبدو الصورة مغايرة تماماً هذا العام، مع إغلاق المتاجر والمطاعم واختفاء الأنوار والزينات، ما جعل الشارع العتيق يبدو مهجوراً. تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية في تاريخ حيدر آباد الممتد طوال 112 عاماً التي تخلو فيها المدينة من مظاهر البهجة والاحتفال برمضان. كانت المرة الأولى عام 1908 عندما تسبب فيضان نهر موسى في تحويل شوارع وطرقات المدينة إلى أنهار صغيرة.
وعلق الصحافي شفقت نور، على الوضع بالمدينة، خلال مقابلة أجريت معه عبر الهاتف بقوله، «لم يسبق في حياتي أن رأيت الشوارع خالية والمتاجر مغلقة في رمضان، ففي كل العام كانت أبواب المتاجر مفتوحة حتى الصباح وتعج الشوارع والطرقات بحركة حشود غفيرة من الناس».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}
TT

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة.
وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما: «الكتيبة 101»، و«حرب»، وقدمت عملاً تاريخياً بعنوان «سره الباتع» كأول أعمال المخرج خالد يوسف في الدراما التلفزيونية، فيما كان نصيب الأسد للأعمال الكوميدية بـ7 مسلسلات.

نيللي كريم

وبينما احتلت بعض الأعمال «الترند» أكثر من مرة، خلال الماراثون على غرار مسلسلي «جعفر العمدة، وتحت الوصاية»، و«ضرب نار»، و«المداح»، مرت أعمالاً أخرى مرور الكرام، ولم تكن مثار اهتمام على أي وجه. وفق نقاد.
وبحسب محلل البيانات والذكاء الاصطناعي مصطفى أبو جمرة، فإن مواقع «السوشيال ميديا» كانت محركاً أساسياً في دفع الجمهور لمشاهدة أعمال دون أخرى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن أكبر دليل على ذلك نسب المشاهدة لـ«جعفر العمدة» التي عززتها مواقع التواصل ودفعت لتوجيه متابعين جدد للمسلسل، مشيراً إلى أن «جعفر العمدة» لمحمد رمضان، و«تحت الوصاية» لمنى زكي، نالا نصيب الأسد في نسب المشاهدة خلال الماراثون الرمضاني، وفقاً لمؤشرات تحليل مواقع «السوشيال ميديا»، على حد تعبيره.
وبين صعود وهبوط مسلسلات ماراثون دراما رمضان، ترصد «الشرق الأوسط» أبرز الأعمال التي نجحت في جذب الانتباه من خلال أفكارها الجذابة وسردها المشوق، والأخرى التي فشلت في لفت الأنظار وشهدت تراجع بعض النجوم، عبر آراء نقاد.

خالد النبوي في {رسالة الإمام}

- تألق منى زكي
تقيس الناقدة خيرية البشلاوي نجاح العمل الفني بمدى ما يحققه من صدى اجتماعي إيجابي، لذا ترى أن مسلسل «تحت الوصاية» عمل جيد تتكامل فيه العناصر الفنية، ونجحت بطلته منى زكي في أداء دورها بشكل صادق، ولم تكن الطفلة «التوأم» ولا الطفل «عمر الشريف» بأقل حضوراً وتلقائية، وكل الممثلين على نسق أداء بارع مثل رشدي الشامي، كما أن نيللي كريم التي طرحت قضية تمس آلاف النساء في صعيد مصر تتعلق بحرمان بعض النساء من ميراثهن الشرعي بحكم عادات وتقاليد مغلوطة عبر مسلسل «عملة نادرة».
ورغم الانتشار الكبير لمسلسل «جعفر العمدة»، فإن الناقدة المصرية تتحفظ على النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل، وتراه مؤشراً على تراجع المجتمع، مبررة ذلك بقولها إن المسلسل ومعه «المداح» هما الأسوأ لأنهما يشدان المجتمع للخلف عبر ما يطرحانه من أفكار تمثل ردة حقيقية. على حد تعبيرها.

ياسمين عبد العزيز في مشهد من مسلسل (ضرب نار)

- تراجع يسرا
فيما يرى الناقد طارق الشناوي أن أبرز أعمال رمضان 2013 مسلسل «تحت الوصاية» لتميزه في الكتابة لخالد وشيرين دياب، وتكامل عناصره الفنية التي قادها المخرج محمد شاكر خضير، ووصول أداء منى زكي فيه إلى ذروة الإبداع.
وأشار إلى أن فكرة البطولة الثنائية في مسلسلي «الكتيبة 101، وحرب» من الجماليات الفنية التي تحسب لصناع العمل، كما جاء «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوي، في توقيته ليقدم صورة صادقة عن سماحة الإسلام.
وعن أفضل الأعمال الكوميدية هذا العام قال: «كامل العدد، والصفارة» الأبرز.
ويعتقد الشناوي، أن مسلسل «سوق الكانتو» عمل مهم، لكن ظلمه صخب العرض الرمضاني، مما أثر عليه سلباً، لكنه يرى أنه سيأخذ حقه في عرضه الثاني بعد شهر رمضان.
ولم يخف الشناوي انحيازه لـ«الهرشة السابعة» لجرأته في الكتابة، وبطلته أمينة خليل التي تعبر بقوة عن فن أداء الممثل الفطري، مشيراً إلى أن مسلسل «1000 حمد الله على السلامة» شهد تراجعاً بالنسبة للفنانة يسرا لأن اختيارها لم يكن موفقاً نصاً وإخراجاً.

علي قاسم وأسماء جلال في مشهد من مسلسل «الهرشة السابعة»

- تكرار الشخصيات
من جهتها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن مسلسل «تحت الوصاية» تصدر قائمة الأفضل لديها من دون منازع، لكن هذا لا يمنع من تميز مسلسلات أخرى من بينها «الهرشة السابعة» و«كامل العدد» كأعمال اجتماعية لطيفة، بجانب «تغيير جو» الذي يمثل نوعية أخرى تتطلب تأملاً، وكذلك «رشيد» لمحمد ممدوح، و«جت سليمة» لدنيا سمير غانم.
وترى خير الله أن الممثل محمد سعد «انتحر فنياً» بإصراره على اختيارات غير موفقة، معلنة عدم تعاطفها مع «جعفر العمدة»، مشيرة كذلك إلى تكرار عمرو سعد نفسه، على مدى ثلاث سنوات بالمحتوى والأداء نفسيهما.
- الأفضل كوميدياً
ورغم عرض سبعة أعمال كوميديا خلال الشهر الكريم، فإن الجمهور يميل أكثر للدراما الاجتماعية في رمضان بحسب الناقد خالد محمود، الذي يرى أن «الكبير أوي» لأحمد مكي إضافة مهمة في جزئه السابع، وتميز بالدفع بوجوه جديدة، وهو يظل عملاً ناجحاً، و«الصفارة» كان الأبرز لأن أحمد أمين لديه قدرة على التغيير والتلوين، ونجح مسلسل «جت سليمة» لدنيا سمير غانم في الجمع بين الكوميديا والاستعراض والغناء، لكن محمود يرى أن تجربة يسرا مع الكوميديا هذا العام غير موفقة لضعف السيناريو.

زكي خطفت الإشادات عبر «تحت الوصاية» (الشرق الأوسط)

- مستوى متوسط
ووفقاً للناقد رامي عبد الرازق فإن الموسم الدرامي هذا العام جاء متوسط المستوى والنجاح، وأن الخاسرين أكثر من الفائزين، مؤكداً أن المسلسلات القصيرة ستفرض وجودها في المواسم اللاحقة، لا سيما مع تفوق أعمال من بينها، «الهرشة السابعة» و«الصفارة» و«تحت الوصاية»، التي يراها «أكثر ثلاثة أعمال رابحة على مستوى الشكل الفني والمضمون الدرامي الذي ينطوي على قدر كبير من التماسك والنضح والعمق والتوزان».
وأعرب عبد الرازق عن إحباطه من مسلسل «سره الباتع»، مبرراً ذلك بقوله: «المسلسل شهد استسهالاً في المعالجة، ومباشرة في الطرح، ونمطية وعدم إتقان في الشكل رغم الميزانية الضخمة التي أتيحت له، وأن مسلسل «سوق الكانتو» حقق نقلة فنية في شكل الديكورات والإخراج الفني لكن الدراما به جاءت هشة كما أن إيقاعها بطيء، بالإضافة إلى أن كثيراً من الأعمال سوف تتبخر تماماً من ذاكرة المشاهد ولن يعود إليها مرة أخرى، باستثناء مسلسل «تحت الوصاية». مؤكداً أن على ياسمين عبد العزيز أن تكتفي بهذا القدر من الأعمال التي تجمعها وزوجها الفنان أحمد العوضي بعد «ضرب نار».