الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

أبرزها «جعفر العمدة» و«تحت الوصاية»

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}
TT

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة.
وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما: «الكتيبة 101»، و«حرب»، وقدمت عملاً تاريخياً بعنوان «سره الباتع» كأول أعمال المخرج خالد يوسف في الدراما التلفزيونية، فيما كان نصيب الأسد للأعمال الكوميدية بـ7 مسلسلات.

نيللي كريم

وبينما احتلت بعض الأعمال «الترند» أكثر من مرة، خلال الماراثون على غرار مسلسلي «جعفر العمدة، وتحت الوصاية»، و«ضرب نار»، و«المداح»، مرت أعمالاً أخرى مرور الكرام، ولم تكن مثار اهتمام على أي وجه. وفق نقاد.
وبحسب محلل البيانات والذكاء الاصطناعي مصطفى أبو جمرة، فإن مواقع «السوشيال ميديا» كانت محركاً أساسياً في دفع الجمهور لمشاهدة أعمال دون أخرى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن أكبر دليل على ذلك نسب المشاهدة لـ«جعفر العمدة» التي عززتها مواقع التواصل ودفعت لتوجيه متابعين جدد للمسلسل، مشيراً إلى أن «جعفر العمدة» لمحمد رمضان، و«تحت الوصاية» لمنى زكي، نالا نصيب الأسد في نسب المشاهدة خلال الماراثون الرمضاني، وفقاً لمؤشرات تحليل مواقع «السوشيال ميديا»، على حد تعبيره.
وبين صعود وهبوط مسلسلات ماراثون دراما رمضان، ترصد «الشرق الأوسط» أبرز الأعمال التي نجحت في جذب الانتباه من خلال أفكارها الجذابة وسردها المشوق، والأخرى التي فشلت في لفت الأنظار وشهدت تراجع بعض النجوم، عبر آراء نقاد.

خالد النبوي في {رسالة الإمام}

- تألق منى زكي
تقيس الناقدة خيرية البشلاوي نجاح العمل الفني بمدى ما يحققه من صدى اجتماعي إيجابي، لذا ترى أن مسلسل «تحت الوصاية» عمل جيد تتكامل فيه العناصر الفنية، ونجحت بطلته منى زكي في أداء دورها بشكل صادق، ولم تكن الطفلة «التوأم» ولا الطفل «عمر الشريف» بأقل حضوراً وتلقائية، وكل الممثلين على نسق أداء بارع مثل رشدي الشامي، كما أن نيللي كريم التي طرحت قضية تمس آلاف النساء في صعيد مصر تتعلق بحرمان بعض النساء من ميراثهن الشرعي بحكم عادات وتقاليد مغلوطة عبر مسلسل «عملة نادرة».
ورغم الانتشار الكبير لمسلسل «جعفر العمدة»، فإن الناقدة المصرية تتحفظ على النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل، وتراه مؤشراً على تراجع المجتمع، مبررة ذلك بقولها إن المسلسل ومعه «المداح» هما الأسوأ لأنهما يشدان المجتمع للخلف عبر ما يطرحانه من أفكار تمثل ردة حقيقية. على حد تعبيرها.

ياسمين عبد العزيز في مشهد من مسلسل (ضرب نار)

- تراجع يسرا
فيما يرى الناقد طارق الشناوي أن أبرز أعمال رمضان 2013 مسلسل «تحت الوصاية» لتميزه في الكتابة لخالد وشيرين دياب، وتكامل عناصره الفنية التي قادها المخرج محمد شاكر خضير، ووصول أداء منى زكي فيه إلى ذروة الإبداع.
وأشار إلى أن فكرة البطولة الثنائية في مسلسلي «الكتيبة 101، وحرب» من الجماليات الفنية التي تحسب لصناع العمل، كما جاء «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوي، في توقيته ليقدم صورة صادقة عن سماحة الإسلام.
وعن أفضل الأعمال الكوميدية هذا العام قال: «كامل العدد، والصفارة» الأبرز.
ويعتقد الشناوي، أن مسلسل «سوق الكانتو» عمل مهم، لكن ظلمه صخب العرض الرمضاني، مما أثر عليه سلباً، لكنه يرى أنه سيأخذ حقه في عرضه الثاني بعد شهر رمضان.
ولم يخف الشناوي انحيازه لـ«الهرشة السابعة» لجرأته في الكتابة، وبطلته أمينة خليل التي تعبر بقوة عن فن أداء الممثل الفطري، مشيراً إلى أن مسلسل «1000 حمد الله على السلامة» شهد تراجعاً بالنسبة للفنانة يسرا لأن اختيارها لم يكن موفقاً نصاً وإخراجاً.

علي قاسم وأسماء جلال في مشهد من مسلسل «الهرشة السابعة»

- تكرار الشخصيات
من جهتها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن مسلسل «تحت الوصاية» تصدر قائمة الأفضل لديها من دون منازع، لكن هذا لا يمنع من تميز مسلسلات أخرى من بينها «الهرشة السابعة» و«كامل العدد» كأعمال اجتماعية لطيفة، بجانب «تغيير جو» الذي يمثل نوعية أخرى تتطلب تأملاً، وكذلك «رشيد» لمحمد ممدوح، و«جت سليمة» لدنيا سمير غانم.
وترى خير الله أن الممثل محمد سعد «انتحر فنياً» بإصراره على اختيارات غير موفقة، معلنة عدم تعاطفها مع «جعفر العمدة»، مشيرة كذلك إلى تكرار عمرو سعد نفسه، على مدى ثلاث سنوات بالمحتوى والأداء نفسيهما.
- الأفضل كوميدياً
ورغم عرض سبعة أعمال كوميديا خلال الشهر الكريم، فإن الجمهور يميل أكثر للدراما الاجتماعية في رمضان بحسب الناقد خالد محمود، الذي يرى أن «الكبير أوي» لأحمد مكي إضافة مهمة في جزئه السابع، وتميز بالدفع بوجوه جديدة، وهو يظل عملاً ناجحاً، و«الصفارة» كان الأبرز لأن أحمد أمين لديه قدرة على التغيير والتلوين، ونجح مسلسل «جت سليمة» لدنيا سمير غانم في الجمع بين الكوميديا والاستعراض والغناء، لكن محمود يرى أن تجربة يسرا مع الكوميديا هذا العام غير موفقة لضعف السيناريو.

زكي خطفت الإشادات عبر «تحت الوصاية» (الشرق الأوسط)

- مستوى متوسط
ووفقاً للناقد رامي عبد الرازق فإن الموسم الدرامي هذا العام جاء متوسط المستوى والنجاح، وأن الخاسرين أكثر من الفائزين، مؤكداً أن المسلسلات القصيرة ستفرض وجودها في المواسم اللاحقة، لا سيما مع تفوق أعمال من بينها، «الهرشة السابعة» و«الصفارة» و«تحت الوصاية»، التي يراها «أكثر ثلاثة أعمال رابحة على مستوى الشكل الفني والمضمون الدرامي الذي ينطوي على قدر كبير من التماسك والنضح والعمق والتوزان».
وأعرب عبد الرازق عن إحباطه من مسلسل «سره الباتع»، مبرراً ذلك بقوله: «المسلسل شهد استسهالاً في المعالجة، ومباشرة في الطرح، ونمطية وعدم إتقان في الشكل رغم الميزانية الضخمة التي أتيحت له، وأن مسلسل «سوق الكانتو» حقق نقلة فنية في شكل الديكورات والإخراج الفني لكن الدراما به جاءت هشة كما أن إيقاعها بطيء، بالإضافة إلى أن كثيراً من الأعمال سوف تتبخر تماماً من ذاكرة المشاهد ولن يعود إليها مرة أخرى، باستثناء مسلسل «تحت الوصاية». مؤكداً أن على ياسمين عبد العزيز أن تكتفي بهذا القدر من الأعمال التي تجمعها وزوجها الفنان أحمد العوضي بعد «ضرب نار».


مقالات ذات صلة

إلهام شاهين: كرهت دوري «الشرير» في مسلسل «سيد الناس»

يوميات الشرق إلهام شاهين في مسلسل «سيد الناس» (الشركة المنتجة)

إلهام شاهين: كرهت دوري «الشرير» في مسلسل «سيد الناس»

شاركت الفنانة المصرية إلهام شاهين في موسم الدراما الرمضاني 2025 بعملين؛ أحدهما للتلفزيون والآخر للإذاعة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق وفاء عامر في لقطة مع ياسمين صبري في مسلسل «الأميرة» (حسابها على «إنستغرام»)

وفاء عامر: قدّمت صورة مختلفة للمرأة المصرية في الدراما الخليجية

أكّدت الفنانة المصرية وفاء عامر أن الشخصيات التي قدّمتها في دراما رمضان 2025 لم تكن متشابهة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة المصرية إنجي المقدم (الشرق الأوسط)

إنجي المقدم: تجربتي الدرامية مع «سِيد الناس» جديدة ومختلفة

قالت الممثلة المصرية إنجي المقدم إن تجربتها الدرامية في مسلسل «سيد الناس» الذي أذيع في الموسم الرمضاني الماضي جديدة ومختلفة عن أعمالها السابقة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق اجتماع رئيس الوزراء باللجنة المعنية بتفعيل دور الإعلام والدراما في التعبير عن الهوية المصرية (رئاسة مجلس الوزراء)

مصر لتفعيل دور الإعلام ودعم صناعة «الدراما الهادفة»

أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، استعداد الحكومة لتقديم الدعم المطلوب للأعمال الدرامية الهادفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق كريم الشناوي ومريم نعوم (حساب الشناوي على «فيسبوك»)

المخرج كريم الشناوي: «هوس النجاح» لا يشغلني... وأتمنى أن أظل مغامراً

حقَّق المسلسل الرمضاني القصير «لام شمسية» نجاحاً جماهيرياً ونقدياً لافتاً، وتصدر قائمة «الأفضل» عبر استفتاءات عدة.

انتصار دردير (القاهرة)

القادسية والنصر... صدام ناري في مفترق طرق

من استعدادات القادسية للمباراة (نادي القادسية)
من استعدادات القادسية للمباراة (نادي القادسية)
TT

القادسية والنصر... صدام ناري في مفترق طرق

من استعدادات القادسية للمباراة (نادي القادسية)
من استعدادات القادسية للمباراة (نادي القادسية)

تُستكمل، الجمعة، منافسات الجولة الـ28 من الدوري السعودي للمحترفين، بإقامة ثلاث مباريات في ثلاث مدن، حيث يحل النصر ضيفاً على القادسية في الدمام، ويستقبل الأهلي الفيحاء في جدة، فيما يلتقي الخلود بضمك في مواجهة متكافئة بالرس.

على ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، يلتقي القادسية مع ضيفه النصر، في مواجهة تعد بمثابة اختبار جاد للفريق العاصمي، الذي لا يحتمل فقدان النقاط إن أراد البقاء على خط سباق القمة، في ظل تقليصه لفارق النقاط مع الوصيف الهلال وعودة الآمال والطموح لمنافسة الاتحاد على اللقب. ويدخل النصر المواجهة تحت قيادة مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي يقدم مؤخراً مستويات مثالية ونتائج إيجابية، ويتقدم بثبات نحو المقدمة، ويعوّل على ترسانة هجومية يتقدمها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يعيش وهجاً مختلفاً هذه الأيام.

ويحل الأصفر العاصمي في المركز الثالث برصيد 57 نقطة، ويدرك أن المواجهات السبع المتبقية له في الدوري قد تحمل شيئاً مختلفاً للنصر، فالفوز على القادسية هذا المساء لا يمثل ثلاث نقاط فحسب، بل يمنح النصر اطمئناناً أكثر في مركزه الثالث، ويعمل على إبعاد القادسية المنافس الأبرز إلى جوار الأهلي. وتتجه الأنظار صوب النصر بصفته منافساً آتياً بقوة من الخلف بعد أن أظهر عنفواناً كروياً في مبارياته الأخيرة، وسط نشوة تهديفية صنعت الأثر للبرتغالي رونالدو، وكذلك تألق السنغالي ساديو ماني، مع تطلعات لبروز أكثر وحضور مؤثر للكولومبي دوران الذي تعول عليه جماهير النصر كثيراً.

في المقابل، يبحث القادسية عن استعادة توازنه بعد تراجع النتائج للفريق منذ مباراة نصف نهائي كأس الملك التي انتصر فيها على الرائد وبلغ نهائي البطولة، إذ تعادل أمام الاتفاق ثم خسر من الفيحاء بصورة مفاجئة.

رونالدو خلال تدريبات النصر الأخيرة (نادي النصر)

ويحتل القادسية المركز الخامس برصيد 52 نقطة، ويدرك أن التعثر أمام النصر سيجعله مهدداً بالتراجع في لائحة الترتيب في ظل صعود الشباب بنتائجه. ويدرك القادسية أن المنافس شرس، والمواجهة ستكون صعبة، لكنها بمثابة تحد كبير عقب الخسارة المفاجئة أمام الفيحاء في الجولة الماضية، إذ سيعمل الإسباني ميشال غونزاليس على إعادة التوازن لفريقه في آخر مباراتين تسبقان التوقف المقبل.

وفي جدة، يستقبل الأهلي نظيره الفيحاء على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل، في لقاء يتطلع فيه لمواصلة نتائجه الإيجابية، تحت قيادة مدربه الألماني ماتياس يايسله، الذي نجح في استعادة نغمة الفوز خلال الجولة الماضية بعد جولات من التعادلات. ويحل الأهلي في المركز الرابع برصيد 52 ويبتعد عن النصر بفارق خمس نقاط، إذ ينافس على المركز الثالث.

ويدرك الأهلي أهمية نقاط مباراة الفيحاء، لكنه في الوقت ذاته يركز على البطولة الآسيوية التي سيخوض فيها مواجهة ربع النهائي مطلع الأسبوع المقبل، مما يعني أن المدرب قد يعمل على إراحة بعض العناصر، رغم أنه أوضح في المؤتمر الصحافي أن البقاء في أجواء المباريات أفضل من التدوير.

ويستعيد الأهلي خدمات مهاجمه الإنجليزي إيفان توني الذي غاب عن لقاء الرائد الماضي، ويتسلح الفريق بعدد من النجوم، مثل كيسيه، ورياض محرز، وغابري فيغا، وجالينو وفراس البريكان.

أما الفيحاء، الذي اقتنص ثلاث نقاط ثمينة في الجولة الماضية أمام القادسية، فإنه يتطلع للعودة بنتيجة إيجابية من جدة في ظل تصاعد نتائج الفريق الباحث عن الهروب من شبح الهبوط، ويملك حالياً 29 نقطة.

وفي مواجهة بعيدة عن الأضواء، لكنها لا تقل أهمية من الناحية الترتيبية، يستقبل الخلود نظيره ضمك، في مباراة تقام على ملعب نادي الحزم بمدينة الرس، وتشكل محطة مهمة للفريقين مع اقتراب نهاية الموسم. وما زال الخلود، الذي يحتل مركزاً خارج منطقة الخطر، بحاجة إلى نتائج إضافية تضمن بقاءه رسمياً بين الكبار، ويدرك أن النقاط الثلاث تأكيد أمان له، خاصة مع تراجع نتائج الفريق آخر ثلاث مواجهات.

في المقابل، يعيش ضمك أحد أكثر مواسمه صعوبة، مع تقلب النتائج وتراجع المستوى الفني، وهو ما يضع الفريق في موقف حرج، يتطلب الخروج بنتيجة إيجابية لتفادي الدخول في حسابات معقدة في الجولات الأخيرة. ولم يتحسن الأمر كثيراً في ضمك رغم حضور المدرب السعودي خالد العطوي الذي تسلم زمام قيادة الفريق في المباراتين الماضيتين، وتعادل في مباراة أمام الرياض، ثم خسر أمام الوحدة.