زينة دكاش لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» تختصر بعض حياتي      

تُغلق صفحات إلى غير رجعة... ومن ضيوفها سينتيا كرم وماغي فرح

مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)
مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)
TT
20

زينة دكاش لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» تختصر بعض حياتي      

مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)
مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)

تختصر الممثلة والرائدة في العلاج بالدراما، اللبنانية زينة دكّاش، سنوات من حياتها في مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا»؛ تفتتحها في 7 فبراير (شباط) المقبل على «مسرح مونو» في بيروت، وتستمرّ عروضها لـ3 أسابيع متتالية.

أمضت دكاش نحو 14 عاماً مع المساجين في لبنان تعالج أوجاعهم وآلامهم النفسية بالدراما، وكذلك أسهمت في تعديل بعض القوانين المُجحفة بحقّهم. فكانت بمثابة سجينة من نوع آخر. وتخلّت عن حياتها اليومية لتتفرّغ لرسالتها الإنسانية هذه.

غربة طوعية عاشتها خلال تلك السنوات، ابتعدت فيها عن عائلتها وإيقاعها اليومي. وعام 2014 تزوَّجت، ومن ثم رُزقت بطفلتها البكر عام 2018، فانخرطت في أجواء عائلتها الصغيرة. ومع انتشار الجائحة وتوالي الأزمات على لبنان، مرَّت 6 سنوات على زينة دكاش وهي بعيدة عن مشروعاتها في السجون اللبنانية.

في مسرحيتها الجديدة، تتناول قصتها الحقيقية عبر غربة عاشتها بعيداً عن السجون. يُشاركها فيها جوزف جول، السجين السابق الذي لاقى الحرّية بعد 30 عاماً من السجن. يتشاركان ذكرياتهما في مرحلة تعاونهما بالسجن، ويتحدّثان عن اشتياقهما لتلك الحقبة. فهما صُدما بدخولهما سجناً من نوع آخر. هو البلد المتأزّم ومشكلاته التي لا تنتهي وصولاً إلى اندلاع الحرب. وتُعلّق: «حملتُ قضية إنسانية لأخدم وطني، وعندما تفرّغت له وجدته منهاراً فخضتُ صراعاً من نوع آخر».

اختارت زينة دكاش الممثل الكوميدي سام غزال، لكسر نمط شريط حياة يزدحم بمواقف مختلفة: «اختياري له وُلد من فكرة ضرورة حضور الأمل في العمل. وبحبكة خفيفة الظلّ وكوميدية، ينجح في أخذ المُشاهد إلى عالم يتنفس فيه الصعداء».

قصة من رحم الواقع حبكتها دكاش بمشاعر مواطنة عادية في لبنان: «شعرتُ بحاجتي إلى البوح والفضفضة بعد صمت طويل أصابني في الآونة الأخيرة. تبادلتُ الأدوار مع جوزف جول؛ أصبح هو المُعالج الدرامي بالنسبة إليّ. أقصُّ عليه كل ما كتمته في أعماقي عنه لسنوات. في المسرحية، أعود إلى الماضي وأعبُر إلى الحاضر هائمةً في فلك سنواتي. أتحدّث عن خساراتي وإنجازاتي وهمومي وتأملاتي. وألونها بجرعات كوميدية تُلطّف الأجواء وتحضّنا على الضحك. فاللبناني يشتهر بطَبْع مشكلاته بالطرافة وبأسلوب ساخر».

يحضُر في مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» ضيوف شرف، تستعين بهم زينة دكاش لتجسيد بعض شخصيات العمل. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة مقطع مصوَّر تطلُّ فيه الإعلامية ماغي فرح. فهي إضافة إلى نجاحها الإعلامي، تُحقّق شهرة واسعة بتوقّعاتها الفلكية. وفي السنوات الأخيرة، تابعتها بدقة حتى إنني استمعتُ إلى توقّعاتها حول برجي الفلكي. ألهمتني في أمور كثيرة، فرغبتُ في استضافتها بالعمل؛ إذ شاركتني أفراحي وأتراحي بشكل غير مباشر».

الكوميديا تطبع مسرحية «اللي شبكنا يخلصنا» (صور زينة دكاش)
الكوميديا تطبع مسرحية «اللي شبكنا يخلصنا» (صور زينة دكاش)

ومن الضيوف أيضاً الممثلة المسرحية سينتيا كرم؛ تطلّ أيضاً افتراضياً عبر فيديو مصوَّر. تقول زينة دكاش: «خسرتُ والدتي منذ مدّة، وشعرتُ بفراغ كبير على أثر رحيلها. كنتُ رفيقتها عندما أصابها المرض، وواكبت زياراتها عند الأطباء والمستشفيات. اليوم، أترجم هذا الشوق في حوار معها، وهي في عالم آخر. أجسّد شخصيتها وأقلّدها بشكل مُتقَن في المسرحية. فيما سينتيا كرم ستتقمّص شخصية والدة جوزف جول. فالاثنتان أصبحتا في العالم الآخر. لكننا نذكرهما على طريقتنا».

تؤكد زينة دكاش بأنها اشتاقت كثيراً إلى العمل في المسرح الترفيهي والتثقيفي: «طوال الأعوام الماضية كنتُ أعمل في المسرح. أشرفُ على إدارة الممثلين من السجناء وتوجيههم، وكذلك أُخرج العمل. اليوم، أقفُ من جديد ممثلةً ومخرجةً في عودة أسجّلها لمهنتي التي أحبّ. عدتُ إلى مطرحي وأدواتي بعد غياب».

قد تكون «اللي شبكنا يخلّصنا» الباب الذي تُغلق معه زينة دكاش صفحات من حياتها إلى غير رجعة.

هذا الغياب شهدت خلاله زينة دكاش نكسات عدة، كان أصعبها الحرب الأخيرة. وتعلّق: «عند اندلاعها شعرتُ بالإحباط، ورأيتُ بلدي يتمزّق ويتألّم، أنا التي سعيتُ لرؤيته ينبض بالإنسانية والحرّية. فلم أستطع التوقّف عن البكاء لـ3 أسابيع متتالية، وغمرتني حالة صمت طويلة».

وعن تجربتها في سجون لبنان، تقول: «إذا رغبنا في معرفة مشكلاتنا وحروبنا، فلا بدَّ لنا أن ندخل هذا المكان. فهو يحضُن نماذج مختلفة من المجتمعَيْن اللبناني والعربي. إنها تجربة صقلتني من نواحٍ مختلفة، وعلّمتني دروساً كثيرة».

اليوم تطلّ زينة دكاش عبر مواقع التواصل من عيادتها للعلاج الدرامي النفسي. تقدّم نصائح قصيرة وسريعة عبر صفحتها في «إنستغرام» حول كيفية بناء الديناميكية في العلاقات الاجتماعية على أنواعها. وتوضح: «أشدّد في هذه الإطلالات على 3 أدوار نلعبها في الحياة بشكل تلقائي، وأعرّف عنها بـ(المثلّث الدرامي)، وتتألّف من شخصيات المضطهد والمُنقذ والضحية». وخلال دقائق، تقدّم الحلول لسدّ ثغرات نعانيها في شخصيتنا. تعرض المعضلة وتقدّم أمثالاً عنها لتختتمها بحلول واقعية وفعّالة. برأيها أنّ أسباباً كثيرة تقف وراء هذه الثغور في شخصيتنا، وما علينا سوى مواجهتها. أما سلسلتها الجديدة، فتعنونها بـ«مسرح الحياة»، وتتحدَّث فيها عن الأدوار التي يرغب البعض في لعبها خلال حياتهم أو التخلّي عنها.


مقالات ذات صلة

المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد

يوميات الشرق الملصق الترويجي لمسرحية «غرام في المسرح» (البيت الفني للمسرح)

المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد

عبر 10 عروض؛ يستقبل المسرح المصري جمهوره في إجازة عيد الفطر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المسرح القومي في مصر (هيئة الاستعلامات)

مبادرات مصرية لاستعادة «روائع المسرح» في يومه العالمي

بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح الذي يحل في 27 مارس (آذار) كل عام، أطلقت مصر مبادرات لاستعادة روائع المسرح، كما أعلنت عن مساعيها لحفظ التراث المسرحي الرائد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق «ميديا» المأساة اليونانية الأكثر شيوعاً في القرن الـ20 (صور المخرج)

«ميديا» الأسطورة الإغريقية بنسخة لبنانية على «مسرح مونو»

تروي «ميديا» قصة امرأة وهبت حياتها وحبّها لزوجها ياسون، لكنه يخذلها ويتخلّى عنها من أجل امرأة أصغر سناً، فتُواجه صدمة الخيانة والعزلة...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق بليبل والشعّار يشكلان ثنائياً متناغماً في «كاستينغ أمني» (الشرق الأوسط)

«كاستينغ أمني» نزهة سينمائية وتلفزيونية على الخشبة في بيروت

نجاح جديد تضيفه جوزيان بولس إلى مشوارها الفني في عالم المسرح. ومع «كاستينغ أمني» توقّع أول عملية إخراج لها على الخشبة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تقنيات الوصف الصوتي ولغة الإشارة يُتبعان في العروض المسرحية (مونو)

«مونو» يستحدث مسرحاً لذوي الحاجات الخاصة بمعايير عالمية

هذه العروض الخاصة يتّبعها مسرح «مونو» أقلّه مرة في الشهر، ضمن فترة تمتدّ من فبراير (شباط) حتى سبتمبر (أيلول) 2025.

فيفيان حداد (بيروت)

وفاة الممثل الأميركي فال كيلمر عن 65 عاما

الممثل الأميركي فال كيلمر (أرشيفية - أ.ب)
الممثل الأميركي فال كيلمر (أرشيفية - أ.ب)
TT
20

وفاة الممثل الأميركي فال كيلمر عن 65 عاما

الممثل الأميركي فال كيلمر (أرشيفية - أ.ب)
الممثل الأميركي فال كيلمر (أرشيفية - أ.ب)

أفادت صحيفة نيويورك تايمز بوفاة الممثل الأميركي فال كيلمر عن عمر ناهز 65 عاما. ونقلت الصحيفة عن ابنته مرسيدس كيلمر أن سبب الوفاة هو التهاب رئوي.

تألق كيلمر في أفلام مثل «توب غان» و«ذا دورز» و«باتمان فوريفر» واكتسب شهرة كبيرة بتأدية الأدوار الشريرة في هوليوود. ولد كيلمر في كاليفورنيا وكان أحد أبرز نجوم هوليوود في التسعينيات، قبل أن يدخل في خلافات كثيرة مع مخرجين وممثلين آخرين وتلحق به سلسلة من الإخفاقات، ما أثر سلبا على مسيرته الفنية.

وكان قد ظهر لأول مرة في فيلم «توب سيكرت» عام 1984 قبل أن يظهر في في الفيلم الكوميدي «ريل جنيس» عام 1985. وزادت شهرته بعد ذلك خلال مشاركته مع توم كروز في الفيلم الناجح «توب غان» عام 1986.