دراما مصرية تتخطَّى أزمات اعتذارات مؤلّفين ومُخرجين

«الغاوي» و«شهادة معاملة أطفال» و«ظلم المصطبة» الأبرز

الفنان محمد هنيدي (حسابه في «فيسبوك»)
الفنان محمد هنيدي (حسابه في «فيسبوك»)
TT

دراما مصرية تتخطَّى أزمات اعتذارات مؤلّفين ومُخرجين

الفنان محمد هنيدي (حسابه في «فيسبوك»)
الفنان محمد هنيدي (حسابه في «فيسبوك»)

تجاوزت مسلسلات مصرية أزمة الاعتذارات التي تعرَّضت لها مؤخراً، وتنوّعت بين اعتذار مؤلّف أو مخرج، وجرت الاستعانة سريعاً بالبديل لاستكمال المشروع الفنّي قبيل العرض خلال الموسم الرمضاني المقبل؛ ومن بينها: «الغاوي»، و«شهادة معاملة أطفال»، و«ظلم المصطبة»، و«شباب امرأة».

وتعرَّض مسلسل «الغاوي»، من بطولة أحمد مكي، لأزمة مؤقتة بعد اعتذار السيناريست هاني سرحان عن عدم استكمال كتابة العمل الذي يشهد على منافسة مكي بالدراما الرمضانية، بعيداً عن الكوميديا التي اعتاد تقديمها خلال 8 أجزاء من مسلسل «الكبير أوي».

وتدارك صنَّاع «الغاوي» الأزمة في حينها، خصوصاً أنّ التصوير لم يكن بدأ بالفعل، وأُسند الأمر إلى المؤلّفَيْن محمود زهران وطارق الكاشف اللذين كتبا سيناريو العمل من البداية، وفق الفكرة التي طرحتها الشركة المُنتجة.

في السياق؛ استعان صنَّاع «شهادة معاملة أطفال» بالمخرج سامح عبد العزيز لإخراج العمل الذي يشهد على عودة الفنان محمد هنيدي للمشاركة في دراما رمضان بعد غياب 7 سنوات، منذ تقديمه مسلسل «أرض النفاق»، بعد اعتذار المخرج وائل فرج عن عدم استكماله، مُعلناً الخبر عبر حسابه في «فيسبوك»، إذ أكد أنه رغم اختلاف وجهات النظر الفنّية، فإنه استمتع بالعمل مع هنيدي.

وائل فرج من كواليس «شهادة معاملة أطفال» (حساب السيناريست محمد سليمان في «فيسبوك»)

وفي خطوة مشابهة، شارك السيناريست محمد رجاء منشورَ وائل فرج عبر حسابه في «فيسبوك»، مُعلناً اعتذاره عن عدم استكمال كتابة مسلسل «ظلم المصطبة» الذي يُخرجه هاني خليفة، وتؤدّي بطولته ريهام عبد الغفور وإياد نصار، وكتب: «أعلن اعتذاري عن عدم استكمال كتابة سيناريو المسلسل وحواره بعد تسليم الحلقة السادسة بسبب اختلاف وجهات النظر في الرؤية الفنّية».

وقبل ذلك، اعتذرت المخرجة نادين خان عن مسلسل «شباب امرأة»، من بطولة غادة عبد الرازق التي تخوض به السباق الرمضاني المقبل، ليحلّ محلّها المخرج أحمد حسن ويقدّم المسلسل المقتبس عن فيلم بالاسم عينه للكاتب أمين يوسف غراب، من بطولته تحية كاريوكا، وشكري سرحان؛ عُرض في خمسينات القرن الماضي.

وعلى الرغم من أنَّ صنَّاع المسلسلات لم يعلنوا أسباباً واضحة للاعتذارات المتتالية، وتركوا الأمر لتكهّنات الناس عبر تعليقات مواقع التواصل، بين مؤيّد ورافض للاعتذار والخسارة التي قد تلحق بعمل درامي؛ بدأ بفكر معيّن وتغيّر في لحظات، وفق رؤية الصنَّاع الجدد.

كواليس تصوير مسلسل «شباب امرأة» (حساب السيناريست محمد سليمان في «فيسبوك»)

في هذا السياق، يؤكد الناقد الفنّي المصري أحمد سعد الدين أنّ «الاعتذارات قد تؤدّي بالفعل إلى الارتباك والتأثير بالسلب في تفاصيل العمل وحدوث تغييرات تقنية وفنّية قد لا تروق المُشاهد، لأنّ للتحضيرات المبدئية عاملاً كبيراً في فهم الأبعاد الفنّية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العمل الفنّي مشروع متكامل، ولا بدَّ من تفاهم صنَّاعه ليعود عليه بشكل مختلف، لكننا نرى أنّ التدخلات بالعملية الفنّية تفاقمت مؤخراً، وأصبحنا نشهد اعتذارات متتالية من دون ذكر تفاصيل من القائمين على هذه الأعمال».

ولفت إلى أنه «من حق أي عنصر ترك العمل ما دام لم يشعر بأريحية وسط الصنَّاع، خصوصاً إذا أُخلَّ بمنظومة الالتزام، وتداخلت الاختصاصات التي من شأنها الإضرار بالعمل كله».

وكانت مسلسلات درامية قد شهدت اعتذارات تنوَّعت ما بين الإخراج والتمثيل والتأليف؛ من بينها: «رمضان كريم»، و«غراند أوتيل»، و«نسر الصعيد»، و«الحاج إكس لانس»، و«جعفر العمدة»، و«عملة نادرة»، و«سوق الكانتو»... وغيرها.

وأشار الناقد الفنّي المصري الدكتور نادر رفاعي إلى أنّ «تغيير بعض عناصر العمل الفنّي قد لا تؤثّر سلباً في سياقه العام»، لافتاً إلى أنّ الأمر يجري وفق حرفية الصانع، سواء المخرج أو المؤلّف. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «استكمال التصوير سريعاً بالبديل للّحاق بالعرض، يمكن أن يحقّق الأهداف المرجوّة من دون الإخلال بالتفاصيل والرؤية الدقيقة التي تتماشى مع القصة».


مقالات ذات صلة

«استبدال النجوم»... لعبة الكراسي الموسيقية في الدراما الرمضانية

يوميات الشرق الفنانة منى زكي تعتذر عن مسلسلي «لام شمسية» و«إخواتي» (الصورة من حسابها بموقع فيسبوك)

«استبدال النجوم»... لعبة الكراسي الموسيقية في الدراما الرمضانية

شهدت عمليات اختيار الأبطال وبعض الأدوار في المسلسلات المصرية المنتظر عرضها في موسم دراما رمضان 2025 تغييرات تمثلت في «استبدال نجوم» بعد اعتذارهم.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان عمر الشناوي شارك في العديد من الأعمال الدرامية (الشرق الأوسط)

الفنان المصري عمر الشناوي: البطولة المطلقة لا تشغلني

قال الفنان المصري عمر الشناوي إنه يستمتع بتمثيل أدوار مختلفة بعيدة عن شخصيته الحقيقية، مؤكداً أنه يأنس للعمل الفني حين يستحوذ عليه أثناء قراءته ولا يستطيع تركه.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلة كيتلين ديفر بطلة مسلسل «Apple Cider Vinegar»... (نتفليكس)

«خلّ التفّاح» القاتل... تجرّعَته الضحية والجلّاد الدجّال

مسلسل «نتفليكس» الجديد يستعيد إحدى كبرى قصص الاحتيال التي هزّت «إنستغرام» والمجتمع الأسترالي. فمَن بيل غيبسون التي كذبت بشأن مرضها وأوهمت الناس أن العلاج بيدها؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان يحيى الفخراني وتأجيل مسلسل «الأستاذ» (إنستغرام)

مسلسلات عربية تودِّع ماراثون دراما رمضان مبكراً

ودّعت مسلسلات عربية سباق الدراما الرمضانية لعام 2025 مبكراً، رغم إعلان صناعها عن عرضها خلال الموسم المقبل، والترويج لها على هذا الأساس، لكنهم قرروا تأجيلها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق طه دسوقي وعلي قاسم في مشهد من المسلسل (صفحة علي قاسم على فيسبوك)

نهاية مشوقة لـ«فقرة الساحر» تعزِّز الرهان على الفنانين الشباب

عززت نهاية مسلسل «فقرة الساحر»، التي وصفت بـ«المشوِّقة» من جانب متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على أبطال العمل من الفنانين الشباب.

أحمد عدلي (القاهرة )

عاشقُ «الدونات» و«الكولا»... ماذا يأكل الملياردير إيلون ماسك؟

الملياردير إيلون ماسك عاشقٌ للحلوى منذ صغره (إكس)
الملياردير إيلون ماسك عاشقٌ للحلوى منذ صغره (إكس)
TT

عاشقُ «الدونات» و«الكولا»... ماذا يأكل الملياردير إيلون ماسك؟

الملياردير إيلون ماسك عاشقٌ للحلوى منذ صغره (إكس)
الملياردير إيلون ماسك عاشقٌ للحلوى منذ صغره (إكس)

لا شيء في ماضي إيلون ماسك يشبه حاضره، باستثناء طموحه اللامحدود، وحبٍّ لا شفاء منه للأطعمة غير الصحية.

خلال مرحلة الدراسة الجامعية، كان على ماسك الاكتفاء بدولار واحد يومياً للمأكل والمشرب. مستذكراً تلك الفترة في أحد برامج البودكاست، قال الملياردير الأميركي الحامل لقب أغنى رجل في العالم: «عندما كنت طالباً في الجامعة، تعبتُ حقاً من تناول الـ(هوت دوغ) والليمون باستمرار».

لم تتبدّل الأحوال بسرعة بالنسبة إلى ماسك؛ بل كان عليه التقشّف خلال التسعينات كذلك، يوم كان في مرحلة تأسيس أولى شركاته التكنولوجية. مع أخيه كيمبال، واجها عثراتٍ مادية واضطرّا إلى الاقتصاد بشكل كبير، إلى درجة أنهما كانا ينامان في مكتبهما الضيّق، ويستحمّان في جمعية «YMCA» الخيريّة.

أما وجبة الطعام اليومية حينذاك، فكانت صحن «الترياكي» المكوّن من الخضراوات مع الدجاج والأرزّ، والذي كان يبتاعه إيلون من المطعم المجاور للمكتب.

إيلون ماسك خلال فترة الدراسة الجامعية (إكس)

في سيرة ماسك الذاتية، تتحدّث شقيقته توسكا عن ذلك المكتب الصغير الذي لم يكن يحوي سوى فرشتَين ينام عليهما إيلون وكيمبال، إضافة إلى عشرات العلب المكدّسة من رقائق الذرة بـ«الشوكولا».

في عشق الـ«دونَت» والـ«دايت كوك»

هذا المَيل لتناول السكّريّات بشكلٍ مفرط لم يفارق ماسك (53 عاماً) حتى بعد أن أصبح مليارديراً. ففي منشورٍ له على منصة «إكس» في مارس (آذار) 2023، وفي تعليقٍ ساخر على طبيبٍ كان يتحدّث عن مضارّ السكّر، ردّ قائلاً: «أنا آكل قطعة من الدونَت (donut) كل صباح، وما زلت على قيد الحياة».

غالباً ما يسوّق ماسك عبر «إكس» حميته غير الصحية. ففي منشورٍ آخر عام 2022، شارك متابعيه صورة للطاولة المجاورة لسريره، وعليها -إلى جانب مجموعة مسدّسات وأغراضٍ أخرى- 4 عبوات من مشروب «دايت كوك» (Diet Coke) الغازي، الخالي من الكافيين.

جاءت تلك الصورة كإثباتٍ على ما سبق أن صرّح به عام 2007، بأنه -في مرحلة من حياته- كان يشرب 8 عبوات من الـ«دايت كوك» يومياً، إضافة إلى عددٍ كبير من أكواب القهوة. ولفرط ما جاهر بحبه لذلك المشروب الغازيّ، كاد ماسك أن يتحوّل إلى وجهٍ إعلاني له؛ إذ قال في إحدى المرات: «إنه مشروب مذهل، أحبّ أن أتناوله في السينما مع الفشار بالملح والزبدة، ولا يهمّني إن كان ذلك سيقصّر من عمري».

عبوات الـ«دايت كوك» بجوار سرير إيلون ماسك (إكس)

ماسك الأُمّ... اختصاصية تغذية

كرّر إيلون ماسك هذا الموقف خلال مشاركته في بودكاست عام 2020؛ إذ قال حينها: «أُفضّل تناول طعام لذيذ وأن أعيش حياة أقصر»، مقرّاً -بذلك- بأنّ حميته الغذائية ليست الأفضل صحياً.

أما المفاجئ في الأمر، فهو أنّ ماي ماسك، والدة إيلون، هي اختصاصية تغذية، وتحمل شهادة جامعية في هذا الاختصاص. إلا أن ذلك لم يقف حاجزاً بين ولدها وعشقه لـلـ«فاست فود» أو الوجبات السريعة. فهو لا يحب الخُضَر على سبيل المثال، وتقتصر مصادر البروتين عنده على اللحوم.

إضافة إلى الـ«دونَت» والـ«دايت كوك»، يعدّد ماسك من بين أطعمته المفضّلة: المعجّنات، والحلوى الفرنسية، على رأسها الـ«كرواسان» الذي غرّد كذلك في حبه.

إيلون ماسك مع والدته ماي وهي اختصاصية تغذية (رويترز)

يتربّع «الشوكولا» في أعلى قائمة الطعام المفضّل لدى إيلون ماسك؛ ولا سيما الداكن منه. أما الـ«سوشي» فهو من بين الأطباق الصحية القليلة التي تثير شهيّته، وقد غرّد مرة متحدّثاً عن إعجابه بـ«ساشيمي» التونا.

هذا الحب للطعام دفع برائد الأعمال الثري إلى الاستثمار في القطاع، فقد وظّف جزءاً من ثروته الهائلة في شركة لتحميص البنّ، وقد نتج ذلك عن إدمانه القهوة، ولا سيما الخلطات التقليدية منها.

وسّع ماسك هذا النوع من الاستثمار؛ إذ أسس مطعماً في هوليوود يحمل اسم شركة السيارات الخاصة به (تيسلا) ويضمّ قاعات سينما.

مطعم «تيسلا» الخاص بإيلون ماسك ما زال قيد البناء في هوليوود (إكس)

حمية بإيعاز من ماسك الأب

إذا لم تفلح الوالدة في إقناع إيلون بالاهتمام بغذائه وصحته، فيبدو أن والده استطاع ذلك، على الرغم من العلاقة المتوترة بين الأب وابنه. ففي يوليو (تموز) 2022، وبعد أن انتشرت صورة لإيلون على يخت في جزيرة ميكونوس اليونانية تظهر فيها آثار البدانة عليه، تعرّض لانتقاداتٍ حادة في الإعلام من والده ومن الرأي العام على حدٍّ سواء.

تلك الصورة التي نُشرت من دون علمه، دفعت بماسك إلى اتّخاذ إجراءات صارمة، بغية التخلُّص من وزنه الزائد. وقد صارحَ متابعيه عبر «إكس» حينذاك، بأنه باشر حميةً قائمةً على الصيام المتقطّع، يرافقها استخدام عقار «ويغوفي» (Wegovy) المخصص بالأساس لمرضى السكّري، والمعروف بأنه يساعد في تخفيض الوزن. أسفرَ ذلك عن خسارته 9 كيلوغرامات خلال 9 أشهر. ومنذ ذلك الحين، يحاول ماسك الترويج لنظامٍ غذائي صحي، مغرّداً -مثلاً- بأنه يبدأ يومه بتناول خليط اللحم والبيض الغني بالبروتين.

غير أن وجبة «ماكدونالدز» واحدة برفقة صديقه دونالد ترمب، كفيلة بتخريب الحمية على إيلون الذي يكرّر أنه يكره الرياضة، ويفضّل عدم التمرين. فرجل يعمل 120 ساعة في الأسبوع، وينام أقلّ من 6 ساعات يومياً، من شبه المستحيل بالنسبة إليه أن يتّبع أسلوب حياة صحيّاً.

في عام 2018، وبعد أكثر من 17 ساعة عمل يومية في شركة «تيسلا»، كان ماسك يفترش الأرض وينام. وقد تكرّر ذلك عام 2022 بعد استحواذه على منصة «تويتر» وتحويلها إلى «إكس»؛ حيث كان يقضي أيامه ولياليه في مقرّ الشركة في سان فرنسيسكو، مرغماً الموظفين كذلك على النوم في المكاتب.

ماسك وترمب ووليمة الـ«ماكدونالدز» على متن الطائرة الخاصة (إكس)

بعيداً عن العمل، حتى هوايات إيلون ماسك لا تساعده على اتّباع نظام عيشٍ صحي، فهو إن وجد ساعة فراغ ملأها بالجلوس أمام الشاشة ومع ألعاب الفيديو التي قد تهدّئ أعصابه؛ لكنها حتماً لا تحرق دهونه.