قمر صناعي يتيح للعلماء رؤية ذوبان القارة القطبية الجنوبية

من صور القمر الصناعي «ICESat-2» المصمم لدراسة حركة الثلوج والأرض ويظهر مدى ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية (نيويورك تايمز)
من صور القمر الصناعي «ICESat-2» المصمم لدراسة حركة الثلوج والأرض ويظهر مدى ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية (نيويورك تايمز)
TT

قمر صناعي يتيح للعلماء رؤية ذوبان القارة القطبية الجنوبية

من صور القمر الصناعي «ICESat-2» المصمم لدراسة حركة الثلوج والأرض ويظهر مدى ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية (نيويورك تايمز)
من صور القمر الصناعي «ICESat-2» المصمم لدراسة حركة الثلوج والأرض ويظهر مدى ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية (نيويورك تايمز)

من المتوقع أن تساعد معلومات وردت في بحث نشر الخميس في مجلة «ساينس» الباحثين على الوصول إلى فهم أفضل لأهم مسببات ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية.
من شأن البحث الجديد أن يساعد أيضاً في تفسير أسباب تضاؤل سُمك طبقات الجليد العائمة بصورة سمحت لها بالتدفق بكميات كبيرة الى المحيط، وكيف أسهم ذلك في ارتفاع مستوى سطح البحر.
أدرك الباحثون لفترة طويلة أنه رغم أن القارة تفقد كتلاً من الجليد مع تغير المناخ، فإن التغيير يسير بصورة غير متكافئة. وفيما يتكون مزيد من الجليد في بعض المناطق، مثل أجزاء من شرق القارة القطبية الجنوبية، فإنها تفقدها بسرعة في مناطق أخرى في غرب أنتاركتيكا وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية.
أطلق القمر الصناعي المصمم لدراسة حركة الثلوج والأرض والسحب الذي أطلق عليه «ICESat-2» عام 2018 كجزء من نظام رصد الأرض التابع لوكالة «ناسا» لعلوم الفضاء، ليحل محل القمر الصناعي الذي استمر يقدم بيانات منذ عام 2003 حتى 2009.
يستخدم القمر «ICESat-2» مقياس الارتفاع الذي يعمل بأشعة الليزر، وأفاد مؤلف آخر هو أليكس س. غاردنر، عالم جليد في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا» في «باسادينا» بكاليفورنيا، بأنها «ليست مثل أي أداة استخدمناها في الفضاء من قبل، فهي تعطي صوراً واضحة لدرجة أنها تستطيع رصد أدق التفاصيل على السطح».
استخدم الباحثون قياسات الارتفاع من كلا القمرين لتحديد كيفية تغيير توازن الكتلة القطبية الجنوبية، والفرق في التراكم والخسارة، ما بين عامي 2003 و2019 لأحواض صرف الجليد البالغ عددها 27. بشكل عام، أفاد الباحثون بأن القارة فقدت جليداً يكفي لرفع مستوى سطح البحر بمقدار 6 ملليمترات، أو نحو ربع بوصة، خلال تلك الفترة الزمنية.
وفي حين أن هذه النتيجة تتسق مع الدراسات الأخرى التي استخدمت بيانات من أدوات أخرى، فإن «هذا القياس يعد أكثر دقة وتحديداً من نواحٍ كثيرة»، بحسب بن سميث، عالم الجليديات في جامعة واشنطن ومؤلف الدراسة. وأضاف أنها «تُظهر مجموعة من الاختلافات التي يمكننا فهمها بالتفصيل ومعرفة ما تعنيه الألواح الجليدية».
واقتصرت خسارة الجليد على غرب أنتاركتيكا وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية التي كانت تحوي أكبر صفائح جليدية في شرق أنتاركتيكا في تلك الفترة. وقال الدكتور غاردنر إن الزيادة في شرق أنتاركتيكا من المحتمل أن تكون بسبب زيادة هطول الأمطار. واستطرد: «رغم أننا لا نستطيع القول إن هذه التغييرات مرتبطة بتغير المناخ المعاصر، فإنه يمكننا القول إن هذه هي أنماط التغيير التي نتوقع رؤيتها في عالم يزداد سخونة».
وتؤدي زيادة هطول الأمطار على شكل ثلج إلى زيادة كتلة الصفيحة الجليدية، لأنه عندما ينضغط الثلج بمرور الوقت فإنه يتحول إلى جليد.
وتسمح الأرفف الجليدية الرقيقة في غرب القارة القطبية الجنوبية للجليد على الأرض بالتحرك نحو المحيط، ما يرفع مستويات البحر.
ووجد الباحثون أن الأرفف الجليدية العائمة شكلت 30 في المائة من نسب فقد الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية. وقد حدث فقدان الجليد العائم بطريقتين: الأولى عن طريق تشقق الجبال الجليدية، والثانية ومن خلال الذوبان من الأسفل بتيار عميق من الماء الدافئ الذي يدور حول القارة.
الجليد العائم: موجود بحكم تعريفه في الماء، لذلك عندما يذوب لا يضيف إلى ارتفاع مستوى سطح البحر. لكن الأرفف الجليدية تعمل دعامات ضد الجليد الموجود خلفها، وعندما تكون الأرفف رقيقة، فإنها تسمح لهذا الجليد بالتدفق بشكل أسرع. وعندما يصل الجليد المطحون إلى الماء، فإنه يزيد من ارتفاع البحار.
يساور العلماء قلق متزايد من أن فقدان الجليد العائم في غرب أنتاركتيكا يتسبب في تدفق أسرع للجليد المطحون في الصفيحة الجليدية الغربية في القطب الجنوبي، وأن جزءاً من الصفيحة قد ينهار على مدى قرون، ما يرفع بشكل كبير من مستويات سطح البحر.
وأشارت الدراسة كذلك إلى التغييرات في الغطاء الجليدي في غرينلاند. على عكس القارة القطبية الجنوبية، حيث يتم فقد القليل من الجليد من خلال ذوبان السطح والجريان السطحي، ليؤدي إلى فقدان ثلثي جليد غرينلاند بهذه الطريقة.
ووجد الباحثون باستخدام بيانات الارتفاع أن غرينلاند تخسر نحو 200 مليار طن من الكتل الجليدية في المتوسط كل عام، وهو معدل يكفي لرفع مستوى سطح البحر بنحو 8 ملليمترات، أو ثلث البوصة خلال فترة الدراسة وحدها.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

يوميات الشرق رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

أعلن مسؤولون معنيّون بالحياة البرّية في الولايات المتحدة تمديد دائرة الحماية الفيدرالية لتشمل «الفراشات الملكية» بعد سنوات من تحذيرات أطلقها خبراء البيئة...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق للحياة البرّية عجائبها (إدارة الأسماك والحياة البرّية الأميركية)

أقدم طيرة برّية في العالم تضع بيضة بسنّ الـ74

أعلن علماء أحياء أميركيون وَضْع أقدم طيرة برّية معروفة في العالم، بيضةً في سنّ تُقدَّر بنحو 74 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق السمكة المجدافية كما أعلن عنها معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، إلى أحد شواطئ جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق ولادة بمنزلة أمل (غيتي)

طائر فلامنغو نادر يولَد من رحم الحياة

نجحت حديقة الحياة البرية بجزيرة مان، الواقعة في البحر الآيرلندي بين بريطانيا العظمى وآيرلندا بتوليد فرخ لطائر الفلامنغو النادر للمرّة الأولى منذ 18 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.