أعلنت المملكة العربية السعودية، ثبوت هلال شهر رمضان لهذا العام. وأوضح بيان صدر أمس عن الديوان الملكي السعودي، نقلاً عن المحكمة العليا، أن اليوم (الجمعة) سيكون أول أيام شهر الصيام لهذا العام الهجري 1441؛ حيث عقدت المحكمة جلستها، للنظر فيما يردها من المحاكم والمراصد حول ترائي هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1441هـ. وأوضح البيان أنه بعد الاطلاع على ما وردها والنظر فيه وتأمله، فقد ثبت بشهادة عدد من الشهود العدول رؤية هلال شهر رمضان المبارك هذه الليلة (أمس) في عدد من المحافظات والمراكز.
ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهذه المناسبة، كلمةً إلى المواطنين والمقيمين وعموم المسلمين بحلول هذا الشهر الكريم، وأكد أن رمضان هذا العام يحل ضمن ظرف بالغ الأثر على البشرية ومرحلة صعبة وحساسة من تاريخ العالم، من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، «رغم ما اتخذته المنظمات الإنسانية ودول العالم من إجراءات لمنع انتشاره».
وشدد الملك سلمان على أن بلاده التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين «تعتز بما اتخذته من منظومة إجراءات احترازية للحد من انتشار الجائحة»، وأنها حرصت على تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطن والمقيم والمحافظة على سلامة الإنسان وصحته، والمساهمة في الحد من الأضرار الاقتصادية، من خلال دعمها للمنظمات العالمية في كل ما يخدم البشرية.
وقدّم خادم الحرمين الشريفين الشكر والتقدير «للمرابطين في الحدود والثغور، والممارسين الصحيين، ومنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية، والعاملين في قطاعات الدولة»، والمتطوعين من أجل خير الإنسان وصحته، «الذين يصلون الليل بالنهار لدرء المخاطر كافة عن إنساننا وبلادنا، وبخاصة مخاطر هذا الوباء»، وقال: «لهؤلاء جميعا أقول بارك الله جهودكم وكلل بالنجاح سعيكم»، وأضاف: «إن عملكم العظيم تاج عز لكل فرد منكم، وفخر لنا بكم».
وأعرب الملك سلمان عن تألمه بأن يدخل الشهر العظيم في ظل ظروف «لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة، وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية في مواجهة كورونا»، و«لكن عزاءنا جميعاً أننا نمتثل بذلك لتعليمات شرعنا الحكيم، الذي جعل الحفاظ على الأنفس من أجلّ مقاصده العظيمة».
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها، نيابة عنه الدكتور ماجد القصبي وزير الإعلام المكلف: «أبنائي وبناتي... إخواني وأخواتي... المواطنين والمقيمين... والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أحمد الله إليكم، أن بلّغنا هذا الشهر العظيم، وأهنئكم وأهنئ نفسي ببلوغ شهر الرحمة والغفران الشهر الكريم، الذي تُضاعف فيه الحسنات، وتُقال فيه العثرات، وتُستذكر فيه الفرحة العظمى بنزول كتاب الله العظيم، في ليلة هي خير من ألف شهر، ونبتهل إلى المولى جلّ وعلا أن يحمل هذا الشهر الكريم في ظلاله شفاءً عاجلاً لكل مريض، وسلامة دائمة لكل إنسان، ورحمة واسعة لكل من انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أن يبلغ معنا رمضان.
أبنائي وبناتي... إخواني وأخواتي... أيها المسلمون والمسلمات؛ لقد دخل علينا رمضان هذا العام ونحن نعيش هذا الظرف البالغ الأثر على البشرية كافة، والمرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ العالم، من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، رغم ما اتخذته المنظمات الإنسانية ودول العالم من إجراءات لمنع انتشاره.
وكما نتشرف بما تفضل الله به علينا من شرف عظيم ومكانة جليلة ومرتبة رفيعة بين الأمم، حينما اختصّنا بخدمة بيته العظيم، ومسجد نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - خدمة نتشرف بها، ونؤدي حقّها، بإكرام وِفادة ضيوف الرحمن، من حجاج ومعتمرين وزوار، والسهر على راحتهم، والحرص أشد الحرص على سلامتهم وأمنهم، وتقديم أفضل الخدمات لهم، متضرعين إلى المولى العظيم - جلت قدرته - أن يعيننا على مواصلة ما شرّفنا الله به من خدمة ضيوفه، ورعايتهم والعناية بهم، كما نتشرف بذلك كله، فإننا نعتز بما اتخذته المملكة العربية السعودية من منظومة إجراءات احترازية للحد من انتشار جائحة كورونا المستجد، وحرصت على تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطن والمقيم والمحافظة على سلامة الإنسان وصحته في هذه الأرض الكريمة، والمساهمة في الحد من الأضرار الاقتصادية لهذه الجائحة، سواء فيما تم من إجراءات محلية، أو من خلال دعم المملكة العربية السعودية للمنظمات العالمية في كل ما يخدم البشرية.
أبنائي وبناتي... إخواني وأخواتي؛ اسمحوا لي أن أتحدث باسمكم داعياً وشاكراً لكل أبنائي وبناتي المرابطين في الحدود والثغور، من الممارسين الصحيين، ومنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية، وكل العاملين في قطاعات الدولة، والمتطوعين من أجل خير الإنسان وصحته، الذين يصلون الليل بالنهار لدرء المخاطر كافة عن إنساننا وبلادنا، وبخاصة مخاطر هذا الوباء، لهؤلاء جميعاً أقول بارك الله جهودكم وكلّل بالنجاح سعيكم، وتقبل الله منكم خالص عملكم وتفانيكم في خدمة بلادكم.إن عملكم العظيم تاج عزّ لكل فرد منكم، وفخر لنا بكم، وعبادة عظيمة ينمو أجرها إلى يوم القيامة، أسال الله العظيم في هذا الشهر الفضيل أن يسلمكم ويحفظكم وينصركم، إنه على كل شيء قدير.
أبنائي وبناتي؛ إن توكلنا على الله وعملنا بالأسباب يتطلب منا مواصلة العمل الجاد في هذا الوقت الصعب والالتزام بما يصدر من الجهات المختصة من تعليمات وإرشادات، هدفها سلامتكم والمحافظة على صحتكم، في سبيل مواجهة هذه الجائحة، سائلين الله أن تسهم الجهود في رفع الوباء، وكشف البلاء عن بلادنا، وكل بلاد الأرض.
أبنائي وبناتي... إخواني وأخواتي؛ أصدقكم القول إني أتألم أن يدخل علينا هذا الشهر العظيم في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة، وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، لكنّ عزاءنا جميعاً أننا نمتثل بذلك لتعليمات شرعنا الحكيم، الذي جعل الحفاظ على الأنفس من أجلّ مقاصده العظيمة؛ فقد جاء في الحديث الشريف: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا).
إخواني المسلمين؛ في رمضان دروس جليلة، تحضّ على التنافس في الخيرات.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، وأدام علينا التوفيق، ويسّر لنا كل خير، وحفظ بلادنا وبلدان العالم كافة من كل سوء... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، تبادل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، التهاني والتبريكات هاتفياً وبرقياً مع القادة والمسؤولين في الدول الإسلامية، سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الأمة الإسلامية بالخير والبركة، وبالمزيد من الأمن والاستقرار.
خادم الحرمين: نعتز بما اتخذناه من إجراءات احترازية للحد من انتشار «كورونا»
هنّأ السعوديين والمسلمين بحلول رمضان... والديوان الملكي يعلن الجمعة أول أيام الشهر الفضيل
خادم الحرمين: نعتز بما اتخذناه من إجراءات احترازية للحد من انتشار «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة