الملك سلمان: نعيش مع دخول رمضان ظرفاً بالغ الأثر على البشرية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان: نعيش مع دخول رمضان ظرفاً بالغ الأثر على البشرية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الخميس)، إننا نعيش مع دخول شهر رمضان علينا ظرفا بالغ الأثر على البشرية كافة، ومرحلة صعبة وحساسة من تاريخ العالم، من تفشي جائحة فايروس كورونا المستجد.
وأضاف خلال كلمة وجَّهها للمواطنين وعموم المسلمين، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لهذا العام، أننا نتألم من أن يدخل علينا شهر رمضان «في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة؛ وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم، في مواجهة جائحة فيروس (كورونا) المستجد»، متابعاً بالقول: «عزاؤنا جميعاً أننا نمتثل بذلك لتعليمات شرعنا الحكيم، الذي جعل الحفاظ على الأنفس من أجَلّ مقاصده العظيمة».
وهنأ الملك سلمان المواطنين والمسلمين بـ«بلوغ شهر الرحمة والغفران، الشهر الكريم الذي تُضاعف فيه الحسنات، وتُقال فيه العثرات، وتُستذكر فيه الفرحة العظمى بنزول كتاب الله العظيم، في ليلة هي خير من ألف شهر»، مشيراً إلى أن «في رمضان دروساً جليلة، تحض على التنافس في الخيرات»، ومُبتهلاً إلى المولى - جل وعلا - أن «يحمل هذا الشهر الكريم في ظلاله شفاءً عاجلاً لكل مريض، وسلامة دائمة لكل إنسان، ورحمة واسعة».
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها وزير الإعلام السعودي المكلف الدكتور ماجد القصبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده القائل في كتابه العظيم: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ... هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين.
أبنائي وبناتي
إخواني وأخواتي .. المواطنين والمقيمين .. والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحمد الله إليكم، أن بلغنا هذا الشهر العظيم، وأهنئكم وأهني نفسي ببلوغ شهر الرحمة والغفران الشهر الكريم، الذي تضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، وتستذكر فيه الفرحة العظمي بنزول كتاب الله العظيم، في ليلة هي خير من ألف شهر، ونبتهل إلى المولى جل وعلا أن يحمل هذا الشهر الكريم في ظلاله شفاءً عاجلاً لكل مريض وسلامة دائمة لكل إنسان، ورحمة واسعة لكل من انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أن يبلغ معنا رمضان.
أبنائي وبناتي ...
إخواني وأخواتي ...
أيها المسلمون والمسلمات:
لقد دخل علينا رمضان هذا العام ونحن نعيش هذا الظرف البالغ الأثر على البشرية كافة، والمرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ العالم، من تفشي جائحة فايروس كورونا المستجد، رغم ما اتخذته المنظمات الإنسانية ودول العالم من إجراءات لمنع انتشاره.
وكما نتشرف بما تفضل الله به علينا من شرف عظيم ومكانة جليلة ومرتبة رفيعة بين الأمم، حينما اختصنا بخدمة بيته العظيم، ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، خدمة نتشرف بها ونؤدي حقها، بإكرام وفادة ضيوف الرحمن، من حجاج ومعتمرين وزوار، والسهر على راحتهم، والحرص أشد الحرص على سلامتهم وأمنهم، وتقديم أفضل الخدمات لهم، متضرعين إلى المولى العظيم جلت قدرته أن يعيننا على مواصلة ما شرفنا الله به من خدمة ضيوفه، ورعايتهم والعناية بهم، كما نتشرف بذلك كله، فإننا نعتز بما اتخذته المملكة العربية السعودية من منظومة إجراءات احترازية للحد من انتشار جائحة كورونا المستجد، وحرصت على تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطن والمقيم والمحافظة على سلامة الإنسان وصحته في هذه الأرض الكريمة، والمساهمة في الحد من الأضرار الاقتصادية لهذه الجائحة، سواء فيما تم من إجراءات محلية، أو من خلال دعم المملكة العربية السعودية للمنظمات العالمية في كل ما يخدم البشرية.
أبنائي وبناتي..
إخواني وأخواتي..
اسمحوا لي أن أتحدث باسمكم داعياً وشاكراً لكل أبنائي وبناتي المرابطين في الحدود والثغور، من الممارسين الصحيين، ومنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية، وكل العاملين في قطاعات الدولة، والمتطوعين من أجل خير الإنسان وصحته، الذين يصلون الليل بالنهار لدرء المخاطر كافة عن إنساننا وبلادنا، وبخاصة مخاطر هذا الوباء، لهؤلاء جميعا أقول بارك الله جهودكم وكلل بالنجاح سعيكم وتقبل الله منكم خالص عملكم وتفانيكم في خدمة بلادكم.
إن عملكم العظيم تاج عز لكل فرد منكم، وفخر لنا بكم، وعبادة عظيمة ينمو أجرها إلى يوم القيامة، أسال الله العظيم في هذا الشهر الفضيل، أن يسلمكم ويحفظكم وينصركم إنه على كل شيء قدير.
أبنائي وبناتي..
إن توكلنا على الله وعملنا بالأسباب يتطلب منا مواصلة العمل الجاد في هذا الوقت الصعب والالتزام بما يصدر من الجهات المختصة من تعليمات وإرشادات هدفها سلامتكم والمحافظة على صحتكم، في سبيل مواجهة هذه الجائحة، سائلين الله أن تسهم الجهود في رفع الوباء، وكشف البلاء عن بلادنا، وكل بلاد الأرض.
أبنائي وبناتي..
إخواني وأخواتي..
أصدقكم القول أني أتألم أن يدخل علينا هذا الشهر العظيم في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة؛ وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم في مواجهة جائحة فايروس كورونا المستجد، لكن عزاءنا جميعا أننا نمتثل بذلك لتعليمات شرعنا الحكيم، الذي جعل الحفاظ على الأنفس من أجلّ مقاصده العظيمة؛ فقد جاء في الحديث الشريف: «إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها».
إخواني المسلمين:
في رمضان دروس جليلة، تحض على التنافس في الخيرات.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، وأدام علينا التوفيق ويسر لنا كل خير، وحفظ بلادنا وبلدان العالم كافة من كل سوء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مقالات ذات صلة

ولي العهد يهنئ خادم الحرمين بفوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس) play-circle 01:22

ولي العهد يهنئ خادم الحرمين بفوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

هنأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة فوز السعودية رسمياً باستضافة بطولة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج المركز قدّم 465 جلسة علاجية استفاد منها 67 مريضاً منذ بدء أعماله (واس)

السعودية تفتتح مركزاً للعلاج الطبيعي بمخيم الزعتري

افتتحت السعودية، عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة»، أول مركز علاج طبيعي داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من رئيس غينيا الاستوائية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من تيودورو أوبيانج نجيما مباسوغو، رئيس غينيا الاستوائية، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

السعودية: أمر ملكي بتحويل مستشفى «التخصصي للعيون» إلى مؤسسة مستقلة

صدر في السعودية أمر ملكي يقضي بالموافقة على النظام الأساس لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث، وتحويله إلى مؤسسة مستقلة ذات طبيعة خاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى عام 2009، قدم الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية شاملة لتطوير نظام النقل العام.

غازي الحارثي (الرياض)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)