دول أوروبية تخفف الحظر بخجل... وتفرض ارتداء الكمامات

دول أوروبية تخفف الحظر بخجل... وتفرض ارتداء الكمامات
TT

دول أوروبية تخفف الحظر بخجل... وتفرض ارتداء الكمامات

دول أوروبية تخفف الحظر بخجل... وتفرض ارتداء الكمامات

أعادت الدنمارك فتح أبواب مدارسها، أمس، فيما تسعى دول أوروبية بشكل متزايد لتخفيف إجراءات العزل وتحريك اقتصادها المهدد بركود في مواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
ويواصل الوباء انتشاره في العالم، حيث سُجل أكثر من مليوني إصابة بفيروس «كورونا» المستجد في العالم، نصفها في أوروبا. وقد أعادت المدارس في الدنمارك فتح أبوابها بشكل خجول، بعد شهر على الإغلاق وطُلب الالتزام بإبقاء مسافة مترين بين طاولات التلاميذ. لكن بعض الأهالي اعتبروا هذا القرار سابقا لأوانه.
من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن السلطات «ستوصي» بوضع كمامات الحماية في وسائل النقل العام وداخل المتاجر. وإذ لفتت إلى «نجاح مرحلي هش» سجلته البلاد في كبح انتشار فيروس «كورونا» المستجد، أوضحت المستشارة أنه سيتم تخفيف القيود بدءا من 20 أبريل (نيسان) على أن يترجم ذلك خصوصا بإعادة فتح عدد من المتاجر. بدورها، سمحت إيطاليا المتوقفة عن العمل منذ أكثر من شهر بفتح بعض المحلات التجارية المحدودة. وقالت ماريليا دي جوفاني التي أعادت فتح أبواب مكتبتها في سيراكوزا، لوكالة الأنباء الإيطالية (آكي) إن أول كتاب باعته كان «العجوز الذي يقرأ روايات حب» للكاتب التشيلي لويس سيبولفيدا الذي أصيب بـ«كورونا» المستجدّ، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. لكن مناطق كثيرة اتخذت قرارات بتمديد إغلاق المكتبات، وخصوصا روما وتورينو ونابولي وميلانو (لومبارديا في الشمال)، وهي تضم أربعين بالمائة من السكان. وفي النمسا، فتحت الحدائق والمحلات التجارية الصغيرة. واستعادت جادة فافوريتين التجارية في فيينا حيويتها على الرغم من تأثير إجراءات صحية مفروضة على الحركة فيها، إذ يصطف عدد كبير من المتسوقين أمام المحلات التجارية وتفصل مسافات كبيرة بينهم. أما في إسبانيا، فقد استأنف جزء كبير من العمال عملهم الاثنين في المصانع والورشات بعد أسبوعين من توقف شبه تام للاقتصاد، الذي اقتصر نشاطه على «القطاعات الأساسية».
وقدمت الجمهورية التشيكية من جهتها خطة لتخفيف إجراءات العزل على مراحل، اعتبارا من 20 أبريل. فيما حددت فرنسا وهي من بين أكثر الدول تضررا موعد 11 مايو (أيار) لبدء تخفيف إجراءات العزل تدريجيا.
في المقابل، انضمت المعارضة البريطانية أمس إلى الأصوات التي تطالب الحكومة بتقديم خطة للخروج من العزل، معتبرة أن السكان يحتاجون إلى «رؤية ضوء في نهاية النفق». وعشية الإعلان المحتمل عن تمديد تدابير العزل التي بدأت في 23 مارس (آذار)، نشر الزعيم الجديد لحزب العمال كير ستارمر رسالة موجهة إلى وزير الخارجية دومينيك راب، الذي ينوب مؤقتا عن رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي لا يزال في النقاهة بعدما أمضى أسبوعا صعبا في المستشفى إثر إصابته بالفيروس. وكتب ستارمر: «السؤال الذي يطرح نفسه ليوم الخميس، هو ليس ما إذا كان يجب تمديد العزل ولكن كيف ومتى يمكن تخفيفه وما هي المعايير التي سيتم اتخاذ القرار على أساسها؟». وطالب ستارمر الحكومة بنشر خطتها على الفور أو خلال الأيام المقبلة، حتى يتمكن البرلمان من دراستها عندما يستأنف أعماله في 21 أبريل، عبر الفيديو كما هو متوقع. ولا يبدو أن الحكومة مستعدة للموافقة على هذا الطلب. وقال مصدر حكومي إن «التطرق إلى خطة خروج قبل أن نصل إلى ذروة (الوباء) قد يؤدي إلى طمس الرسالة المهمة المتعلقة بوجوب بقاء الناس في منازلهم من أجل حماية نظام الصحة الوطني وإنقاذ أرواح».
وتعد المملكة المتحدة من الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا حيث سجلت 12 ألف حالة وفاة مع تزايد المخاوف بشأن الوضع في دور المسنين، التي لا تندرج وفياتهم ضمن الحصيلة اليومية التي تعلن عنها السلطات.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».