استنكار في مصر لرفض سكان قرية دفن طبيبة توفيت بكورونا

المفتي أدان التنمر بحق المصابين بالفيروس ومنع دفن الضحايا

عدد من أهالي قرية «البهو فريك» في محافظة الدقهلية المصرية يتجمعون رفضا لدفن طبيبة (تويتر)
عدد من أهالي قرية «البهو فريك» في محافظة الدقهلية المصرية يتجمعون رفضا لدفن طبيبة (تويتر)
TT

استنكار في مصر لرفض سكان قرية دفن طبيبة توفيت بكورونا

عدد من أهالي قرية «البهو فريك» في محافظة الدقهلية المصرية يتجمعون رفضا لدفن طبيبة (تويتر)
عدد من أهالي قرية «البهو فريك» في محافظة الدقهلية المصرية يتجمعون رفضا لدفن طبيبة (تويتر)

شهدت قرية مصرية في محافظة الدقهلية بدلتا النيل، تجمهر عدد من الأهالي الرافضين لدفن طبيبة توفيت بفيروس كورونا، ما اضطر أهل المتوفاة لاستدعاء قوات الأمن لدخول القرية، في واقعة لاقت استنكاراً واسعاً، خصوصاً أنها تأتي بعد أقل من أسبوع على واقعة مماثلة.
وتجمهر عدد من الأهالي في مدخل قرية «البهو فريك» التابعة لمركز أجا في محافظة الدقهلية (130 كيلومترا شمال القاهرة) لمنع دخول سيارة إسعاف تحمل جثمان الطبيبة المتوفاة (65 عاما) في الحجر الصحي بالإسماعيلية، إثر عودتها من الخارج، بحسب وسائل إعلام مصرية.
وتم نقل جثة الطبيبة إلى قرية زوجها في الدقهلية في بادئ الأمر لدفنها، مما أثار احتجاج الأهالي في الشارع. وطالب المحتجون بدفن الطبيبة في مسقط رأسها بالقرية الواقعة بنفس المحافظة. ولدى وصول سيارة الإسعاف التي تحمل الجثة إلى القرية الثانية منعها عشرات الأهالي، الذين رفضوا أيضا السماح بدفنها خوفا من الإصابة بالفيروس.
واضطرت قوات الأمن للتعامل مع الوضع لفتح الطريق أمام المقابر، بعد فشل المفاوضات مع الأهالي الذين قالوا إنهم يتخوفون من إصابتهم بالفيروس. وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع ليتمكن أهالي الطبيبة من دفن جثمانها، فيما تمت عملية الدفن وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكانت السلطات المصرية قررت في منتصف مارس (آذار) الماضي عزل أكثر من 300 أسرة في قرية بمحافظة الدقهلية في دلتا النيل وحجرهم صحيا لفحصهم من فيروس كورونا المستجد بعد مخالطتهم لحالات إيجابية.
وكانت واقعة مماثلة حدثت في قرية «بولس» بمحافظة البحيرة بدلتا مصر الأربعاء الماضي، إذ رفض عدد من الأهالي دفن جثة شخص توفي في مستشفى بالإسكندرية جراء إصابته بمرض كورونا المستجد، خوفا على حياتهم.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشر كثيرون تعليقات عبروا فيها عن رفضهم لتجمهر الأهالي لمنع دفن المتوفون بكورونا، واستنكارهم للتنمر الذي يصيب عددا من المرضى وأهل المتوفين بـ(كوفيد 19).
وفي هذا الإطار، أصدر الدكتور شوقي علام مفتي مصر بيانا أدان خلاله ارتكاب ما وصفه بالأفعال المُشينة من التنمر الذي يعاني منه مرضى الكورونا، أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت، وقال المفتي في بيانه إنه لا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض على دفن وفيات فيروس كورونا، مشيرا إلى أن «تلك التصرفات لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة».
وكانت دار الإفتاء المصرية أصدرت بيانا أمس (الجمعة) يفيد بأن «منع دفن متوفى (كورونا) تعد على حق الله والعباد، وغير جائز شرعاً»، مضيفة أن «وزارة الصحة حددت مجموعة من الإجراءات الاحترازية المتعلقة بكيفية التعامل مع جثمان المتوفى بالفيروس، وطريقة دفنه، منعاً لحدوث أي عدوى».
https://www.facebook.com/EgyptDarAlIfta/posts/3433441926685565
وفي سياق متصل، علق أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، أن وزارة الصحة تتخذ التدابير اللازمة للتعامل مع ضحايا كورونا فيما يتعلق بطريقة الدفن. وأوضح أفي تصريحات صحافية اليوم (السبت) إلى أن بعد الوفاة يتم نقل الجثامين داخل كيس غير منفذ عبر صندوق مغلق لا يفتح إلا بالمدفن، وأن من يتولى عملية الدفن يلتزم بارتداء الواقيات الشخصية، وذلك بمشاركة أقل عدد ممكن من المواطنين، قائلا: «التدابير الخاصة بنقل العدوى يتم اتباعها في طريق الغسل والدفن... وتجمهر الأهالي والرفض للدفن غير مبرر».
جدير بالذكر أن مصر أعلنت مساء أمس (الجمعة)، تسجيل 95 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» ليكون مجمل الإصابات 1794 حالة، فيما بلغت الوفيات 135 شخصا، ينما تماثل للشفاء 384 حالة حتى الآن.
وقالت نقابة الأطباء المصريين في بيان صباح اليوم (السبت) إن ثلاثة أطباء توفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد وأصيب 43 طبيبا بالفيروس. وأكدت النقابة في بيانها أن اثنين من الأطباء الذين توفوا أصيبوا «نتيجة عدوى مجتمعية بعيدا عن العمل».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.