الحب في زمن الكمامة

خبراء الطب النفسي يؤكدون أن تأثيرات «كورونا» امتدت إلى الحياة العاطفية أيضاً (إ.ب.أ)
خبراء الطب النفسي يؤكدون أن تأثيرات «كورونا» امتدت إلى الحياة العاطفية أيضاً (إ.ب.أ)
TT

الحب في زمن الكمامة

خبراء الطب النفسي يؤكدون أن تأثيرات «كورونا» امتدت إلى الحياة العاطفية أيضاً (إ.ب.أ)
خبراء الطب النفسي يؤكدون أن تأثيرات «كورونا» امتدت إلى الحياة العاطفية أيضاً (إ.ب.أ)

لا يكف المصريون عن اللعب مع فيروس «كورونا»، واصطياد الفرص والمشاهد العادية، لينوعوا من طرائق هذا اللعب وأشكاله. فتحت سقف يوم مشمس، وبينما يسود الضجر الطابور الطويل أمام أحد «المولات» التجارية في ضاحية 6 أكتوبر، بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) دوّت عبارة خاطفة من ثلاث كلمات «كمامة الحب عمية» على لسان امرأة ستينية، وتناثرت كطرقة ناقوس مرحة على رؤوس الزبائن المنتظرين.
يعرف الجميع أنّ هذه العبارة تأتي على سبيل التناظر مع مثل شعبي شهير، لكنّها مع ذلك سرعان ما انتشرت في الطابور مثيرة جواً من المفارقات والتعليقات الساخرة بين الزبائن، الممتثلين لإجراءات الوقاية التي يتبعها المول حفاظاً على صحتهم، تطبيقاً للتعليمات الحكومية.
على بعد خطوات من المرأة، لم يبال فتى وفتاة بحاجز المتر «الكوروني» الذي يفصل بينهما، فليس سوى بضعة أمتار ويدلفان لدورة تسوق سريعة، تمكنهما من التقاط الأنفاس عاطفياً، وتبادل بعض نظرات الشّغف الخاصة، لكن هذه النظرات، سرعان ما انكشفت علاماتها مع حركة شفاهما وهي تتثنى بخفة تحت الكمامتين الزرقاوين، كأنّها لغة غير منطوقة. وحدها المرأة الستينية، كانت تراقب المشهد عن كثب، ربما تستعيد فيه حياة ماضية، وحين التفتت الفتاة وأومأت برأسها للفتى هامسة بدلع: «أنا مصلك يا حبيبي»... عاجلتها المرأة الستينية بطلقة أخرى من ناقوسها: «قطع الحب وسنينه، زمن أغبر، لا أنت عارف العدو من الحبيب»، وبدأت تلفت الأنظار إليها أكثر موجهة خطابها للفتاة: «لو كنت في سنك يا حبيبتي كنت قلت: أنا عدوك يا نور عيني».
كلام المرأة الستينية رغم انفعاله وعفويته لا يخلو من حقيقة علمية، يؤكدها خبراء الطب النفسي، مفادها أنّ «كورونا» لم يضرب الحياة الاقتصادية والسياسية فقط بل ضرب الحياة العاطفية أيضاً، فالحب إكسير الحياة يواجه أقصى مآزقه المصيرية، وفي ظل الخوف وشراسة الفيروس الخفي أصبح اللقاء العاطفي محفوفاً بمخاطر جمّة، من احتمالية العدوى، ومع العزلة الاجتماعية المفروضة على الجميع، والتغيير الطارئ في نمط العادات، تحوّلت رومانسية الحب المقدسة إلى مجرد ذكرى، يتم تعاطيها عن بعد وعبر دوائر مغلقة. ورغم تنوع أشكال التكافل والتضامن الإنساني فإنّ الخبراء يؤكدون أنّ أثر الحنان الصافي المنزوع من شوائب الهلع والذعر سيترك أثراً كبيراً على الصحة النفسية.
المشهد برقته القلقة لم يحسمه حلول الدور على الفتى والفتاة ليدخلا المول، ظلّ مهيمناً على الطابور الطويل الذي تحول إلى كتلة بشربة من المرح والمزاح، فيما تراجعت الثرثرة، في شؤون السياسة، وجدوى الحظر والعزل في البيت، وارتفاع الأسعار، ومعدلات تقشي الوباء في العالم... بعين المراقب المتورط انفجرت ضحكة تلقائية على شفتيّ، بينما المرأة الستينية تشير إلى كمامتها وهي تهم بدخول «المول»، وتسأل موظفي الأمن، ساخرة: «عندكم كمامات أصلية للحب».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».