ازدهار عالمي في المحتوى الرقمي وتصاعد في الدراما النسائية

مشهد من حلقات «تايغر كنغ» التي تبث من خلال شبكة «نتفليكس» وسجلت نسبة مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة
مشهد من حلقات «تايغر كنغ» التي تبث من خلال شبكة «نتفليكس» وسجلت نسبة مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة
TT

ازدهار عالمي في المحتوى الرقمي وتصاعد في الدراما النسائية

مشهد من حلقات «تايغر كنغ» التي تبث من خلال شبكة «نتفليكس» وسجلت نسبة مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة
مشهد من حلقات «تايغر كنغ» التي تبث من خلال شبكة «نتفليكس» وسجلت نسبة مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة

يتجه ملايين الأفراد المعزولين في مختلف الدول على خلفية اجتياح وباء «كورونا» للعالم إلى الترفيه المنزلي، على نحو أكثر وضوحاً من ذي قبل.
فقد كشفت النتائج الأخيرة لأبحاث أجرتها شركة «أمبر أناليسيس» للأبحاث الإعلامية التي تتخذ من لندن مقراً لها، عن طفرة قد يكون أفضل مثال لها حلقات «تايغر كنغ» التي تبث من خلال شبكة «نتفليكس»، وكذلك موضوعات الدراما الساخنة ذات الإنتاج المشترك.
وفي ما يلي أهم النتائج التي توصل لها البحث:
- الأعمال المرتجلة والبث عبر شركات البث العالمية
رغم أن الدراما لا تزال تحتل قمة هرم المشروعات التي يجري التعاقد عليها عالمياً، في ظل وجود أكثر من 500 مشروع قيد العمل، فإن الأفلام الوثائقية ليست ببعيدة؛ حيث يتوفر أكثر من 350 عنواناً. وتوضح تفاصيل معدلات تشغيل محطة قناة «Netflix» في الفترة ما بين يونيو (حزيران) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2019 معدلات تشغيل للأفلام الوثائقية (32 ساعة) والترفيهية (16 ساعة) تتباين من شهر إلى لآخر، مقابل عمليات تشغيل كبيرة ومتنوعة في أنواع أخرى، مثل محتوى الأطفال (172 ساعة) والرومانسية (182 ساعة).
وفي الوقت نفسه، خلال الفترة ما بين ديسمبر 2018 وديسمبر 2019، ارتفعت المشروعات المرتجلة قيد التطوير عبر 160 شركة بث، من 24 في المائة إلى 51 في المائة، أيضاً من خلال منصات اجتماعية مثل «فيسبوك» و«كويبي».
يقول غاي بيسون، مدير الأبحاث بشركة «أمبر»، إن «هذا يعطينا فكرة عن المكان الذي تركز فيه قنوات (نتفليكس) استراتيجيتها للاستحواذ. فهذ يعطينا فكرة أيضاً عن كيفية تطور استراتيجيات البث من حيث دورات الإنتاج والتطوير. يمكننا أن نرى بوضوح شديد أن منصات البث العالمية تعمل بشكل متزايد على تشغيل محتويات مرتجلة».
بحسب شركة «أمبر» التي حللت العروض النصية التي يتم إنتاجها حالياً أو تطويرها مع قيادة مشتركة بين الجنسين، تقود النساء الآن غالبية الدراما الأميركية (56 في المائة)، مقارنة بالذكور (34 في المائة) و(10 في المائة) للأبطال الرئيسيين للعمل.
في مناطق أخرى، يظهر تحليل العروض النصية المكتوبة حديثاً في النصف الثاني من عام 2019، تركيزاً على المحتوى المرتبط بالصحة العقلية. تشمل أفضل الأمثلة حلقات الدراما العلاجية الجماعية مثل «HBO Max»، و«%1 Happy»، وكذلك حلقات «Healing Powers of Dude» عبر قنوات «نتفليكس»، والتي تعرض قصة بطل الرواية المصاب بالقلق وحياته مع كلبه الداعم له، وأيضاً حلقات «The Now» التي تنتهي بانتحار بطل الرواية.
- الاختلافات الإقليمية في نوعية الأعمال
وفقاً لتحليل شركة «أمبر» للبرامج قيد التطوير أو الإنتاج حالياً، تعد أوروبا الغربية نقطة ساخنة للمحتوى الوثائقي والوقائعي، إلى جانب الجريمة والكوميديا، بينما تميل وسط أوروبا بشكل كبير إلى الدراما.
وبالمثل، فإن آسيا تميل إلى الدراما، في حين تحتل الرومانسية والجريمة مرتبة عالية. وفي الوقت نفسه، فإن أميركا الشمالية تركز على الكوميديا والجريمة، تحديداً الوثائقية منها، في حين أن أميركا الوسطى والجنوبية تميل إلى الدراما والجريمة والرومانسية.
تتضمن الأسواق الدولية الصين التي احتلت المرتبة الأولى لمحتوى الجريمة، تلتها المملكة المتحدة وفرنسا، في حين تعتبر المملكة المتحدة الأولى في الأفلام الوثائقية، تليها أستراليا وفرنسا. تصدرت المملكة المتحدة أيضاً محتوى الأطفال، تليها كندا وفرنسا، بينما ظهرت اليابان كمتخصص في الرسوم المتحركة، تليها المملكة المتحدة وفرنسا.
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

بعد توقفها... عودة خدمة «نتفليكس» لمعظم المستخدمين في أميركا

يوميات الشرق شعار منصة البث المباشر «نتفليكس» (رويترز)

بعد توقفها... عودة خدمة «نتفليكس» لمعظم المستخدمين في أميركا

كشف موقع «داون ديتيكتور» لتتبع الأعطال، عن أن منصة البث المباشر «نتفليكس» عادت إلى العمل، اليوم (السبت)، بعد انقطاع استمرّ نحو 6 ساعات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مسلسل «Monsters» يعيد إلى الضوء جريمة قتل جوزيه وكيتي مينينديز على يد ابنَيهما لايل وإريك (نتفليكس)

قتلا والدَيهما... هل يُطلق مسلسل «نتفليكس» سراح الأخوين مينينديز؟

أطلق الشقيقان مينينديز النار على والدَيهما حتى الموت عام 1989 في جريمة هزت الرأي العام الأميركي، وها هي القصة تعود إلى الضوء مع مسلسل «وحوش» على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ليلي كولينز بطلة مسلسل «إميلي في باريس» (رويترز)

لماذا تفجر «إميلي في باريس» مواجهة دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا؟

انفتحت جبهة جديدة في التاريخ الطويل والمتشابك والمثير للحقد في بعض الأحيان للعلاقات بين إيطاليا وفرنسا، والأمر يدور هذه المرة حول مسلسل «إميلي في باريس».

«الشرق الأوسط» (باريس- روما)
يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».