الأردن: ارتفاع أرقام المصابين بمرض «كورونا» بعد تسجيل أول وفاة

عناصر من الجيش الأردني في نقطة تفتيش شمال محافظة إربد (رويترز)
عناصر من الجيش الأردني في نقطة تفتيش شمال محافظة إربد (رويترز)
TT

الأردن: ارتفاع أرقام المصابين بمرض «كورونا» بعد تسجيل أول وفاة

عناصر من الجيش الأردني في نقطة تفتيش شمال محافظة إربد (رويترز)
عناصر من الجيش الأردني في نقطة تفتيش شمال محافظة إربد (رويترز)

أعلن وزير الصحة الأردني، سعد جابر، اليوم السبت، تسجيل 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليصبح العدد الكلي للمصابين في المملكة 246 حالة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وجاء الإعلان عن الحصيلة الجديدة قبل تسجيل أول حالة وفاة بالمرض لسيدة ثمانينية، وسط استمرار تشدد الحكومة في تطبيق إجراءات وقائية صارمة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن جثمان السيدة وري الثرى ضمن إجراءات صحية مشددة، وجرى دفن الجثة بطرق آمنة، عبر فرق اختصاص بالتقصي الوبائي، منعاً لنقل العدوى. فيما أكدت مصادر طبية أن المتوفية وصلت المستشفى مصابة بتسمم الدم وأمراض مزمنة أثرت على نسب الشفاء.
وفي الوقت الذي تتعامل السلطات المحلية مع أزمة ارتفاع عدد الإصابات محلياً، ارتفع صوت رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، مطالباً بإعادة الطلبة الأردنيين من أوروبا، محذراً الحكومة من إغفال قضيتهم، خصوصاً في ظل وقف عمل البنوك محلياً، وعدم تحويل أموال للطلبة، وبالتالي تفاقم أزمتهم.
وحمل مجلس النواب، الحكومة، في بيان صحافي، المسؤولية، لوقف تناقض تصريحات وزراء، وغياب بعض وزراء الخدمات عن الميدان في حل قضايا مواطنين عالقة، بفعل ضعف مستوى اتخاذ قرار.
وأثار تضارب قرارات وزراء من الحكومة حفيظة المواطنين، بعد أن ألغى وزير العمل نضال البطاينة، قراراً سابقاً لمحافظ البنك المركزي بفتح البنوك اعتباراً من أمس السبت، فيما أعلن وزير العمل نفسه دفع القطاع الخاص لرواتب موظفيه، في وقت استغربت مؤسسات القطاع الخاص قرار الوزير في ظل تعطيل عمل البنوك.
إلى ذلك تتوسع أزمة الإدارة الحكومية للقضايا اليومية عبر شكاوى متعددة للقطاعات الإنتاجية الحيوية، في ظل تطبيق قرار حظر التجول، وعدم إصدار التصاريح اللازمة، لتأمين حركتهم، ما استدعى الدعوة لاجتماع رؤساء اللجان النيابية المتخصصة اليوم في دار البرلمان، على وقع تحضير أوراق تقدير موقف حول الأداء الحكومي، تحديداً من رؤساء لجان المالية والاقتصاد والاستثمار والعمل النيابية.
من جهته، قدم رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب خالد البكار، جملة من الاقتراحات للخروج من أزمة الاقتصاد الوطني، من خلال خطوات جدولة فوائد الديون المحلية، وتطبيق قانون الدفاع بإلغاء قوانين من شأنها التوسع بمنح التسهيلات للقطاعات المتضررة من وقف الحياة الاقتصادية، ما يمكنها من القيام بدورها واستمرارية تشغيل العمالة المحلية، وإلزام شركات بدفع مسبق لحصتها الضريبية، في ظل متوسط نسب أرباحها خلال سنوات ماضية، إلى جانب العديد من التوصيات التي قد تشكل مخرجاً للأزمة الراهنة.
إلى ذلك، طالب رئيس لجنة العمل النيابية خالد أبو حسان، وزير العمل نضال البطاينة، بالتوقف عن إصدار قرارات أربكت سوق العمل، وأضرت بالقطاع الخاص، مطالباً بالنظر للأزمة الاقتصادية بمستوى شمولي، والتوقف عن إصدار قرارات بالقطعة، والتركيز بالحلقات الإنتاجية، والسماح لها بالعمل خلال ساعات فك الحظر جزئياً من كل يوم.
إلى ذلك، لا تزال محافظة إربد شمال البلاد منطقة معزولة بالكامل، في حين تدخلت القوات المسلحة للجيش العربي، لتأمين متطلبات المدينة والسكان من المواد الأساسية والسلع المختلفة. في الوقت الذي حذر فيه رئيس مجلس النواب من نقص المدينة لمتطلبات إدامة الحياة، أو التهاون في احتياجات المواطنين من الخدمات.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.